استفحل غول البيزنس ليدخل مجالات هامة جدا لكل فرد، ويدخل لكل الطبقات دون رحمة، مؤخرا ظهر وبشدة بيزنس المدارس فمنذ وصولك للمدرسة للتقديم فقط تدفع ابليكشان لا تقل عن 200 إلى 500 فى بعض المدارس، علما بأن المدارس غير ملتزمة برد المبلغ عند عدم القبول وبالطبع مع التقديم لأكثر من مدرسة لأنك ببساطة ممكن لا تقبل عند أى مدرسة بعد الامتحان للطفل، أو الانترفيو فتضطر أن تقدم لأكثر من مدرسة فيتضاعف المبلغ وده لطفل واحد فقط نهيك عن أسرة لها أكثر من طفل كذلك ارتفاع المصاريف فليست مصاريف الانترنشونال فقط اللى تخضك فزودت معظم المدارس مصاريف الناشيونال أيضا بنسب أكثر بكثير من النسبة القانونية للزيادة بنسب تتعدى 30% مع أن النسب القانونية للزيادة من وزارة التربية والتعليم من 2% إلى 5% فقط لتصل مجموع ما يجب أن تدفعه باليونيفورم والكتب واشتراك الباص من 15 ألفا إلى 20 ألف جنيه سنويا للكى جى وان أولى روضة يعنى مش جامعة ده ناشونال حضرتك مش انترنشونال التى وصلت هى أيضا أغلاها لفوق الثلاثين ألف جنيه للكى جى وان برضه لا، وكمان تشترط المدرسة إذا تكرمت وتم قبول الطفل فيها أن تدفع كامل المصاريف قبل أول يونيه مع أن بداية المدارس نهاية سبتمبر!، ده ملخص بسيط لما يعانيه غالبية الناس عند التقديم لزهورهم فيدخلوا رحلة أشبه بالجهاد للفوز بمكان فى مدرسة لأن رحلة البحث تلك تقابلها صعوبات كبيرة فالكثير من المدارس والتى لها سمعة جيدة مثلا بيعتذروا لعدم وجود أماكن لأنهم أخدوا أولاد المدرسة فى البيبى كلاس للكى جى وان مباشرة وأيضا الأفضلية للأخوة من أبناء المدرسة فلو أول طفل لك يبقى أكيد أنت اللى غلطان! او يتمنعوا فى الرد عليك وإبلاغك بأن الأمل ضعيف أو خليك وايتنيج وأنت وحظك لو حد اعتذر مثلا.
فإذا أرادت أن تحلم لابنك بتعليم مميز وأن تهرب من التعليم الحكومى الذى لا يرتقى فى طموحاتك لابنك فهو من سيئ لأسوأ حتى المدارس التجريبية تسوء سنة بعد سنة والمميز منها يشترط سن كبير وقبول صعب بوساطة وغيره والقوميات ذات السمعة الكويسة عليها ضغط، فقبولها صعب وأيضا تعطى الأولوية للسن الكبير ده لو لك حظ وقبلت من غير وساطة يعنى وكان هناك مصداقية، فيضرب البيزنس بكل قوته الطبقات العليا والوسطى أيضا فى مجال التعليم ناهيك عن الطبقات الأدنى فلا يوجد أمامهم سوى الحكومى بكل عيوبه المعروفة من إهمال ومستوى تعليمى سئ حدث فى هذا ولا حرج، هذه نبذة بسيطة لمعاناة أسر كثيرة مع المدارس التى بالرغم من ظروف البلاد لا تتردد فى رفع المصاريف بشكل مبالغ فيه ولا يقابله خدمة تعليمية أو غيرها مميزة ولا منفذ لأولياء الأمور سوى القبول مرغمين بعد تلك الرحلة الشاقة لا وفى الأخر لا توجد مدرسة يجمع عليها أراء من تعاملو معها إنها جيدة بالمجمل أو سيئة، فالتناقض فى الآراء سمة أساسية فى السؤال عن أى مدرسة وكل هذا وبعد ذلك العناء فى البحث واختيار المدرسة تصطدم بشكوى أولياء الأمور بعد دفع دم قلبهم من المستوى التعليمى المتدنى يا ريت تدفع وتلاقى مقابل جيد فتهون عليك ما دفعت وتشعر بأنه لم يذهب هباء فتسعد قليلا وختاما حزينا لهذا الموضوع حادث طفل توفى نتيجة إهمال سائق مدرسة خاصة لها اسمها وسمعتها، ولم تحقق المدرسة فى الأمر وكان رد المدرسة حادث قضاء وقدر يعنى تشترك لابنك بالآلاف فى باص ولا يوجد عناية حقيقية ربنا يسترها مع الجميع بجد، وكذلك هناك مجال آخر لا يقل أهمية عن بيزنس المدارس الذى انتشر فى الآونة الأخيرة لكنه أقدم منه ألا وهو بيزنس المستشفيات يتساوى فيه الضحايا دون تفرقة فإليكم مثالا حديثا فمنذ فترة قصيرة توفيت مؤلفة شابة شهيرة نتيجة لخطأ طبى وبعدها بفترة تشوه طفل لأسرة بسيطة داخل غرفة العمليات أو العناية نتيجة أيضا لخطأ طبى ورد فعل المستشفى رغم اختلاف المستشفيتين تمام الاختلاف فالحالة الأولى مستوى طبقى أعلى بكثير من الحالة الثانية (وهذا بالطبع ليس مبررا) المهم أن النتيجة واحدة هروب المستشفى من تحمل المسئولية بل وتهديد أسر الضحايا، دفعت بقى كثير أو قليل فلا يوجد فرق فالإهمال واحد للأسف، ولا يوجد سوى عبارة واحدة أختم بها ربنا يسترها معانا فى البلد دى بلد البيزنيس بلا مقابل حقيقى فقيس على ده بقى كال حاجة ارتفاع أسعار العقارات (متوسط سعر عقار معقول يبدأ من 300 آلف) والعربيات (متوسط سعر عربية معقولة تبدأ من 90 آلف) دون مقابل يساوى ما تدفعه حقا فأنت تدفع أضعاف أضعاف ما تأخذ خذ فى الحسبان ظروف البلد الاقتصادية السيئة وتأثيرها على دخل المواطن فى جميع الطبقات، بجد الله يكون فى عون رئيس مصر القادم.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة