إن «حمدين صباحى» شخصية وطنية، ولقد عرفته عن قرب وزاملته لسنوات فى «مجلس الشعب»، وأعترف أنه كان برلمانيا واضح المعالم، كما اتسمت مداخلاته بالرؤية الصادقة والإيمان العميق بالفكر القومى والالتزام بالإطار النظرى للعصر الناصرى، وقد اختار لنفسه أن يكون نصيرا للفقراء والمسحوقين، وأن يتحدث باسمهم، وأن يعبر عن أوجاعهم، ومع ذلك طالته انتقادات كثيرة، ومازلت أتذكر سجالا عنيفا فى إحدى جلسات المجلس بينه وبين النائب المرحوم «طلعت السادات» الذى كان نقيا تلقائيا، وكأنما اختاره الموت فى وقتٍ كانت المعارضة المصرية بحاجة إليه، وفى ذلك اليوم تراشق النائبان، وأشهد أن دفوع «حمدين صباحى» لم تكن ضعيفة وبدت لى حاسمة أمام اتهاماتٍ بعلاقات مع زعامات عربية رحلت عن عالمنا، كما أتذكر «لحمدين صباحى» فرحته وتقديره عندما كتبت مقالا عن «محمود نور الدين» بطل تنظيم ثورة «مصر»، والذى كان زميلا لى فى السفارة المصرية «بلندن»، وأذكر «لحمدين صباحى» أيضا دعمه لى مرشحا لمنصب «أمين عام جامعة الدول العربية» بعد «ثورة 25 يناير 2011».
ورغم كل تلك النقاط المضيئة فإننى أزعم أن «حمدين صباحى» كان يمكن أن يكون رئيسا ملائما فى ظروف طبيعية ولكننا نمر بظرفٍ استثنائى يحتاج إلى قبضة قوية وتنسيق إقليمى، وهما أمران قد لا يتوافران لحاكم مدنى قادم من المعارضة السياسية فى العقود الأخيرة، إذ يجب ألا يغيب عن وعينا أن «مصر» مستهدفة من كل اتجاه وأن السنوات القادمة شئنا أم لم نشأ سوف تحتاج إلى حضور قوى للجيش المصرى ورموزه، ولست أعنى بذلك أننا سوف نخوض حروبا، ولكننى أزعم أننا يجب أن نكون مستعدين للدفاع عن الحدود والأرض والمياه والثروات بغير تردد وفى أصعب الأوقات.. تحية «لحمدين» على شجاعته دائما.
د. مصطفى الفقى يكتب: تحية لحمدين صباحى على شجاعته والبلاد بحاجه لرئيس ذى قبضة قوية.. مصر مستهدفة من كل اتجاه.. والحضور القوى للجيش ورموزه فرض عين
الثلاثاء، 20 مايو 2014 08:20 ص