عزيزى معالى وزير التعليم العالى، اسمح لى فى بداية حديثى أن أتقدم لكم بالتحية والإعجاب والاحترام، وذلك لقيامكم وللمرة الأولى فى تاريخ الجامعات المصرية بتطبيق المادة 122 (مكرر) والصادرة بالقانون 142 لسنة 1994على رئيس إحدى الجامعات الحكومية، لمساءلته عن بعض المخالفات المنسوبة إليه... ولقد ازداد حبى وتقديرى لمعالى وزير التعليم العالى حين قرأت مؤخرا خبرا عنوانه "نظام جديد لاختيار القيادات الجامعية خلال أسبوعين، وخلو 150 كلية من عمدائها نهاية يوليو القادم".
وجاء بالخبر أن مصدر مسئول بالمجلس الأعلى للجامعات، أكد أنه سيتم إصدار قانون يحدد طرق اختيار القيادات الجامعية، خلال 15 يوماً. وأضاف المصدر، أنه سيتم العدول عن نظام الانتخاب فى تعيين القيادات الجامعية والعمداء، مشيراً إلى أن المجلس الأعلى للجامعات طور نظام التعيين ليصبح عن طريق لجنة علمية ووفقاً لمعايير معلنة وواضحة لجميع أعضاء هيئات التدريس. وأن الاختيار سيتم عن طريق إعلان لشغل وظيفة، وهى الطريقة المتبعة فى كل بلاد العالم، ويتم عمل لجنة بحث ولجنة أكاديمية لفحص أوراق المتقدمين وعمل مقابلات، ويتم اختيار من يصلح منهم كرئيس للجامعة، أو كعميد كلية.
وكنت منذ عدة أيام قد قمت بكتابة ونشر سلسلة من المقالات طالبت فيها بإلغاء الانتخابات فى الجامعات، لأنها تمزق الجامعات، كما قلت أن نظام انتخابات القيادات الجامعية التى ابتدعها الإخوان وأدخلوها فى الجامعات الحكومية كان بقصد تفتيتها، وقد أتت بقيادات جامعية تنتمى للتنظيم الإرهابى بشكل ما، سرًا وعلانية، واستمرار وجود تلك القيادات فى مناصبها، هو السبب الرئيس فى تواجد واستمرارية ظاهرة العنف فى الجامعات الحكومية وبدليل عدم وجود تلك الظواهر فى الجامعات الخاصة.
وأؤكد أن عددا من القيادات الأكاديمية المتربعة الحالية على كراسى السلطة فى الجامعات الحكومية أتى للمنصب مرشحًا من قبل تنظيم الإخوان، والبعض الآخر جاء إلى المنصب بدعم من تنظيم الإخوان والقلة القليلة الباقية تخاف على المنصب وتحافظ عليه، حتى لا تفقد مميزات المنصب المالية والمادية والوجاهة الاجتماعية تارة ومن بطش الإخوان تارة أخرى!، فصارت تعيش تلك القيادات فى حالة من الانفصام الإدارى المتمثل فى التردد والارتعاش! والمعروف أن الأيادى المرتعشة لن تقدر أبدًا على إصابة الهدف، ولن تستطيع المشاركة فى بناء المجتمع. ولذلك بات من المهم جدًا على الحكومة عزل تلك القيادات الجامعية ذات الإيادى المرتعشة والنوايا المتلونة.
وفى النهاية أود أن أؤكد لمعاليك أن تغيير رؤساء الجامعات والعمداء وحدهم لا يكفى، لأنه فى هذه الحالة فإن أعضاء التنظيم الإرهابى والمحسوبين عليه، والذين تم زرعهم فى وظائف نواب رؤساء الجامعات ووكلاء الكليات ورؤساء مجالس الأقسام، سوف يقومون بدور الدولة العميقة التى ستقاوم أى تغيير وتعمل فى الظلام كما تعودوا ..لذلك أناشدك معالى الوزير بأن التغيير لابد أن يكون جذريا، كما أؤكد بأن هناك نفر من الشرفاء بين تلك القيادات ولا بد من الاستفادة منهم، لكن الصالح العام والأمن القومى يأتيان فى المقدمة.
كما أناشد معالى الوزير بحتمية التفاهم مع وزير التضامن الاجتماعى لإعادة تشكيل مجالس إدارة أندية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية، لتنقيتها هى الأخرى. وختاما لكم تحياتى وقلبى معك.
د. محمد نبيه الغريب يكتب: تغيير رؤساء الجامعات والعمداء وحدهم لايكفى
الجمعة، 02 مايو 2014 10:17 ص