صدر حديثا للكاتب التشيكى ميلان كونديرا رواية "عيد اللامعنى" بالفرنسية عن دار غاليمار بباريس.
الرواية قال عنها "أوراس زيباوى" يبدأها ميلان كونديرا بالحديث عن الإغواء والأسئلة التى يطرحها حول هذا الموضوع أحد أبطال الرواية الأربعة. وبينما يتحدث ألين عن الإيروسية الحديثة، تدخل على التوالى ثلاث شخصيات أخرى وهى: رامون الذى يحب الفن ويهرب من الحشود فى اتجاه حديقة لوكسمبورغ، وشارل المختص بتاريخ ستالين والذى يكشف كيف أن هذا الطاغية كان يتمتع بحس ساخر إضافة إلى ما كان يمتلكه من نوازع عنف ودمار، أما كاليبان فهو شخصية تتمتع بالقدرة على المراوغة. بين هذه الشخصيات الأربع تدور الأحاديث التى يتمحور حولها هذا العمل وهى أحاديث مفعمة بالإغواء واللامعنى والكآبة من خلال العودة إلى ذكريات وأحلام وأوهام.
هناك تأملات ووقفات فلسفية تطالعنا فى الرواية، تقول إحدى شخصياتها مثلاً: «الوقت ينساب. بفضله نحن أولاً أحياء، ما يعنى أننا متّهَمون ومحاكَمون، ثم وفى وقت لاحق نموت. لكننا نبقى بضع سنوات مع أولئك الذين عرفونا، وسرعان ما يطرأ تغيّر جديد: الأموات يصبحون أمواتاً قدامى ولا أحد يعود يتذكرهم ويتبددون فى العدم. هناك قلة قليلة فقط تترك أسماءها فى الذاكرة، ولكن فى غياب شاهد حقيقى وفى غياب ذكرى فعلية، تتحول هذه الأسماء إلى مجرد دمى متحركة».
تأتى رواية كونديرا هذه بعد روايته التى تحمل عنوان «الجهل»، وكانت قد صدرت عام 2003، عشر سنوات من الصمت تمخضت عن رواية قصيرة لا تتجاوز المائة والاثنتين وأربعين صفحة ويلتقى فيها أربعة أصدقاء يتداولون فى ما بينهم بأسلوب ساخر حكاياتهم ومشاكلهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة