الصحف الأمريكية: مصر على أعتاب أزمة طاقة كتلك التى أطاحت بمرسى.. المونيتور ترصد الإهمال الشديد فى مشروعات تنمية سيناء.. واشنطن بوست: على أمريكا التوقف عن دعم النظام فى مصر
الجمعة، 02 مايو 2014 12:08 م
إعداد ريم عبد الحميد
نيويورك تايمز:مصر على أعتاب أزمة طاقة كتلك التى أطاحت بمرسى.. الأزمة تهدد بإغراق العملة لمستويات كارثية.. رئيس هيئة البترول: نواصل التفاوض مع الشركات الدولية لجدولة الديون
تحدثت الصحيفة عن أزمة طاقة جديدة تلوح فى الأفق فى مصر، وقالت إن النقص المتزايد فى الطاقة الذى أشعل الاحتجاجات ضد الرئيس المعزول محمد مرسى، تعود لتواجه الحكومة المصرية حاليا.
وأشارت الصحيفة إلى شكاوى شركات الطاقة الدولية من أن مصر فشلت فى دفع مديونياتها من أجل إعادة ضخ النفط، أو السماح لهم بتصدير الغاز.. وقالت إن شركة جى بى البريطانية هى واحدة من أكبر الشركات المنتجة للنفط، وحذرت فى بيان من أن أعمالها الخاصة "الغاز" المصرى المسال فى خطر متزايد بدون إجراءات محددة من الحكومة المصرية.
واعتبرت الصحيفة أن بيان "بى جى" ذكر بالتحديات التى لا تزال تواجه الحكومة فى مصر، حتى على الرغم من أنها حصلت على 20 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأخيرة من دول الخليج.. ولم تعد مصر تنتج الطاقة الكافية لمواجهة الطلب المحلى بأسعار مدعومة للغاية.. كما أنها غير مستعدة لرفع الأسعار خوفا من إثارة الاضطرابات فى الشوارع، وهى غير قادرة على شراء ما يكفى من الوقود لتلبية الطلب المحلى.
وتقول نيويورك تايمز، إن احتياطيات النفط تحوم فوق المستوى المطلوب لتجنب انخفاض كارثى فى قيمة العملة، حول 17 مليار دولار، وهو تقريبا نفس المستوى الذى كانت عليه فى ظل حكم مرسى.
وفى نفس الوقت، فإن مصر تدين لشركات الطاقة الدولية بـ 5.7مليار دولار، وهى كافية لإغراق العملة لو تم خصمها من الاحتياطيات، وفقا لتقديرات الصحيفة المتشائمة.
وتمضى الصحيفة قائلة إن أغلب المحللين والدبلوماسيين الغربيين يتوقعون أن تواصل السعودية والإمارات وحلفاء مصر الآخرين فى الخليج تقديم ما يكفى من المساعدات لمواجهة أزمة الطاقة، وإبقاء الحكومة فى مصر على قدميها.. إلا أن البعض يحذر مما وصفته الصحيفة أن شهية مصر الشرهة للطاقة المدعمة يمكن أن تمثل اختبارا لكرم دول الخليج.
ويقول ستيفين كوك، الخبير بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، إن السعوديين والإماراتيين سيندمون ويشعرون باستياء لاستثماراتهم فى مصر، فالأموال السعودية والإماراتية والكويتية أبقت مصر بعيدا عن الغرق، واعتقاد مصر بأن هذا الدعم سيستمر قد يكون إحساسا زائفا بالأمن.
وفى مقابلة معه، قال طارق الملا، رئيس الهيئة العامة للبترول، إن الهيئة ستواصل التفاوض مع "بى جى" وشركات الطاقة الأخرى لجدولة الديون وإيجاد صيغ للتعويضات العينية، من أجل تحفيزهم على مواصلة الاستثمار فى الإنتاج المصرى.
وأضاف الملا أنه لا يزال على اتصال بمسئولى "بى جى" ويتوقع استمرار العمل المثمر معهم فى مصر.. إلا أنه يعترف أيضا بنقص الطاقة فى مصر، مشيرا إلى أنهم يواجهون تحديا خلال فصل الصيف المقبل بمروره دون انقطاع الكهرباء.
من جانبه، يوضح تريفور سيكورسكى، المحلل فى شئون الطاقة بلندن، أن الطلب الداخلى على الغاز يزداد أكثر من % 6فى العام، بينما زاد العرض بأقل من .%2
ويقول "كوك" إن المصريين يعتقدون أن شركات الطاقة الدولية لن تدير ظهرها لهم، ويرى أن مصر تعتقد أن الشركات لا تزال موجودة، ولا يمكن أن تغادر لأنها لن تعرض نفسها لخسائر فادحة.. إلا أن هذه الحسابات غير دقيقة، كما يقول كوك، ومن ثم فإن الاختيار بين أزمة طاقة أو أزمة عملة، بين رفع أسعار الطاقة أو دفع مقابل ما يتم استهلاكه، ربما يكون أكثر إلحاحا، ما لم تتدخل دول الخليج لإنقاذ مصر.
واشنطن بوست: على أمريكا التوقف عن دعم النظام فى مصر
واصلت الصحيفة تحريض الولايات المتحدة على مصر، ونشرت مقالا لروبرت كاجان الخبير بمركز بروكنجز دعا فيه واشنطن إلى ضرورة التوقف عن دعم النظام فى مصر.
وقال كاجان، إن المصالح الأمريكية تتضرر بشدة فى كل يوم تدعم فيه النظام الذى وصفته بالمستبد، وأضاف أنه لو كانت الولايات المتحدة تريد أن تروض الإسلاميين وجعل العالم الحديث آمنا، فإنها لم تقم فقط بإهدار الفرصة، بل إنها تواطأت لسحقها وضمان عدم وجود فرصة أخرى، كما أنه ليس من مصلحة واشنطن أن تتصرف بشفافية شديدة عكس مبادئها المنصوص عليها.
وتابع الكاتب قائلا إنه فى حين أن بعض النفاق قد يكون أمرا لا يمكن تجنب فى العلاقات الولية، فإن مستوى الحديث المزدوج كان استثنائيا فى الأشهر القليلة الأخيرة.. وفى الوقت الذى سارع فيه النظام فى مصر بقمع المعارضة ومحاكمة الصحفيين والليبراليين المصريين، فإن كبار المسئولين الأمريكيين، تحدثوا بكل سرور عن الانتقال للديمقراطية وتحدثوا بتعاطف عن اتجاه الحكومة نحو إجراء الانتخابات، وإن الجميع يعلم أنه لا يوجد نية لخلق الديمقراطية فى مصر.. ولا يشعر أى مسئول بأنه مضطر لاستخدام اللغة الغريبة عن التحول الديمقراطى لأن الكونجرس طلب من الإدارة الأمريكية أن تشهد بأن مصر تتقدم نحو الديمقراطية من أجل استمرار تقديم المساعدات العسكرية..لكن الكاتب يرى أن الكونجرس متواطئ فى دعم الاستبداد فى مصر، على حد تعبيره.
وقال إن هناك ارتفاعا فى مشاعر العداء للإسلاميين فى الولايات المتحدة.. وهناك إحساس فى كثير من أنحاء أمريكا بأن أفضل سياسة فى مصر وسوريا وأماكن أخرى فى الشرق الأوسط هو أن يدعوا المسلمين يقتلون بعضهم بعضا، وهناك تعاطف مع أى دولة عربية نحاول سحق الإخوان ولا يوجد مخاوف كبيرة بشأن التعذيب والاضطهاد والقتل الذى تستخدمه الحكومة لتحقيق هذا الهدف.
المونيتور ترصد الإهمال الشديد فى مشروعات تنمية سيناء
سلطت صحيفة المونيتور الأمريكية الضوء على سيناء، وقالت إن شبه الجزيرة تعانى من التهميش والفقر نتيجة لإهمالها من قبل الحكومة المركزية فى القاهرة، حيث تبلغ نسبة الفقر فيها أكثر من%45، وفقا لخريطة الفقر الصادرة عن الصندوق الاجتماعى للتنمية.
وعلى الرغم من الإسهاب فى الحديث عن تنمية سيناء منذ إصدار وثيقة تحمل اسم المشروع القومى لتطوير سيناء، فى التسعينيات لدعمها بسبعين مليار جنيه، على أن ينفذ المشروع فى الفترة بين عامى 1995 وحتى عام2017، إلا أن الباحث السيناوى مصطفى سنجر قال فى حديثه للمجلة "إن سيناء لا تذكر إلا فى المناسبات القومية المتعلقة بتحريرها".
ويشير سنجر إلى أن حاجة المواطن الرئيسية والأساسية لا تزال تعانى نقصا حادا.. فمن غير المعقول الحديث عن تنمية بمليارات الجنيهات على أرض تخلو من بنية تحتية سليمة.
وتتابع الصحيفة قائلة إن حلم تنمية سيناء عبر مد أراضيها بمياه ترعة السلام، كان المشروع القومى الأضخم الذى تحدثت عنه الحكومات المتعاقبة، بداية مع نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك وخلال الفترة الانتقالية، وكذلك فى أثناء نظام الرئيس المعزول محمد مرسى وحتى الآن.. لكن سليمان عيد، وهو أحد مزارعى قرية الشهداء الواقعة فى منطقة مشروع ترعة السلام على بعد 70 كيلومتراً غرب العريش عاصمة شمال سيناء، يقول إن ما جرى على الأرض كان بعيداً تماماً عن هذا المشروع الحلم، لتبقى تنمية سيناء كلاماً على ورق ومداولات فى الغرف المغلقة وتصريحات فى وسائل الإعلام.
ويلفت سليمان إلى أن مشروع ترعة السلام كان مصدر أمل لأهالى سيناء، لكنه تحول فى العام 2010 إلى سد منيع يحجب عن أراضيهم ومزروعاتهم المياه بعد أن قررت الدولة قطع المياه عنهم ووقف استكمال المشروع.. ويضيف أنه فى عام 2000 وعد مبارك أن من يزرع الأرض سوف يتملكها لكن بعد عشر سنوات قطعوا عنهم المياه ليتركوهم ضحايا لجحيم الصحراء، على حد قوله.
كما أن الإهمال الذى طال ترعة السلام امتد أيضاً إلى مشروع خطة سكة الحديد الإسماعيلية رفح، الذى أنشأت الدولة المرحلة الأولى منه. وسكة حديد تمتد على مسافة مئة كيلومتر من الإسماعيلية إلى بئر العبد فى شمال سيناء.. كما طال الإهمال جسر الفردان المعدنى.. وأصبح مصير هذا المشروع الحيوى بعد أن أوقفت الدولة العمل به فجأة، بيد اللصوص الذين ينزعون القضبان الحديدية ثم يغادرون المكان من دون أن يقاومهم أحد، وفقاً لشهادات الأهالى.
وبحسب تقرير صادر عن محافظة شمال سيناء يرصد الوضع الحالى للمشروع،"على الرغم من كبر حجم الاستثمارات المصروفة على المشروع، إلا أنه لم يظهر أى عائد تنموى حتى الآن على أبناء المنطقة بخاصة فى زمامى رابعة وبئر العبد".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز:مصر على أعتاب أزمة طاقة كتلك التى أطاحت بمرسى.. الأزمة تهدد بإغراق العملة لمستويات كارثية.. رئيس هيئة البترول: نواصل التفاوض مع الشركات الدولية لجدولة الديون
تحدثت الصحيفة عن أزمة طاقة جديدة تلوح فى الأفق فى مصر، وقالت إن النقص المتزايد فى الطاقة الذى أشعل الاحتجاجات ضد الرئيس المعزول محمد مرسى، تعود لتواجه الحكومة المصرية حاليا.
وأشارت الصحيفة إلى شكاوى شركات الطاقة الدولية من أن مصر فشلت فى دفع مديونياتها من أجل إعادة ضخ النفط، أو السماح لهم بتصدير الغاز.. وقالت إن شركة جى بى البريطانية هى واحدة من أكبر الشركات المنتجة للنفط، وحذرت فى بيان من أن أعمالها الخاصة "الغاز" المصرى المسال فى خطر متزايد بدون إجراءات محددة من الحكومة المصرية.
واعتبرت الصحيفة أن بيان "بى جى" ذكر بالتحديات التى لا تزال تواجه الحكومة فى مصر، حتى على الرغم من أنها حصلت على 20 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأخيرة من دول الخليج.. ولم تعد مصر تنتج الطاقة الكافية لمواجهة الطلب المحلى بأسعار مدعومة للغاية.. كما أنها غير مستعدة لرفع الأسعار خوفا من إثارة الاضطرابات فى الشوارع، وهى غير قادرة على شراء ما يكفى من الوقود لتلبية الطلب المحلى.
وتقول نيويورك تايمز، إن احتياطيات النفط تحوم فوق المستوى المطلوب لتجنب انخفاض كارثى فى قيمة العملة، حول 17 مليار دولار، وهو تقريبا نفس المستوى الذى كانت عليه فى ظل حكم مرسى.
وفى نفس الوقت، فإن مصر تدين لشركات الطاقة الدولية بـ 5.7مليار دولار، وهى كافية لإغراق العملة لو تم خصمها من الاحتياطيات، وفقا لتقديرات الصحيفة المتشائمة.
وتمضى الصحيفة قائلة إن أغلب المحللين والدبلوماسيين الغربيين يتوقعون أن تواصل السعودية والإمارات وحلفاء مصر الآخرين فى الخليج تقديم ما يكفى من المساعدات لمواجهة أزمة الطاقة، وإبقاء الحكومة فى مصر على قدميها.. إلا أن البعض يحذر مما وصفته الصحيفة أن شهية مصر الشرهة للطاقة المدعمة يمكن أن تمثل اختبارا لكرم دول الخليج.
ويقول ستيفين كوك، الخبير بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، إن السعوديين والإماراتيين سيندمون ويشعرون باستياء لاستثماراتهم فى مصر، فالأموال السعودية والإماراتية والكويتية أبقت مصر بعيدا عن الغرق، واعتقاد مصر بأن هذا الدعم سيستمر قد يكون إحساسا زائفا بالأمن.
وفى مقابلة معه، قال طارق الملا، رئيس الهيئة العامة للبترول، إن الهيئة ستواصل التفاوض مع "بى جى" وشركات الطاقة الأخرى لجدولة الديون وإيجاد صيغ للتعويضات العينية، من أجل تحفيزهم على مواصلة الاستثمار فى الإنتاج المصرى.
وأضاف الملا أنه لا يزال على اتصال بمسئولى "بى جى" ويتوقع استمرار العمل المثمر معهم فى مصر.. إلا أنه يعترف أيضا بنقص الطاقة فى مصر، مشيرا إلى أنهم يواجهون تحديا خلال فصل الصيف المقبل بمروره دون انقطاع الكهرباء.
من جانبه، يوضح تريفور سيكورسكى، المحلل فى شئون الطاقة بلندن، أن الطلب الداخلى على الغاز يزداد أكثر من % 6فى العام، بينما زاد العرض بأقل من .%2
ويقول "كوك" إن المصريين يعتقدون أن شركات الطاقة الدولية لن تدير ظهرها لهم، ويرى أن مصر تعتقد أن الشركات لا تزال موجودة، ولا يمكن أن تغادر لأنها لن تعرض نفسها لخسائر فادحة.. إلا أن هذه الحسابات غير دقيقة، كما يقول كوك، ومن ثم فإن الاختيار بين أزمة طاقة أو أزمة عملة، بين رفع أسعار الطاقة أو دفع مقابل ما يتم استهلاكه، ربما يكون أكثر إلحاحا، ما لم تتدخل دول الخليج لإنقاذ مصر.
واشنطن بوست: على أمريكا التوقف عن دعم النظام فى مصر
واصلت الصحيفة تحريض الولايات المتحدة على مصر، ونشرت مقالا لروبرت كاجان الخبير بمركز بروكنجز دعا فيه واشنطن إلى ضرورة التوقف عن دعم النظام فى مصر.
وقال كاجان، إن المصالح الأمريكية تتضرر بشدة فى كل يوم تدعم فيه النظام الذى وصفته بالمستبد، وأضاف أنه لو كانت الولايات المتحدة تريد أن تروض الإسلاميين وجعل العالم الحديث آمنا، فإنها لم تقم فقط بإهدار الفرصة، بل إنها تواطأت لسحقها وضمان عدم وجود فرصة أخرى، كما أنه ليس من مصلحة واشنطن أن تتصرف بشفافية شديدة عكس مبادئها المنصوص عليها.
وتابع الكاتب قائلا إنه فى حين أن بعض النفاق قد يكون أمرا لا يمكن تجنب فى العلاقات الولية، فإن مستوى الحديث المزدوج كان استثنائيا فى الأشهر القليلة الأخيرة.. وفى الوقت الذى سارع فيه النظام فى مصر بقمع المعارضة ومحاكمة الصحفيين والليبراليين المصريين، فإن كبار المسئولين الأمريكيين، تحدثوا بكل سرور عن الانتقال للديمقراطية وتحدثوا بتعاطف عن اتجاه الحكومة نحو إجراء الانتخابات، وإن الجميع يعلم أنه لا يوجد نية لخلق الديمقراطية فى مصر.. ولا يشعر أى مسئول بأنه مضطر لاستخدام اللغة الغريبة عن التحول الديمقراطى لأن الكونجرس طلب من الإدارة الأمريكية أن تشهد بأن مصر تتقدم نحو الديمقراطية من أجل استمرار تقديم المساعدات العسكرية..لكن الكاتب يرى أن الكونجرس متواطئ فى دعم الاستبداد فى مصر، على حد تعبيره.
وقال إن هناك ارتفاعا فى مشاعر العداء للإسلاميين فى الولايات المتحدة.. وهناك إحساس فى كثير من أنحاء أمريكا بأن أفضل سياسة فى مصر وسوريا وأماكن أخرى فى الشرق الأوسط هو أن يدعوا المسلمين يقتلون بعضهم بعضا، وهناك تعاطف مع أى دولة عربية نحاول سحق الإخوان ولا يوجد مخاوف كبيرة بشأن التعذيب والاضطهاد والقتل الذى تستخدمه الحكومة لتحقيق هذا الهدف.
المونيتور ترصد الإهمال الشديد فى مشروعات تنمية سيناء
سلطت صحيفة المونيتور الأمريكية الضوء على سيناء، وقالت إن شبه الجزيرة تعانى من التهميش والفقر نتيجة لإهمالها من قبل الحكومة المركزية فى القاهرة، حيث تبلغ نسبة الفقر فيها أكثر من%45، وفقا لخريطة الفقر الصادرة عن الصندوق الاجتماعى للتنمية.
وعلى الرغم من الإسهاب فى الحديث عن تنمية سيناء منذ إصدار وثيقة تحمل اسم المشروع القومى لتطوير سيناء، فى التسعينيات لدعمها بسبعين مليار جنيه، على أن ينفذ المشروع فى الفترة بين عامى 1995 وحتى عام2017، إلا أن الباحث السيناوى مصطفى سنجر قال فى حديثه للمجلة "إن سيناء لا تذكر إلا فى المناسبات القومية المتعلقة بتحريرها".
ويشير سنجر إلى أن حاجة المواطن الرئيسية والأساسية لا تزال تعانى نقصا حادا.. فمن غير المعقول الحديث عن تنمية بمليارات الجنيهات على أرض تخلو من بنية تحتية سليمة.
وتتابع الصحيفة قائلة إن حلم تنمية سيناء عبر مد أراضيها بمياه ترعة السلام، كان المشروع القومى الأضخم الذى تحدثت عنه الحكومات المتعاقبة، بداية مع نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك وخلال الفترة الانتقالية، وكذلك فى أثناء نظام الرئيس المعزول محمد مرسى وحتى الآن.. لكن سليمان عيد، وهو أحد مزارعى قرية الشهداء الواقعة فى منطقة مشروع ترعة السلام على بعد 70 كيلومتراً غرب العريش عاصمة شمال سيناء، يقول إن ما جرى على الأرض كان بعيداً تماماً عن هذا المشروع الحلم، لتبقى تنمية سيناء كلاماً على ورق ومداولات فى الغرف المغلقة وتصريحات فى وسائل الإعلام.
ويلفت سليمان إلى أن مشروع ترعة السلام كان مصدر أمل لأهالى سيناء، لكنه تحول فى العام 2010 إلى سد منيع يحجب عن أراضيهم ومزروعاتهم المياه بعد أن قررت الدولة قطع المياه عنهم ووقف استكمال المشروع.. ويضيف أنه فى عام 2000 وعد مبارك أن من يزرع الأرض سوف يتملكها لكن بعد عشر سنوات قطعوا عنهم المياه ليتركوهم ضحايا لجحيم الصحراء، على حد قوله.
كما أن الإهمال الذى طال ترعة السلام امتد أيضاً إلى مشروع خطة سكة الحديد الإسماعيلية رفح، الذى أنشأت الدولة المرحلة الأولى منه. وسكة حديد تمتد على مسافة مئة كيلومتر من الإسماعيلية إلى بئر العبد فى شمال سيناء.. كما طال الإهمال جسر الفردان المعدنى.. وأصبح مصير هذا المشروع الحيوى بعد أن أوقفت الدولة العمل به فجأة، بيد اللصوص الذين ينزعون القضبان الحديدية ثم يغادرون المكان من دون أن يقاومهم أحد، وفقاً لشهادات الأهالى.
وبحسب تقرير صادر عن محافظة شمال سيناء يرصد الوضع الحالى للمشروع،"على الرغم من كبر حجم الاستثمارات المصروفة على المشروع، إلا أنه لم يظهر أى عائد تنموى حتى الآن على أبناء المنطقة بخاصة فى زمامى رابعة وبئر العبد".
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة