جيهان السنباطى تكتب: حينما يغيب الرادع تستمر الفظائع

الجمعة، 02 مايو 2014 08:03 ص
جيهان السنباطى تكتب: حينما يغيب الرادع تستمر الفظائع ياسر برهامى رئيس الدعوة السلفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ فترة ليست بقليلة، ونحن نعانى من فوضى الفتاوى من متطفلين على الشريعة الإسلامية وعلومها، وآخرين قد ضلوا طريقهم وأدخلتهم أهواؤهم إلى دائرة المؤتَمنين على شرع الله بالفتاوى الباطلة، خاصةً التى كان لها طابع سياسى والتى تصب جميعها فى النهاية إلى غرض واحد وهو التكفير وترويع الآمنين، والدعوة إلى العنف والقتل ونشر الفتن، وقد حذرت دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء مرات عديدة من تلك الفتاوى، ولكن لم يتم التحرك أو اتخاذ موقف قوى تجاه هؤلاء، وهو ما جعل الأمر مستمراً حتى وقتنا هذا، فحينما لا يوجد رادع تستمر الفظائع.

وعليه فقد استمر البعض منهم فى إصدار الفتاوى الشاذة المجنونة التى تنهش فى جسد الوطن وعرضه، ولكن هذه المرة لم تكن فتاوى سياسية، ولكنها كانت فتاوى تختص بالعلاقة بين الرجل والمرأة، وتبيح فعل الفضائح فى الطرقات، وتحلل الحرام وتحرم الحلال.

وخلال الثلاث سنوات الأخيرة، تم إصدار عدة فتاوى بهذا الخصوص تنوعت ما بين التعرى خلال معاشرة الزوجين، وإرضاع الكبير، مروراً بتحريم لمس المرأة لفاكهة وخضروات بعينها مثل الخيار والموز بدعوى أنها يمكن أن تثير الشهوة، وصولاً إلى فتوى نائب رئيس الدعوة السلفية الشيخ ياسر برهامى بعدم جواز قتل الرجل زوجته وعشيقها إلا برؤية الفَرْج فى الفَرْج، وأخرى أجاز فيها برهامى ترك الزوج زوجته للمغتصبين حفاظاً على النفس، وهو الأمر الذى لا يقبله دين ولا عقل ولا عُرف، فكيف له أن يطلب من الرجال قتل النخوة والرجولة والشهامة فيهم، وكيف يطلب منهم الاستهانة بعرض المرأة إلى هذا الحد، وكيف له أن يتناسى أن مفهوم الجهاد لا يقتصر فقط على قتل الروح من أجل الأرض والدين، وإنما من أجل الدفاع عن العرض أيضاً.

حقاً إنه شىء يدعو إلى الدهشة، فأمام كل تلك الفتاوى التى تدعو إلى الفسق أكثر من دعوتها إلى اتباع شرع الله، لم تخرج علينا فتاوى تدعو إلى تهدئة النفوس وتحريم قتل المسلم لأخيه المسلم والدعوة إلى التصالح ونبذ العنف، أليس غريباً أن ينصب اهتمام هؤلاء حول "المرأة"، أ لهذه الدرجة تشغل المرأة مساحة كبيرة فى عقولهم، وما المغزى الحقيقى وراء تلك الفتاوى، وعلى ماذا تدل، وما الذى يريدون توصيله للمجتمع، فتلك الفتاوى ليست فى صالح المجتمع ولا من يصدرها، فالطب النفسى يؤكد على أن التركيز على هذا النوع من الفتاوى وإثارتها بين الحين والآخر إنما تدل على أن أصحابها يعانون من الكبت الجنسى منذ الصغر، أو فى مراحل عمرية مبكرة أو لديهم مشكلات فى علاقتهم بالطرف الآخر، أو أن يكون قد تربى فى بيئة ذكورية معادية للمرأة فيتخذها وجسدها هدفاً فى أحاديثه، وهو ما يؤثر على نظرة المجتمع للمرأة وزيادة العنف المجتمعى تجاهها، ويجعلها لا تأمن على نفسها فى مجتمع ينظر إليها على أنها مجرد سلعة متاع.

إلى متى سيتم الاستهانة بالمرأة بالله عليكم ارحموها يكفى ما تتعرض له من تحرش فى الشوارع والمواصلات العامة وأماكن العمل، فما تثيرونه من فتاوى شيطانية تهدر حقها فى العيش بحرية مثلها مثل الرجل، ويجعلها جسدا مباحا لكل من يستقوى عليها بما منَّ عليه رب العالمين من قوة جسدية تهزمها، فكروا فى أمهاتكم وبناتكم وخالاتكم وعماتكم وما لاترضونه عليهن لا ترضونه على غيرهن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة