سلطت صحيفة "المونيتور" الأمريكية الضوء على سيناء، وقالت إن شبه الجزيرة تعانى من التهميش والفقر نتيجة لإهمالها من قبل الحكومة المركزية فى القاهرة، حيث تبلغ نسبة الفقر فيها أكثر من 45%، وفقا لخريطة الفقر الصادرة عن الصندوق الاجتماعى للتنمية.
وعلى الرغم من الإسهاب فى الحديث عن تنمية سيناء منذ إصدار وثيقة تحمل اسم المشروع القومى لتطوير سيناء فى التسعينيات لدعمها بسبعين مليار جنيه، على أن ينفذ المشروع فى الفترة بين عامى 1995 وحتى عام 2017، إلا أن الباحث السيناوى مصطفى سنجر قال فى حديثه للمجلة: "إن سيناء لا تذكر إلا فى المناسبات القومية المتعلقة بتحريرها"، مشيرا إلى أن حاجة المواطن الرئيسية والأساسية لا تزال تعانى نقصا حادا، حيث من غير المعقول الحديث عن تنمية بمليارات الجنيهات على أرض تخلو من بنية تحتية سليمة.
وتتابع الصحيفة قائلة، إن حلم تنمية سيناء عبر مد أراضيها بمياه ترعة السلام، كان المشروع القومى الأضخم الذى تحدثت عنه الحكومات المتعاقبة، بداية مع نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك وخلال الفترة الانتقالية وكذلك فى أثناء نظام الرئيس السابق محمد مرسى وحتى الآن.
لكن سليمان عيد، وهو أحد مزارعى قرية الشهداء الواقعة فى منطقة مشروع ترعة السلام على بعد 70 كيلومتراً غرب العريش عاصمة شمال سيناء، يقول إن ما جرى على الأرض كان بعيداً تماماً عن هذا المشروع الحلم، لتبقى تنمية سيناء «كلاماً على ورق» ومداولات فى الغرف المغلقة وتصريحات فى وسائل الإعلام.
ويلفت سليمان إلى أن مشروع ترعة السلامن كان مصدر أمل لأهالى سيناء، لكنه تحول فى العام 2010 إلى سد منيع يحجب عن أراضيهم ومزروعاتهم المياه بعد أن قررت الدولة قطع المياه عنهم ووقف استكمال المشروع".
وأضاف أنه "فى عام 2000 وعد مبارك أن من يزرع الأرض سوف يتملكها. لكن بعد عشر سنوات قطعوا عنهم المياه ليتركوهم ضحايا لجحيم الصحراء، على حد قوله.
كما أن الإهمال الذى طال ترعة السلام امتد أيضاً إلى مشروع خطة السكة الحديد «الإسماعيلية- رفح»، الذى أنشأت الدولة المرحلة الأولى منه. وسكة الحديد تمتد على مسافة مائة كيلومتر من الإسماعيلية إلى بئر العبد فى شمال سيناء.
كما طال الإهمال جسر الفردان المعدنى. وأصبح مصير هذا المشروع الحيوى بعد أن أوقفت الدولة العمل به فجأة، بيد اللصوص الذين ينزعون القضبان الحديدية ثم يغادرون المكان من دون أن يقاومهم أحد، وفقاً لشهادات الأهالى.
وبحسب تقرير صادر عن محافظة شمال سيناء يرصد الوضع الحالى للمشروع، "على الرغم من كبر حجم الاستثمارات المصروفة على المشروع، إلا أنه لم يظهر أى عائد تنموى حتى الآن على أبناء المنطقة بخاصة فى زمامى رابعة وبئر العبد".
"المونيتور" الأمريكية: سيناء لا تذكر إلا فى عيد تحريرها
الجمعة، 02 مايو 2014 11:56 ص
شبه جزيرة سيناء أرشيفية