نقلا عن اليومى..
نجح الإعلامى جورج قرداحى فى أن يفرض نفسه بقوة على الساحة العربية، بالنجاحات الإعلامية الكبيرة التى استطاع أن يحققها على مدى مشواره الإعلامى، بداية من تجربته الإذاعية وهى «مونت كارلو» مرورا ببرنامج المسابقات الشهير «من سيربح المليون» وغيرهما من البرامج الناجحة، إلى أن وصل الآن لتقديم برنامجه «المسامح كريم» الذى يذاع حاليًا على قناة «Osn».. «اليوم السابع» التقت بالإعلامى الكبير الذى تحدث عن البرنامج وكواليس اختياره لتلك النوعية فى الوقت الحالى، إضافة إلى حديثه عن المشهد الإعلامى العربى ورؤيته للفترة المقبلة فى الحوار التالى..
لماذا اخترت تقديم «المسامح كريم» فى هذا التوقيت وابتعدت عن تقديم برامج المسابقات التى اشتهرت بها؟
- لم أختره، ولكنه هو الذى اختارنى بعدما جاءنى عرض من قناة «Osn» ووافقت عليه، خاصة أننى قدمت برنامجا مشابها له فى عام 2004 على قناة «LBC»، ومنذ ذلك الوقت والجمهور يطالبنى بأن أقوم بعمل البرنامج مرة أخرى، لأن له رسالة وهدفا، وحينما عرض على من قبل مسؤولى القناة وافقت فورا دون تردد وتحمست له، لأنه يظهر قدرات جديدة لدى، وهى القدرة على إقناع شخصين متخاصمين بالتصالح، وهو ما يعنى لى «لذة» للبرنامج ويجعله مختلفًا عن باقى البرامج الموجودة على الساحة خلال الفترة الحالية.
ولكن إعادة تقديم البرنامج بعد مرور 10 سنوات يجعل البعض يردد أنك تعيد تكرار نفسك مرة أخرى؟
- لم تراودنى هذه الفكرة على الإطلاق، لأن «فورمات» وقصص البرنامج مختلفة تماما عن برنامجى السابق، إضافة إلى أننى قدمت برنامجى الأول فى فترة قصيرة للغاية، وبالتأكيد هناك فروق كثيرة على المستوى سواء على مستوى الحلقات أو على المستوى الشخصى فى تلك الفترة.
البعض يشك فى مصداقية البرنامج، وأن هناك ترتيبًا للحلقات بشكل مسبق ومتفق عليه؟
- لا يوجد أى حلقة مدبرة، ودائما الشخص الآخر لا يعلم سوى أننى أقوم بدعوته إلى البرنامج، وغالبيتهم يعتقدون أن برنامجى هو مسابقات وفيه جوائز مالية وهكذا، وفى النهاية لا تختتم كل الحلقات بالتسامح والتصالح، فهناك عدد من الحلقات لم يحدث فيها صلح، وهناك حلقات كانت صعبة للغاية فى التصوير وتحديدا التى كان بها صلح فى قضية «ثأر» بين عائلتين، وكانوا رافضين تماما الصلح، لأن هناك قتلى بينهما، ولكن فى النهاية وافقوا على الصلح، وانتهى الأمر وهو ما أسعدنى بشدة أن البرنامج استطاع أن ينهى خلافات كانت مستمرة منذ سنوات طويلة.
بعد النجاح الكبير الذى حققته فى مجال الإعلام المرئى خلال السنوات الماضية.. هل من الممكن أن تعود مرة أخرى للإذاعة وتكرر تجربة «مونت كارلو»؟
- حاليًا أصبح من الصعب للغاية العودة إلى الإذاعة من جديد، رغم حبى الشديد لها، لأنها فى وجدانى، ولكن عدم الاستقرار بشكل دائم فى أى من الدول هو السبب فى ذلك وكثرة ارتباطاتى تمنعنى من الاستقرار فى مكان محدد، وذلك بحكم البرامج التى أقدمها.
المشهد الإعلامى العربى أصبح أكثر تعقيدًا.. فهل أنت مع المهنية واحترام الإعلامى لمشاهديه.. أم مع إملاء وجهات النظر؟
- الموضوعية والمهنية من الأشياء المقدسة لدى، فالإعلام لا ينفصل عن الموضوعية والشفافية وعن الصدق، لأن الإعلامى مسؤول تجاه المتلقى، ولابد أن يكون للإعلامى كرامة واحترام لنفسه قبل احترام المشاهد له، ولا ينحاز لأحد الضيوف فى برنامجه على حساب الآخر، أو حتى الانحياز لوجهة نظرى، أما إذا كنت بعيدا عن الكاميرا فوقتها أتحدث عن وجهة نظرى بكامل حريتى، وحينما تم سؤالى عن «الربيع العربى» والثورة السورية، قلت إننى غير موافق على تلك التسمية، فهى مؤامرة وثبت صحة كلامى عقب 4 سنوات، وكان بداية الكشف عن تلك المؤامرة فى مصر، وللأسف لم تتحمل الإدارة فى «إم بى سى» ما أطلقته عن سوريا، وكنت أعتقد أنه حينما أتحدث عن وجهة نظرى، سيكون هناك احترام لما أقوله وفى اختلاف الآراء، خاصة أن أكثر المهاجمين لى هم من ينادون بالحرية والديمقراطية والتعبير عن آرائهم، ورغم ذلك لم يتحملوا وجهة نظر معاكسة لهم، وهذا كان سبب خلافى مع «MBC».
ألم تقلق من الإعلان عن موقفك الرافض لثورات الربيع العربى؟
- لم أعلنه وقتها بشكل صريح وما قلته، هو أننى مع أن يحصل الشخص العربى على كامل حقوقه من المحيط للخليج، لأن الإنسان العربى مسلوبة حقوقه فى الكثير من الدول العربية، ومهدر ثرواته وطاقاته وآرائه ومسلوبة حريته، ولكنى كنت أريد صحوة عربية، وكنت أنادى بذلك منذ سنوات طويلة، ولكن حينما يأتى الربيع العربى بمثل هذا الشكل، فهى لم تكن صحوة طبيعة، وأنا أخشى على هذا الربيع من مصادرته من قبل جهات محددة، وبالفعل حدث ما كنت أخشاه، وتمت مصادرة ذلك الربيع العربى فى مصر ودول أخرى لا أريد ذكرها، وتحول اتجاه الربيع العربى بعيدًا عن حرية المواطن العربى، وما كنا نريده ونحلم به.
هل ترى أن الشعوب العربية قادرة على عمل ثورات حقيقية مرة أخرى؟
- اعتقادى أن الثورات الحقيقية سوف تأتى فى وقت لاحق، وهنا أذكر بعض الدول التى لم يصل إليها ما يسمى بالربيع العربى، لأنهم يعانون من حرمان وفقر وعدم وجود ديمقراطية حقيقية، ولم يعمل حكام تلك الدول على تحقيق مطالب شعبهم أو يهتموا بها، وإذا لم يعط لتلك الشعوب حقوقها كما يجب مثل الغرب، فستحدث ثورات مرة أخرى، ولكن مصر خرجت من ذلك النفق المظلم وستعود للحصول على مكانتها الطبيعة كرائدة فى الوطن العربى، وأيضا لحماية بعض الدول العربية الصغيرة وتمنع المؤامرات وعمليات التخريب التى تقع فى هذه الدول ومصر ستتكفل بذلك.
ما رأيك فى برامج التوك شو التى انحرفت عن مسارها الطبيعى وأصبح هناك حالة من التخبط فى عدد من تلك البرامج؟
- أوجه لهم اللوم وغير راض عما يفعله البعض، ولا أريد ذكر أسمائهم، وأتمنى عودتهم للعمل بمهنية مع رسالتهم الإعلامية، لأننى ضد الإعلامى الذى يعطى وجهات نظره فى برنامجه.
وكيف ترى حالة الانقسام فى الشارع العربى وتأثيره على المشهد الإعلامى؟
- يجب على الإعلامى ألا يكون طرفا فى الانقسام مادام يقدم رسالته الإعلامية بمنتهى المصداقية والمهنية، لاسيما فى ظل ظهوره بشكل دائم فى برنامجه للرأى العام، لأنه ينقل للناس الحقائق، وهذا هو الأفضل فى ظل الظروف الطارئة والصعبة التى تمر بها الشعوب العربية، فالجميع يتحدث عن الإعلام بأنه السلطة الرابعة، ولكن أقول إنه السلطة الأولى، لأنه قادر على تحريك الشعوب، وظهر ذلك واضحا فيما يسمى بالربيع العربى وكان له دور كبير فى ذلك.
ما النصائح التى توجهها لكل من فى المشهد الإعلامى الآن؟
- أن يتوخوا الحذر والموضوعية والمهنية وأن يتمسكوا بأخلاقيات المهنة، وأن تكون هناك حالة من الصدق مع النفس لكى يكون لديهم حالة صدق من المشاهد، والتعامل مع الأخبار وتغطية الأحداث بشرف مهنى.
هل أنت مع ميثاق الشرف الإعلامى وتفعيله؟
- كنت أول إعلامى طالبت به فى منتصف التسعينيات، ولابد أن تكون هناك جهة ترعى هذا الميثاق وكنت أتصور أن الجامعة العربية هى التى ستتولى ذلك ولكن أين هى الجامعة العربية الآن؟ فلا يوجد مرجعية لهذا الميثاق، لأننا نريد ميثاقا إعلاميا عربيا جادا لكل الدول.
هل من الممكن أن تعود لتقديم البرامج السياسية مرة أخرى؟
- لدى حاليا مشروع تليفزيونى أحضر له ولفكرته وكيفية تناوله فى ظل الظروف التى يعيشها المواطن العربى خلال الفترة الحالية وتكون مفيدة له.
عدد الردود 0
بواسطة:
زائر مستقل من بغداد
أحسنت يا جورج ويا مقدم اللقاء