سعيد الشحات يكتب: 19 مايو 1917.."عز الدين يكن" يحبس "أم كلثوم" فى بدروم قصره.. وزوجته تتوسط عنده ليستمع إلى صوتها

الإثنين، 19 مايو 2014 08:48 ص
سعيد الشحات يكتب: 19 مايو 1917.."عز الدين يكن" يحبس "أم كلثوم" فى بدروم قصره.. وزوجته تتوسط عنده ليستمع إلى صوتها أم كلثوم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذهبت أم كلثوم إلى إحياء ليلة فى قصر "عز الدين يكن بيك" بحلوان، بمناسبة ليلة "الإسراء والمعراج"، ولما رآها جن جنونه ورفض أن تغنى.

كان ذلك فى مثل هذا اليوم "19 مايو 1917"، قبل انتقالها نهائيا إلى القاهرة من قريتها "طماى الزهايرة" بمحافظة الدقهلية، وظلت حتى سنواتها الأخيرة تذكر ما حدث لها فى هذه الليلة كعلامة على معاناتها الكبيرة فى بداياتها، وفى مذكراتها بجريدة "الجمهورية" يناير 1970 تسرد تفاصيلها، مؤكدة أنها فتحت لها عالما آخر لم تعرفه من قبل، فبعد أن رآها "عز الدين يكن"، أمر أن تبقى فى بدروم القصر ومن معها حتى لا يراها أحد، واستدعى الشيخ إسماعيل سكر لأحياء الليلة.

قضت "أم كلثوم" ليلة رهيبة فى البدروم تبكى دون انقطاع، فرق قلب "الخدم" وأبلغوا زوجة "عز الدين" فنزلت إليها لترتمى "أم كلثوم" فى أحضانها قائلة:"حرام كده نتحبس هنا، طيب سيبونا نروح مادام مفيش ليلة، أعمل إيه حظى كده، وأنا ياست كنت واضعة أمل على الليلة بتاعتكم دى، أنا قلت لأبويا وأنا فى الطريق إن السعد موعدنا بعد المعازيم الكبار ما يسمعونى، لكن ربنا يمكن له حكمة فى اللى حصل".

ربتت "زوجة البيك " على أكتاف "أم كلثوم" وأحاطتها بذراعيها هامسة:"أنت صعبانة علىّ خالص والنبى، أصل عز "بيه" يا بنتى كان فكرك مبهرجة زى الستات اللى بيغنوا فى مصر"، فردت أم كلثوم:"أنا يا ست عايشة فى الفلاحين، ما أقدرش اتبهرج وألبس غير الحشمة، إحنا ناس بتوع ربنا بندور على لقمة العيش بعرقنا واللى جاى يدوب على قد اللى رايح".

رق قلب الزوجة لـ"أم كلثوم"، فطلبت منها الغناء، فغنت:"سبحان من أرسله رحمة لكل من يسمع ويبصر"، وخرجت زوجة "البيه" والدموع تبلل خديها وصعدت إلى زوجها لتقنعه بسماع هذا الصوت النادر، فاستمع إليها وحيدا، ثم قال لها:"حقك على يا ابنتى، سامحينى علشان خاطر النبى، أنا هاعوض لك كل اللى حصل، هاديكى زى ما إنت عايزة، إنت تستهلى مال قارون"، وطلب منها الغناء أمام المدعوين فغنت ليهتز الحاضرون لها بما فيهم الشيخ إسماعيل سكر، الذى اشترك مع بطانة "المطربة المفاجأة"، بعد أن شاهد "البيه" يخلع طربوشه، وكان هذا التصرف دليل الإعجاب فى مثل هذه الحالات.

كان أجر "أم كلثوم" لهذه الليلة طبقا لعقد الموقع ثلاثة جنيهات، وهو مبلغ مجزى وكبير وقتئذ، وذلك خلاف مصاريف الانتقال، وكان من ضمن بنود العقد أنه فى حالة تأخرها يدفع والدها الذى وقع على عقد الاتفاق عشرة جنيهات غرامة، فقرر "البيه" أن يمنحها أكثر مما نص عليه العقد.

كانت تجربة بمثابة تعبيد الأرض للسيدة التى شقت طريقها لتكون "كوكب الشرق" بجدارة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة