بعد انتشار السلاح بكثافة فى شوارعها والمواجهات العنيفة الدامية التى اندلعت فى مدينة بنغازى، الجمعة الماضية، والتى أدت إلى مقتل وجرح العشرات، باتت ليبيا بؤرة تهدد أمن البعثات والمقار الدبلوماسية فى ظل استمرار حالة عدم الاستقرار، ما أدى إلى إجبار سفراء دول عربية أجنبية على مغادرة ليبيا فى الأيام القليلة الماضية، بالتزامن مع تكرار عمليات الخطف بدءًا بالسفير الأردنى إلى الدبلوماسى التونسى، فضلًا عن تعرض السفارة البرتغالية إلى هجوم من قبل مسلحين.
وقررت المملكة العربية السعودية حسبما أفادت قناة "سكاى نيوز عربية"، اليوم الاثنين، بإغلاق سفارتها فى ليبيا، ورحلت جميع العاملين بالسفارة السعودية على الأراضى الليبية، وذلك بعد أن قلصت أعداد منسوبيها العاملين لديها فى إبريل الماضى فى إجراء احترازى لما يتطلبه الوضع العام والأمنى فى العاصمة طرابلس.
وقال السفير السعودى فى ليبيا، محمد بن محمود، إنه سيتم "تعليق عمل السفارة مؤقتًا بسبب الوضع الأمنى فى البلاد، موضحًا أنه ليس إغلاقا، وإنما تعليق أعمال بشكل مؤقت"، من دون أن يحدد مدة التعليق، وأضاف أن الموظفين والعاملين بالسفارة غادروا ليبيا بالفعل وفى طريقهم إلى المملكة العربية السعودية.
وقالت عضو لجنة الخارجية بالبرلمان الليبى، أمينة امطر، للأناضول، إن القرار السعودى جاء على خلفية محاولة اقتحام المؤتمر الوطنى (البرلمان)، معتبرة أن القرار بمثابة رسالة للعالم بأن ليبيا "غير آمنة".
وفى الوقت نفسه، اعتبرت أن قرار التعليق لا يعنى أن ثمة توتر بين البلدين لأن "المملكة تقدر جيدًا الوضع فى ليبيا وتعرف أن السلطات حريصة على سلامة كل الدبلوماسيين".
وتعد السعودية ثانى دولة تعلق أعمال سفارتها فى ليبيا، على خلفية الوضع الأمنى، خلال الشهر الجارى، بعد أن أعلنت الخارجية الجزائرية مؤخرًا غلق سفارتها وقنصليتها العامة بليبيا "مؤقتا"، بعد أنباء عن إحباط محاولة اختطاف سفيرها بطرابلس عبد الحميد بوزاهر.
وعلى الصعيد ذاته، أطلق مسلحون سراح السفير الأردنى لدى ليبيا، فواز العيطان، بعد اختطافه لبضعة أسابيع، لمبادلته بسجين فى الأردن، وغادر السفير عائدًا إلى بلاده، عقب إطلاق سراحه، ولم يعلن الأردن إغلاق أو تعليق عمل سفارته فى ليبيا.
وتعيش مدينة بنغازى، منذ الجمعة الماضية، على وقع اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر ومقاتلين من الثوار والإسلاميين، يتبعون رئاسة الأركان بالجيش، فى محاولة للسيطرة على المدينة مما خلف 75 قتيلا و136 جريحًا، بحسب وزارة الصحة الليبى.
وفى بداية العام 2014، خطف المسلحون خمسة من أفراد البعثة الدبلوماسية المصرية من منازلهم فى العاصمة الليبية، فى غضون 24 ساعة ومن بينهم الملحق الثقافى، بعد أن قالت جماعة غرفة عمليات ثوار ليبيا وهى ميليشيا إسلامية، إن قائدها "شعبان" اعتقل فى مصر. وهو ما جعل العديد من البعثات الدبلوماسية العربية والغربية تغادر طرابلس وذلك لاستمرار مسلسل الاعتداءات على الدبلوماسيين ومقرات السفارات.
وفى العاصمة طرابلس، حاولت مليشيا "الصواعق" ونظيرتها "القعقاع" اقتحام مبنى البرلمان (المؤتمر الوطنى العام)، أمس الأحد، بحسب وكيل وزارة الدفاع الليبية، خالد الشريف، الذى قال إن المحاولة لم تنجح.
تكرار عمليات الخطف يجبر الدبلوماسيين الأجانب على مغادرة ليبيا.. السعودية ثانى دولة تعلق سفارتها فى طرابلس بسبب تدهور الوضع الأمنى.. القرار السعودى جاء على خلفية اقتحام جماعات مسلحة المؤتمر الوطنى
الإثنين، 19 مايو 2014 07:25 م
اللواء خليفة حفتر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة