قال إريك تراجر الخبير الأمريكى فى الشئون المصرية أن تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر سيفقد واشنطن مكاسبها الاستراتيجية، التى حققتها عن طريق علاقاتها بمصر على مدى السنين.
وأضاف تراجر أحد أبرز الباحثين بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن حجب المساعدات سيقوض قدرة الولايات المتحدة على التأثير فى المستقبل، عندما تزداد مثل هذه الضغوط.
وكان السيناتور باتريك ليهى، رئيس لجنة الاعتمادات المشرفة على المساعدات الخارجية الأمريكية فى مجلس الشيوخ الأمريكى قد صرح مؤخرا بأن اللجنة تحتاج إلى دليل على أن مصر ملتزمة بنظام القانون.
ويرى تراجر أن قرار حجب المساعدات العسكرية الأمريكية يسيئ فهم طبيعة الحكومة المصرية الحالية وقدرة واشنطن على التأثير فيها، وأشار إلى أن الحكومة حاليا تتميز باستقلالية أجهزتها سواء القضاء أو السلطة التنفيذية أو الجيش، وذلك على عكس عهد الرئيس الأسبق مبارك، عندما كانت كل السلطات تتجمع فى يديه هو فقط.
وقال الباحث الأمريكى "إن حجب المساعدات كان يجبر مبارك على تغيير سلوكه، ولكن هذه الأداة لن تنجح فى ضوء طبيعة الحكومة الحالية"، حيث لا تستطيع أى مؤسسة من مؤسسات الدولة السيطرة على أخرى.
فعلى سبيل المثال ليس للجيش نفوذ قوى على السلطة القضائية، وبالتالى لا يستطيع التدخل، لتغيير الأحكام الصادرة ضد عناصر الإخوان، وهو الأمر الذى أزعج الدوائر الأمريكية.
ويقول تراجر "إن حجب المساعدات العسكرية الأمريكية سيعرض قدرة واشنطن على الحفاظ على التعاون مع مصر، الذى يرجع لسنوات طويلة للخطر، خاصة ومصر تواجه حربًا ضد الإرهاب فى سيناء"، مشيرا إلى محاولات روسيا لتوسيع نفوذها فى منطقة الشرق الأوسط من خلال بيعها السلاح لدول المنطقة.
وبالتالى فإن حجب المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر سيبعث برسالة مرتبكة للغاية بشأن أولويات واشنطن الاستراتيجية، كما ستكون الولايات المتحدة عرضة لفقدان مكاسب استراتيجية أخرى، فى حال حجب المساعدات مثل حق الطيران فى المجال الجوى المصرى والمرور بقناة السويس.
ويرى الخبير الأمريكى أن الإدارة الأمريكية يجب أن تتخذ موقفا حاسما، وترفض حجب المساعدات العسكرية عن مصر وإلا ستفقد واشنطن كل ما حققته من مكاسب من خلال علاقاتها مع مصر منذ أمد طويل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة