د.شادية خليل تكتُب: الجُوع كافِر وإحنا عُمرنَا ما شبِعنَا

الجمعة، 02 مايو 2014 06:00 م
د.شادية خليل تكتُب: الجُوع كافِر وإحنا عُمرنَا ما شبِعنَا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه المقولة قرأتها فى خبر "أم قتلت ابنها" بسبب قطعة خبز حاف زيادة، كلمة تأثرت بها كثيراً وشعرت بالألم الشديد، وبكى عليها قلبى قبل عينى، كلمة اهتز لها كيانى وأيضاً يهتز لها كيان أصحاب القلوب الرقيقة التى مازالت تتمتع بشىء من الرحمة والشفقة.

أسر فى طى النسيان لا يعرف طريقها إلا الفقر المُدقع والجوع والمرض، لكن المسئول بعيد كُل البُعد عن هذه الأسر، هذه الأسر ليست الوحيدة التى تعانى من مُشكلة توفير لقمة العيش لأولادها، لأنها مشكلة معظم الأسر التى لا تستطيع توفير حتى رغيف الخبز الحاف لسد جوعهم.

أُم مسكينة قليلة حيلة بدون أن تشعر دَبَت السكين فى صدر ابنها الذى يبكى بسبب شعوره بألم الجوع، لكى يكف عن البكاء والصراخ، ولكنها فى لحظة غياب الوعى لديها ومع نزول ستار السواد على حياتها وأمام عينيها ومن كثرة الضغوط عليها، وبدون أن تشعر أسكتته إلى الأبد.
المشكلة ليست مشكلة هذه السيدة فحسب، بل إنها مشكلة ليس بالقليل من الأسر لا تستطيع سد جوع أبنائهم، وذلك لعدم وجود عدالة اجتماعية ولسوء التخطيط، ولو كان هناك تخطيط جيد لما بات فرد جوعان، وليس ذلك فحسب بل إنها تعانى من عدم توفير مناخ جيد وملائم لتربيتهم وتنشئتهم وتعليمهم وتوفير الرعاية الصحية المناسبة لهم، لقد أصبح التعليم الآن للصفوة فقط الذين يملكون ثمن الكتب والكراريس والأقلام والدروس الخصوصية، لأن للأسف التعليم فى مصر أصبح غير مُجدى ولا يهتم أحد بهذه الكوادر المهُدر حقها إلا القلة القليلة.. فبدون الدروس الخصوصية لا ينجح الطالب لأن بكل أسف المدرسة لا تقوم بواجبها نحو الطالب على أكمل وجه فى شرح الدروس، بل الآن أصبحوا يهتمون بمن يقوم بعمل النشاط، وهذه الأنشطة بالطبع تكون مُكلفة على بعض أولياء الأمور، فبالتالى لا يستطيع الطالب الفقير أن يحصل على الدرجة المرجوة بسبب عدم قيامه بعمل النشاط المدرسى، الذى فى النهاية يُلقى فى صناديق القمامة، ويتركون أولياء الأمور يقعون تحت براثن الدروس الخصوصية وعنجهية وغطرسة المُدرسين وإذا كان عجبك.

وليس ذلك فقط فالرعاية الصحية أيضاً معدومة فى المستشفيات الحكومية (أى مستشفى الفقراء)، لا توجد بها أدوية حتى النظافة بها تكاد تكون منعدمة، المريض يذهب إلى المستشفى لكى يُعالج يخرج منها وبه أكثر من مرض، وجميع الأدوية يقوم المريض بشرائها من خارج المستشفى وليست بالمجان.

إلى كل راعٍ انتبه ستسأل أمام الله عز وجل عن هذه الأسر المسكينة التى يذهب ضحيتها الكبير والصغير، الطفل الرضيع والشيخ الكبير، الرجل والمرأة.

انظروا بعين الاعتبار والرأفة والشفقة إلى هذه الأسر المعدُومة، اهتموا بالإنسان الذى كرمه الله عز وجل فى كتابه العزيز، حيث قال الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (سورة التين: الآية 4).

فقبل أن يتم محاكمة هذه المرأة المسكينة قليلة الحيلة لابد أن يحاكم المسئول الذى نامت عينيه، وغفلت عن احتياجات ومتطلبات هذه الأسر، ولم يساعدها بأى حال من الأحوال فى محاولة لتوفير أقل القليل من احتياجاتهم وهى المأكل والمشرب.. مسكينة أنت أيتها المرأة يقتل ابنك بيديك ويظل شبحه المؤلم يطاردك طيلة حياتك.. معك الله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة