اقتحمت قوات الأمن بالجيزة مجموعة لدور الأيتام بأكتوبر، لملاحقة الخارجين عن القانون وضبط حائزى السلاح والمواد المخدرة، حيث عثرت قوات الأمن على 3 بندقيات خرطوش وكميات من الأسلحة البيضاء والأقراص المخدرة وضبط 25 مشتبها فيهم.
دور الأيتام بأكتوبر باتت الصداع الذى يدق فى رأس الأجهزة الأمنية، حيث إن هذه الدور تضم بالإضافة إلى الأطفال الأيتام أشخاص آخرون تخطى عمرهم السن القانونى، ومع ذلك لم يتركوا الدار وظلوا بها، ولم يكتفوا بذلك وإنما حولوا هذه الدور إلى أماكن لتجميع السلاح والمخدرات، وبات الاطفال يخرجون ليلا بالسلاح لقطع الطرق وسرقة المواطنين بالإكراه والسطو المسلح والعودة بعد ذلك إلى دور الأيتام.
عانى أهالى المنطقة الأمرين من وجود دور الأيتام التى تضم عددًا من البلطجية، وعندما حاولت قوات الأمن منذ عدة أشهر اقتحام هذه الدور وملاحقة الخارجين عن القانون تعامل البلطجية مع الأمن بقوة وإطلاق الرصاص، وأسفر الحادث عن إصابة ضابط شرطى بطلق نارى وحرق 3 سيارات للشرطة.
لم يكتف البلطجية بدور الأيتام بذلك، وإنما ارتكبوا حوادث قتل، حيث مزق أحدهم جسد طفل داخل القرية السياحية بأكتوبر، وتم القبض على اثنين من رواد دور الأيتام.
والتقى "اليوم السابع" بـأحد رواد دار الأيتام والمتهم فى قضية قتل، وقال: "مش كفاية إننا فتحنا عيننا على الدنيا ولا لقينا أب ولا أم.. نظرات الناس تؤذينا فالكل بيبص لينا على إننا أبناء زنا وتربية ملاجئ.. طيب إحنا نفسنا كنا نبقى كويسين بس حاكموا الظروف بقى.. اتهمونا كذبا بسرقة خاتم دهب من طفل وحاول أقاربه التعدى علينا فقتلناه.. أيوه قتلناه يعنى كنا هنعمل إيه والدنيا كلها جايه علينا..".
وأضاف المتهم ""عمرو.د.ع" 17 سنة طالب، قصير القامة نحيف الجسد، أنا فتحت عينى على الحياة دون أن أجد أبا أو أما، حيث وجدت نفسى داخل دار للأيتام بمدينة السادس من أكتوبر وسط 61 طفلا آخرين، ومسئولى الدار "فهمونا إن دول إخوتنا" وكل طفل داخل الدار كان ينادى الآخر بكلمة يا "أخويا" وكبرنا وكبرت معنا رابطة الأخوة حتى أصبح الذين يربطنا أقوى من الدم.
وتابع المتهم: الحياة داخل دار الأيتام أو "الملجأ" كما يعرفه البعض، صعبة، حيث المكان مزدحم بالأطفال، ونظام الأكل غير آدمى والكل يتعامل معنا وكاننا جئنا من الخطيئة، نظرات الناس تؤلمنا، وكلمة "بابا" و"ماما" التى ينطقها أطفال العالم أجمع تقطع قلوبنا، دون أن يشعر بينا أحد "أصله اللى إيده فى الميه مش زى اللى إيده فى النار" يعنى أن باقى الأطفال وجدوا أنفسهم بين أبوين اهتموا بهم وعلموهم ومن ثم أصبحوا أشخاص أسوياء فى المجتمع، لكننا وجدنا أنفسنا بدونهم.
أضف إلى ذلك أننا لم نجد القدوة التى ترشدنا وتوجهنا، يعنى "أنا عن نفسى عمرى ما حد قال لى دا صح ولا غلط" فمن الطبيعى أن أفعل ما أشاء وأسلم "دماغى" للشيطان، أعلم أنه من الخطأ أن نجعل الزمن والظروف شماعة نعلق عليها أخطاءنا، لكن فى حقيقة الأمر من الصعب أن تنتظروا حصاد بذر زرع فى أراض غير صالحة للزراعة من الأساس.
واستطرد المتهم قائلا: "على كل حال وجدت نفسى متهم فى القضية رقم 13895 لسنة 2010 جنح قسم أكتوبر وهربت من 4 أحكام غيابية لاتهامى فى وقائع "ضرب"، وأصبحت محاصرًا بهذه القضايا والأحكام بالرغم من أننى لم أتم العشرين عامًا، بالرغم من أننى عندما كنت طفلا كنت أحلم أكون "ظابط" فوجدت نفسى "مسجل" وكنت أتمنى ان يكون معى "لعب" مثل جميع أطفال الدنيا، لكن فين الأب والأم اللى ممكن يلبوا لنا هذه الطلبات، وكنا نسمع أن فلان بيكمل عشاءه نوم، بس أنا ما كنتش ألقى العشاء من الأساس، يعنى جوع وفقر وحرمان، وبعد كل ذلك والناس تنتظر منا أن نكون أشخاصًا أسوياء "طيب إزاى!!".
دور الأيتام بأكتوبر خطر على الأمن العام.. سلاح ومخدرات وبلطجية.. طفل بالملجأ: محاصرون بالظروف الصعبة "منتظرين إيه غير الجريمة".. كان نفسى أكون ضابطا بقيت"مسجل".. وهربت من 4 أحكام غيابية
الثلاثاء، 20 مايو 2014 04:34 م