يرى المراقبون تحسن الأداء الأمنى بعد ثورة يونيو، لكنهم يؤكدون أن هذا التحسن ليس بالقدر الذى يحقق أمن المواطن بشكل تام خاصة بعد أن زاد الاهتمام بالأمن السياسى على حساب الجنائى، ما أدى لظهور أنواع جديدة من الجريمة، مثل حوادث الخطف الذى تطور من خطف الأطفال إلى خطف أسر بأكملها، فيما نجحت القبضة الأمنية بمحافظات الصعيد فى حمايتها من خلل أمنى كان متوقعا استنادا إلى طبيعتها القبلية وتنامى جماعات التطرف الدينى بعد ثورة يونيو، «اليوم السابع» التقت اللواء أبوالقاسم أبوضيف، مساعد وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد «سوهاج - أسيوط - الوادى الجديد» - فى حوار وسألته:
هل ترى أن الأمن السياسى طغى على الأمن الجنائى؟
- الأمن بمفهومة الواقعى لا يمكن تجزئته، فهو متكامل ولا يجوز أن تطغى ناحية على الأخرى، فالهدف فى النهاية هو أمن المواطن سواء من الناحية الجنائية أو السياسية، فكلتا الناحيتين تؤثران على حياة المواطن اليومية، ولذا يجب القبض على أنصار جماعات الإرهاب والعنف التى تؤثر على اقتصادنا وأمننا ولا نغفل مواجهة الجريمة الجنائية.
ما خطط مديريات الأمن فى مواجهة التطرف وأشهر الخلايا الإرهابية التى ضبطتها بالمحافظات التى تقع تحت إشرافك؟
- الخطط هى ضمن منظومة الوزارة فى مكافحة الإرهاب بجميع ربوع مصر، ومحافظات وسط الصعيد كانت رائدة فى مجابهة الإرهاب والتعامل معه، والجميع يشهد أن أسيوط مثلا كان بها فعاليات ولم تشهد غيابا أمنيا منذ ثورة 25 يناير، وبالنسبة للخلايا أقول إن رجال الشرطة يداهمونها باستمرار ويتصدون للإخوان أثناء تنظيمهم الوقفات والمظاهرات، ونجحنا فى القبض على أكثر من 1000 عنصر إخوانى بأسيوط ومثلهم فى سوهاج عدد أقل فى الوادى الجديد لقلة أعداد سكانها وطبيعتها.
وماذا عن خطط مديرى الأمن لتأمين انتخابات الرئاسة؟
- وزير الداخلية تعهد للشعب بأن تسير الانتخابات فى أمان وكان تكليفه واضحا وصريحا بأن تنسق كل أجهزة الوزارة مع القوات المسلحة فى تأمين البلاد أثناء الانتخابات، وتكفل الشعور بالأمن للمواطن من خلال الأكمنة الثابتة والمتحركة والأقوال الأمنية وتوسيع دائرة الاشتباه وتأمين الطرق والمقرات الانتخابية وكل مراحل العملية الانتخابية بدءا من الدعاية وحتى إعلان اسم الرئيس وما يصاحب ذلك من احتفالات، وأحذر من أن أى خروج عن السلمية سوف يتم التصدى له بقوة وحزم لا يتوقعه مثيرو الشغب وأقول للمواطن اخرج يوم الانتخابات للإدلاء بصوتك ومهمتنا حمايتك.
ما خطط المديريات التابعة لإشرافك فى تأمين المنشآت الحيوية والمناطق السياحية والشوارع؟
- أشكال التأمين ضمن الخطط الأمنية التى تكفل تحقيق الأمن للمواطن، وفى هذه الفترات هناك تشديدات وتعزيزات أمنية على المناطق الحيوية بسبب الأحداث الإرهابية الأخيرة التى شهدتها بعض المديريات مؤخرا وهناك تعزيزات خاصة على كل المنشآت الشرطية والبنوك والسجون ودواوين المحافظة ومجالس المدن وغيرها.
ما التكليفات الصادرة من وزير الداخلية لمديرى الأمن فى الفترة القادمة؟
- وزير الداخلية على تواصل دائم معنا ومتابعة مستمرة لكل مناحى الأمور التى تتعلق بأمن المواطن وفيما يخص العملية الانتخابية لم نتلق حتى الآن شكاوى من المواطنين أو الحملات الرسمية للمرشحين بالمحافظات الثلاث «أسيوط وسوهاج والوادى الجديد» تشير إلى وجود ما يعيق العملية الانتخابية أو دعايتهم ومؤتمراتهم الجماهيرية.
كيف يتعامل مديرو الأمن مع أمناء وأفراد الشرطة أصحاب طلبات الإجازات والمطالب الفئوية المتكررة؟
- مشاكل أمناء الشرطة والأفراد وكل العاملين فى المنظومة الأمنية بسيطة، ونجحنا فى حل الكثير منها وتحسنت أحوال الأفراد بشكل كبير بعد ثورتى يناير ويونيو والتقاهم عدد كبير من القيادات الأمنية كل فى محافظته، واستمعوا لمشاكلهم وقاموا بتوعيتهم بالظروف الحالية، وأعد بحل ما لديهم من مطالب أخرى لاحقا باعتبارهم جزءا مهما فى المنظومة ويقفون كتفا بكتف مع الضباط، ورصاص غدر الجماعات الإرهابية التى ابتلى بها الوطن لا تفرق بين ضابط وأمين وخفير، وأناشد الأمناء والأفراد بأن يدركوا ويتفهموا اللحظة الحرجة التى تحتاج التكاتف وعدم إعطاء الفرصة ﻷى مغرض فى النيل من وحدة جهاز الشرطة.
أنت على رأس المنظومة الأمنية بثلاث محافظات ذات طبائع خاصة فكيف تتعامل معها؟
- لست غريبا عن محافظات المنطقة، فأنا ابن محافظة سوهاج وشرفت بالعمل فى أسيوط فترات طويلة حتى تقلدت منصب مدير أمنها، وهذا يعنى أننى على دراية بطبيعة المنطقة ومعرفة كل كبيرة وصغيرة فى هذه المحافظات التى تعد مدرسة أمنية متميزة لكل من يعمل فيها.
كيف تعاملت مع الإخوان عندما كانوا فى الحكم وهل قدموا طلبات خارجة عن القانون؟
- أكثر الأمور التى رصدتها عن الإخوان وأتباعهم ومن يناصرهم وينتمى لفكرهم أثناء عملى كمدير لأمن أسيوط، هو استعجالهم لفرض النفوذ على كل شىء، وعدم تقديرهم للأمور، وأن مصلحتهم فى المقام الأول، ما دفعهم إلى الهاوية، وكنت على صدام دائم معهم بسبب مطالبهم التى يستحيل تنفيذها، مثل تأمين مقرات أحزابهم دون غيرها، والتواجد فى الشوارع وعمل شرطة موازية، لكنى تصديت لهم بقوة وحزم وكان للإعلام دور مهم فى توعية المواطنين بأن الشرطة هى الوحيدة الكفيلة بتحقيق الأمن، وأذكر أننى استدعيت قياداتهم وحذرتهم من ضبط كل من يمارس أعمالا شرطية، ما دفعهم إلى التراجع والاعتذار.
ماذا تقول للمواطن الصعيدى فى هذه الآونة؟
- أقول له، إن الأمن عصب الاقتصاد فى أى دولة وما شهدته مصر خلال الفترة السابقة من تداعيات أدى إلى ضعف أعداد السائحين وهروب جماعى للاستثمار، وأناشد الجميع بالتخلى عن أنانيته والنظر إلى ما فيه خير مصر وشعبها الذى يستحق الحياة بحرية وكرامة وفى رخاء ورغد.
ماذا عن مبادرات جمع الأسلحة؟
- هناك استجابات حدثت بالفعل فى سوهاج وأسيوط، بعد أن أعلن وزير الداخلية عن أن من يسلم سلاحه يتم ترخيص بديل له، كما أن المواطنين الذين ينهون خصوماتهم الثأرية بالصلح يسلمون أسلحتهم، ونحن نبذل جهدا كبيرا فى هذا الشأن، وأناشد الأهالى من خلال «اليوم السابع» تسليم الأسلحة وأحذر من أن الحملات لن تترك سلاحا، ووقتها سيعرض حائزه على النيابة وينال أشد عقوبة.

