قال الدكتور حسام بدراوى الأمين العام للحزب الوطنى ''المنحل''، إن زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق لعب دورا كبيرا فى إسقاط نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بالكامل، وإبعاد الأشخاص الذين لهم قيمة وقامة عن مبارك، فالدائرة التى حول الرؤساء مع طول الحكم تكتسب قوة جبّارة، مضيفا أن عزمى كان يطمح فى بقاء الأمر كما هو عليه، ليس من أجل أن يصبح رئيسا للبلاد ولكن لأغراض شخصية.
وأكد بدراوى خلال لقاء مع الإعلامى طونى خليفة مقدم برنامج "أجرأ الكلام" على شاشة "القاهرة والناس"، أن سبب قبوله منصب الأمين العام للحزب الوطنى ''المنحل'' حتى لا تحدث مذابح داخل الشارع أو فوضى أو تسقط الدولة.
وأشار بدراوى إلى أنه طالب الرئيس الأسبق حسنى مبارك باستقالة جميع قيادات الحزب، وأن يكون على علاقة مباشرة معه، لأنه قريب جدا من الشباب والشارع السياسى.
كما كشف بدراوى، عن مجموعة من الأسرار الجديدة حول تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى فبراير 2011، قائلا: "قلت للرئيس الأسبق حسنى مبارك تنحى، لأنه من الممكن أن تقتل فى قصرك أو يكون مصيرك نفس مصير الديكتاتور الرومانى الراحل نيكولاى تشاوشيسكو، بعدما استشرت اللواء عمر سليمان نائب الرئيس حين ذاك فى مكتبه صباحاً، وقلت لسليمان وجهة نظرى بعدما رأيت الموقف السياسى، أنه آن الأوان لحدوث هذا التغيير ولابد أن ينفذ مبارك هذا الكلام فوراً".
وأضاف بدراوى أن "اللواء عمر سليمان قال لى إنه موافقنى تماما فى رأى، حيث سألته لماذا لا تقول له؟، قال لى: "أنا الرجل الثانى وقد يفهم تصريحى أننى أريد الحصول على مكانه وأعتقد أنك الوحيد القادر على فعل ذلك)، فقلت له (هيا نذهب سوياً له) فرفض، وقال (لو كان هناك أكثر من شخص فى الاجتماع لن يوافقك وإذا وافقك سيستدعينى ويستدعى رئيس مجلس الشعب) لذلك ذهبت له فى لحظة ليست سهلة على الإطلاق فلم يكن من السهل الدخول ولقاؤه".
وتابع الأمين العام للحزب الوطنى ''المنحل''، "مهدت لحديثى مع مبارك أنى قلت له أننى التقيت بالقيادات الشبابية باجتماعات مطولة لكى أنقذ الوضع، حيث أوضحت له أن الحركة فى الشارع والمعارضة تسير فى اتجاه واحد وتصاعدى، وهناك تأخر شديد فى اتخاذ القرارات، وأنت طلبت منى تحليل الموقف السياسى لما يحدث، فكان لابد من ترك السلطة وإقامة انتخابات رئاسية مبكرة، واستفتاء للتعديلات الدستورية، حتى تنتقل مصر فى إطار من الدستورية، لأن التغير لا بد أن يحدث فى إطار القانون والدستور، مؤكدا أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك وافق على ذلك الأمر".
وأكمل "بناءً عليه أقول أننا وصلنا للحد الذى ينبغى انتقال السلطة إليه فقال لى (كان أمامى 18 أشهر ولم أكن أنتوى أرشح نفسى) قلت له الناس لم تصدق بسبب فقدان الثقة فحضرتك لازم تطلع بوضوح، وتقول أنك خرجت خارج السلطة وتطلب فى إطار الدستور انتخابات رئاسية مبكرة، فقال لى (على فكرة أوعى تكون مصدق إن كنت عايز إن جمال يكون رئيس لأنه كان بيساعدنى فقط)، قلت له (عليك أن تقول الكلام هذا للشعب أنك ولا أحد من أسرتك سيرشح نفسه)، فقال لى (أنا أخدم بلدى طوال هذه السنين)، فقلت له (الشباب ثائر ويمكن أن يصل الجمهور والشباب للقصر الجمهورى الجمعة القادمة ويكون مصيرك مشابه للرئيس السابق شاوشيسكو).
وأشار بدرواى إلى أننى: "أردت توضيح وتقريب الصورة الذهنية له فرد على (أنا مستعد أموت من أجل بلدى) فقلت له عليك اتخاذ الإجراءات الصحيحة، وتتحقق أهداف الناس وفى نفس الوقت انتقال دستورى، فقال لى (حينما أذهب سيحكم الجيش أو الإخوان) قلت له لو حضرتك مشيت مجبر ممكن يحدث ذلك لكن لو تنحيت فى إطار الدستور هذا يمكن ألا يحدث لذلك، عليك أن تتنحى فى إطار دستورى حتى لا تحدث الفوضى، بعدها تكلم معى عن تضحياته وحبه لبلده، وقال (أنا خايف على الناس والشباب حينما يتصدى الحرس الجمهورى لهم لو جاءوا هنا فى القصر ويسيل دم)، قلت له الأحداث هذه تحدث عند المواجهات فالأفضل استباقها وبعد ساعة وخمس وأربعين دقيقة من الحديث معه قال لى: (أنا اقتنعت وسأقوم بالإجراء أطلب رئيس مجلس الشعب ليرى فحوى الخطاب الذى سأرسله له وأطلب اللجنة التى تعمل فى التعديلات الدستورية لنسرع بالتعديلات الدستورية الواجب الاستفتاء عليها".
وتابع، "خرجت من عنده واتجهت إلى اللواء عمر سليمان وكان منتظرنى وقلت له إنه وافق على الإجراءات، وتليفونه رنّ وذهب للقاء الرئيس الأسبق مبارك، وقعدت فى مكتبه واتصلت بكل من المستشار فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، والمستشار سرى صيام لأقوم بتحقيق أهداف الثورة بدون فوضى لكن الأمور لم تنتهِ بهذه الطريقة، فأثناء ذلك جاء أحد الموظفين فى القصر الجمهورى، وقال لى المقابلة انتهت ولابد أن أرحل، لذلك كتبت ورقة على مكتب نائب الرئيس قلت له (لقد تم طردى من القصر الجمهورى وأرجو اتخاذ الإجراءات لهذه التعديات) وأعتقد أن الدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق، هو الذى قام بهذا الإجراء ولم يكن يعرف اللواء عمر سليمان، ومبارك ذلك".
وأضاف بدراوى أن "بعد ربع ساعة من خروجى من القصر الجمهورى تلقيت اتصالا من نجل الرئيس جمال مبارك، والدكتور زكريا عزمى وقال لى لماذا خرجت؟. فقلت له إنكم غير جادين وسأعقد مؤتمرا صحفيا وأفصح عن هذا الكلام لأنه تم طردى، فاستدرك زكريا عزمى وقال (هذا ضابط صغير وأنا سأحاسبه)، وبعد إنهاء المكالمة جلست وفكرت ماذا لو أن مبارك يحتاج أحد الأشخاص الذين يساعدوه على اتخاذ القرار؟، وشعرت بتخوف أنه من الممكن الإجراء الصحيح يقع لأنى غير موجود لذلك عدت مرة أخرى ودخلت القصر الجمهورى، وقال لى مبارك (هاطلع اليوم وسأقول هذا الكلام)، وبعدما عدت إلى منزلى اتصلت بى سكرتارية الرئيس مبارك من ورائه وقالوا أن هذا الأمر لن يحدث".
حسام بدراوى يكشف تفاصيل تنحى مبارك.. ويؤكد: "قلت للرئيس الأسبق يجب أن تتنحى حتى لا يكون مصيرك مثل تشاوشيسكو".. و"عمر سليمان كان موافقنى الرأى".. و"زكريا عزمى لعب دورا كبيرا فى إسقاط النظام بالكامل"
الثلاثاء، 20 مايو 2014 04:51 ص
الدكتور حسام بدراوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة