عصام كرم الطوخى يكتب: طبائع البشر

الإثنين، 19 مايو 2014 10:16 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: طبائع البشر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البعض يجذبه الطرق الملتوية، يعيش بطباع وحشية برية قاسية، يبخ سمومه أينما ذهب وكأنه يعيش فى غابة، فى أعماقه أفكار خادعة ماكرة كالثعلب، يتلون كالحرباء، يتجمل، يتنكر بأقنعة الكذب والرياء، فقط هو نوع مخيف من طبائع البشر، والتى قد لا تكتشفها بسهولة لقدرته على التغير والتبدل بشتى الطرق والحيل التى يجيدها ويتفنن فيها.

والبعض يتلون دون أن يدرى، يكتسب صفات ليست من طباعه، ولكنها بمرور الوقت قد تلتصق به وتصبح من خبراته المكتسبة، وقد تهيمن على صفات جميلة وأصيلة بداخله.

والبعض يعيش على فطرته ويتصرف بسجيته، يعيش بتلقائية كاملة، ليس بها صناعة أو تكلف، أوراقه مكشوفة، وإن حاول تصنع شيء بعينه، تكتشفه بسهولة كونه إنسانًا صعب التلون.

وهناك من البشر المتمسكون بالثوابت الذين يسعون للتغير والتغيير بقلوب راقية صافية المسيطرون على شرورهم وأفعالهم قدر المستطاع.
لا شك أن الطباع تؤثر فينا وعلى مردود أفعالنا، وسلوكياتنا، وعلى مفردات كلماتنا وسياق حواراتنا، وعلى اتجاهاتنا وعلى علاقاتنا فى القرب أو البعد وفى الاتفاق أو الاختلاف.

لذلك قليل من أفعالنا من الصعب أن تكون على سجيتها، لكوننا نبحث عن شيء يستر ضعفنا ونواقص ذاتنا فى خضم التطور الرهيب الحضارى فى كل شيء والذى أثر على جوانب شتى فى كل جوانب حياتنا.

والكثير منا قد يلبس ثيابًا فاخرة، ويتعطر بأجود أنواع العطور وقد يبدو على هيئة غير هيئته، وفى لحظة يفقد فيها شيئًا من ثباته وتصنعه، وقد يفتضح أمره، لأن طباعه غلبت عليه، ويعود كما كان على شاكلته الأولى.

بالفعل هناك طباع متأصلة فينا، من الصعب إنكارها أو تجاهلها، وقد لا نستطيع مهما اكتسبنا من صفات جديدة أن تحل محلها أو تمحيها أشياء أخرى.

فقد نرى الآن أنه من السهل تدريب وترويض بعض الحيوانات واستئناس بعضها للعيش بداخل بيوتنا، أو للقيام ببعض الأعمال المبهرة الاستعراضية فى السيرك أو غيره، وقد نجح الإنسان فى ذلك نجاحًا باهرًا لكنه فشل فى تغيير طبيعتها الوحشية الكاسرة من الداخل والتى كان ضحيتها الكثير، فمن السهل أن تغدر فى أى وقت، كذلك بعض البشر نحن فى حاجة ماسة إلى أخذ الحيطة والحذر فى التعامل معهم كونهم يعيشون بطباع قاسية.

اغتسل بدموع التوبة الحقيقية، وأطلب من الله أن يمن عليك بالقوة الداخلية التى تساعدك على تغيير طباعك الوحشية، وكن صادقًا فى نواياك، وثق أن الله سوف يغمر ذاتك بوسائل التغيير التى تساعدك فى ذلك، فقط التزم بما عزمت عليه وسوف تشهد ذاتك تغييرًا لم تعهده من قبل لأنك صدقت مع نفسك ومع الله.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة