قرائى الأعزاء.. أكتب لكم مقالى هذا عن موضوع قد تحدث عنه الكثيرون مراراً وتكراراً ولكن سأحدثكم عن بعض الظواهر الغريبة التى ظهرت فى مجتمعنا الشرقى الذى له عاداته وتقاليده المعروفة.. ولكن عندما تنتشر الظاهرة بل وتتوسع فى الانتشار وتصبح ظاهرة سلبية لابد من وقفة حاسمة تجاهها.
فمنذ قديم الأزل يا أعزائى ونحن نرى ظاهرة التدخين قد انتشرت بين الرجال والشباب وأصبح معظمهم يمشى وفى يده السيجارة يدخنها بشهية مفتوحة أو يجلسوا على المقهى ويطلبوا "الشيشة" أو ما يسمونها فى بعض الدول العربية "النرجيلة"، ولكى يحببوا فيها الشباب صمموها فى الآونة الأخيرة بنكهات الفواكه المختلفة فهناك منها بطعم التفاح والليمون والكنتالوب.. إلخ. ومع مرور الوقت أصبحت الشيشة والسيجارة من العادات اليومية التى يمارسها معظم الرجال والشباب حتى فى وقتنا هذا.
والغريب الذى حدث فى الآونة الأخيرة أنه لم يعد هناك السيجارة والشيشة فقط بل هناك منافس ثالث ينافس على جذب الشباب له مع السيجارة والشيشة.. ألا وهى المخدرات بمختلف أنواعها حيث أصبح الشباب فى الآونة الأخيرة وخصوصاً الذين هم فى مرحلة المراهقة يتسارعون على تناول وتعاطى المخدرات بأنواعها المختلفة التى نعرفها جيداً.
وهنا أعزائى القراء أتساءل.. ما الذى يجعل شبابنا يتجه مثل هذه الاتجاهات ويقبل على هذه المدمرات التى تدمر كل شىء تدمر صحتهم وعقولهم وأخلاقياتهم وتجعلهم مثلهم مثل الشياطين داخل البيوت وياليتهم هم فقط الذين يتضررون من هذه الأشياء بل الآباء والأمهات يتضررون أكثر منهم لأنها وقبل كل ما ذكرته إهدار للمال.. أجيب عن هذا التساؤل وأقول أن الإعلام هو السبب وأقولها دون خوف لأن حقاً الإعلام هو السبب لأن وسائل الإعلام فى الآونة الأخيرة بدأت تنحرف بعض الشىء عن وظائفها الأساسية فبدلاً من أن تقوم وسائل الإعلام بإحدى وظائفها الأساسية وهى الإرشاد والتوجيه، حيث إن دورها الأساسى هو توعية هؤلاء الشباب بخطورة ما يتعرضون إليه من تناول وتعاطى هذه المدمرات يحرضونهم على التمادى تجاه هذه الأشياء والإقبال عليها.
واسمحوا لى أن أتكلم بصراحة أكثر وأشير بأصابع الاتهام إلى وسيلتين بعينهم هما السينما والتليفزيون، حيث أصبح الإنتاج السينمائى لا يخلو من مشاهد التدخين والشيشة بل ومشاهد كيفية تعاطى هذه المدمرات بشكل يحث الشباب على اللجوء إليها عندما يشعرون بالملل أو بالفراغ فى حياتهم أو حتى عندما تقابلهم أية مشكلة فلو نظرنا إلى الإنتاج السنمائى القديم أى منذ حوالى عشر سنوات نجد الأبطال بشراهة يدخنون السيجارة والشيشة بشراهة وحتى الأفلام التى تم إنتاجها حديثاً بها نفس مشاهد للبطل أو مجموعة من الناس والمشاهد التى بها الشيشة والسيجارة والآن فى الآونة الأخيرة أصبحت مشاهد كيفية تعاطى المخدرات ولو نظرنا إلى الأفلام الحديثة نجد مشاهد لكيفية تعاطى المخدرات والأمثلة على ذلك واضحة جداً فهناك مثلاً فيلماً كان البطل فيه طوال الفيلم يتناول سجائر ماركة معينة وكان يعلن عنها طوال الفيلم وطوال الفيلم نجد السيجارة فى يده وفى فمه.. ..أما فى فيلم آخر نجد البطل وكأنه يعلم هؤلاء الشباب كيف يتم تعاطى المخدرات بوسائل التعاطى المختلفة ونرى البطلة تدخن الشيشة وكأنه شىء عادى أو عادة قد تعودت عليها ونتيجة لهذا أصبحت الفتيات فى الآونة الأخيرة يدخنون الشيشة بل السيدات الكبار أيضاً أراهم فى مناظر مخجلة يجلسون على المقاهى والشيشة فى يديهم فى مناظر أخجل من أن أراها والشابات الفتيات يدخن الشيشة بلا أى حياء وتجلس الواحدة منهن واضعة أرجلها الرجل فوق الرجل وكأنه شىء عادى جداً.. إننى أشفق هنا على الآباء والأمهات المطحونين فى تحويش القرش على القرش ويأتى هؤلاء الأبناء الفاسدون ينفقونها هباءً على أشياء تدمرهم.
إذن أين دور الإعلام الحقيقى؟ لقد اختفى الإعلام الحقيقى الذى من دوره توعية هؤلاء الشباب لخطورة ماهم فيه ومدى تأثيرها الضار على صحتهم وحياتهم ومستقبلهم، وأصبح الإعلام هو المحرض الأساسى على اتجاه الشباب لهذه الأشياء.
لذا أرجو من السادة الإعلاميين ومنتجى هذه الأفلام إعادة النظر فى هذا الموضوع رأفة بحال هؤلاء الشباب، حيث إن معظم الشباب يظن أنه هرب من مشاكله ولجأ إلى هذه الأشياء، ولكنه لا يعى لمدى خطورة هذه المدمرات إلا بعد أن تكون قد دمرته بالفعل ولا يسعهم إلا البكاء والندم ولكن دون جدوى.. فأنقذوا شبابنا من الضياع وإلا ستندمون ندما حقيقيا.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة