من جديد عادت الأوضاع فى الشقيقة والجارة ليبيا لتطل علينا بسخونتها المعهودة، من خلال محاولة للسيطرة على الوضع هناك من قبل مجموعة وصفتها الحكومة المؤقتة بأنها «انقلابية»، يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، فى حين بررها قائد المحاولة بأنها «ليست انقلاباً ولا سعياً إلى السلطة ولا تعطيلا للمسار الديمقراطى الذى اختاره الليبيون»، وأن ما قام به «هو استجابة لنداء الشعب الليبى، وهى معركة الدفاع عن الشعب وصيانة لأرواح ضباط وجنود الجيش الليبى التى تزهق كل يوم».
لكن أيا كان توصيف الأشقاء فى ليبيا لما يحدث فى الجزء الشرقى لبلدهم، فإننا فى مصر معنيون بتطورات الأوضاع هناك لعدة أسباب، لعل منها وجود أكثر من نصف مليون مصرى يعملون فى بنغازى، فضلا عن الخيط الرفيع الذى يربط بين البلدين، وأقصد هنا الشريط الحدودى الذى يمتد لأكثر من ألف كيلو متر، والذى كان فى أعقاب ثورة 25 يناير منفذا رئيسيا لتهريب السلاح إلى مافيا التهريب فى مصر، ولازلنا نعانى فى مصر من تأثيرات السلاح الليبى الذى أصبح فى متناول الجميع مثل الخبز تماما .
أعلم أن مصر تقوم بجهد الآن لعقد مؤتمر لأمن الحدود بين مصر وليبيا تشارك فيه دول الجوار، وسيتناول كل ما يتعلق بضبط الحدود، والتعاون بين تلك الدول خاصة التعاون العملياتى، وأنه من المقرر أن يقوم وفد ليبى رفيع المستوى بزيارة للقاهرة قريبًا، يضم ممثلين عن عدة وزارات معنية للتشاور بشأن هذا المؤتمر، وكل ما يهم العلاقات بين البلدين بمختلف المجالات، لكن لا ينبغى أن نرتكن لهذا المؤتمر ونتائجه، وعلينا أن نتدخل دبلوماسيا وسياسيا للمساعدة فى حل الأزمة الليبية، لأننا بطبيعة الحال لا نملك فى مصر رفاهية الانتظار، لنرى ماذا سيحدث فى الجارة والشقيقة، لأننا إذا ما انتظرنا.. سنفاجأ بأن الأوضاع فى ليبيا وتحديدا بنغازى ستصل إلى نقطة اللاعودة.. نقطة الانفجار الذى سيصيبنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة