أعلن هندريك بيكيدام ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، أن أمراض أنفلوانزا الطيور والسارس والكورونا كلها أمراض متشابهة، وقال هناك نوع جديد من هذه الأمراض يظهر كل عام، لافتا إلى أن 75٪ من هذه الأمراض تنتقل للبشر عن طريق الحيوانات، مما يتطلب التعاون بين وزارتى الصحة والزراعة والطب البيطرى.
وأشار بيكيدام، خلال مؤتمر صحفى عقد اليوم الاثنين، بمقر المركز الإعلامى للأمم المتحدة بالقاهرة حول مرض أنفلونزا الطيور، إلى أن الحيوانات والطيور رغم أنها مصدر أمراض، إلا أنها مهمة للاقتصاد ويجب التعايش معها فى بيئة آمنة.
وذكر أنه فى مصر ودول أخرى كالصين وهولندا هناك عشرة حيوانات أو طيور لكل شخص، ونحو 70٪ من الطيور تتربى فى المنازل، مشيرا إلى أن فيروس أنفلونزا الطيور ينشط فى فصل الشتاء وفى الأماكن التى يعيش فيها الأفراد.
وحذر ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر من أن هذه الأمراض عابرة للحدود، مما يتطلب تعاونا دوليا ومشاركة الخبرات والتجارب والمعلومات.
ولفت إلى أن مرض أنفلونزا الطيور "أتش 5 أن 1" تسبب فى السنوات الماضية فى مرض 646 شخصا فى العالم، منهم ٢٦٪ فى مصر.
ودعا المتعاملون مع الطيور إلى اتخاذ ساتر أو حاجز تنفسى للوقاية وغسل اليدين بالصابون بعد التعامل مع الطيور، بالإضافة إلى طهى الطيور بشكل جيد وعدم بيع الطيور المصابة والإبلاغ عنها فورا.
كما دعا من يصاب بأعراض الأنفلونزا ألا ينكر عند الذهاب إلى المستشفى أنه يقوم بتربية الطيور فى المنزل ؛ لأن ذلك يمكن أن يؤدى إلى التشخيص الخطأ للمرض.
من ناحية أخرى، أشار إلى أن مرض السارس، على سبيل المثال، أصاب نحو 800 حالة فى العالم، توفى منهم 80 حالة فى وقت قصير، وبالتالى فإن هناك تفاوتا فى ضراوة كل فيروس من الفيروسات.
وبالنسبة لفيروس الكورونا فى مصر، أشار الدكتور هيندريك بيكيدام إلى أنه تم الإبلاغ عن حالة واحدة فى مصر مصابة بالفيروس لمهندس قادم السعودية وتم علاجه، هناك لجنة طوارئ وكانت استجابة مصر جيدة للغاية، مما يساعد على كشف حالات الإصابة الجديدة، بينما سجلت حالات كثيرة فى السعودية والإمارات وتم تشكيل لجنة طوارئ دولية.
وقال إن حالات انتقال المرض من شخص لآخر محدودة للغاية، ومن المهم العمل على الوقاية من انتقال المرض فى ظل المعلومات المحدودة المتاحة عن فيروس كورونا وعلاجه حتى الآن.
وأشار الدكتور هيندريك بيكيدام إلى أن فيروس كورونا يثير قلقا فى ظل تزايد حالات الإصابة به وظهوره فى دول جديدة، ولكن القلق محدود لأن المرض لم ينتشر من شخص لآخر داخل الأسرة مثلا وإنما انتقل فقط داخل بعض المراكز الطبية نتيجة عدم اتباع إجراءات الوقاية المطلوبة.
وبالنسبة لموسم الحج القادم فى ظل ظهور فيروس كورونا فى المملكة العربية السعودية، قالت رانا سيدانى مسئولة الإعلام بمنظمة الصحة العالمية، إن المنظمة لا توصى بأى إجراءات إضافية لأنه لم يحدث أن انتشر المرض من شخص لشخص فى الأماكن الطبيعية.
وأضافت أن المنظمة تعمل مع وزارة الصحة السعودية لإصدار توصيات دقيقة مشتركة للحجاج والمعتمرين، وهو ما تقوم به وزارة الصحة السعودية سنويا بشكل دورى وروتينى وفقا للأوضاع الصحية فى البلاد.
من جانبه، أشار يلما ماكونين مسئول مركز الطوارئ لأمراض الحيوانات فى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، إلى أن المنظمة لديها وحدة لمكافحة الأمراض العابرة للحدود وتعمل مع الكثير من الشركاء الدوليين والقطاع الخاص فيما يتعلق بمكافحة مرض أنفلونزا الطيور.
ولفت ماكونين إلى أن أنفلونزا الطيور هو مرض شديد الضراوة دخل مصر فى فبراير ٢٠٠٦ ولا يزال نشطا ولا يزال يتسبب فى وفاة الطيور بالمنازل والمزارع، ما يتطلب الاستمرار فى التوعية به وبأضراره وسبل الحماية والوقاية منه لمنع انتشار المرض بين الطيور.
وأشار إلى أن ٥ر٧٪ من المصريين يقومون بتربية الطيور فى المنازل، ما يجعل المرض يمثل تهديدا كبيرا، وبالتالى فإن مرض أنفلونزا الطيور كان يمثل مشكلة ولا يزال.
وأضاف ماكونين أن التربية المنزلية فى مصر للطيور هى الأعلى فى أفريقيا، ومعظم مصادر البروتين فى الغذاء فى مصر يأتى من الطيور والحكومة اتخذت العديد من الإجراءات عند ظهور المرض مثل حظر نقل الطيور بين المحافظات وحظر التربية فى المدن، ولكن تربية الطيور تتم فى مصر داخل المنازل ؛ مما أثر سلبيا على الإجراءات المتخذة.
وقال إن هناك نوعين من اللقاحات للطيور ضد أنفلونزا الطيور فى مصر، لكن ليس هناك لقاحات للإنسان للوقاية من أنفلونزا الطيور.
وبالنسبة لفيروس كورونا، قال يلما ماكونين "إنه فيروس جديد لم يثبت بعد بشكل قاطع أن أصله من الحيوان ولكن بعض الظواهر تشير إلى وجود الفيروس فى الإبل أو الجمال فى العديد من الدول منها مصر وقطر".
وأضاف "لم نصل حتى الآن إلى المصدر الرئيسى للمرض، ومدى انتقاله من الحيوان إلى الإنسان وكيفية هذا الانتقال سواء من خلال تناول لحوم الحيوانات أو ألبانها أو لمس الحيوانات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة