ألف قصة وقصة ترويها متاحفنا المهجورة، التى يقارب عددها المائة متحف، تبحث عن آذان تستمع لحكاوى مصرية تنطق بها التماثيل واللوحات والمعروضات عن عاداتنا وتقاليدنا، الأزياء المنقوشة ببصمة كل محافظة من أسوان إلى الإسكندرية.. المهن التى تحمل الختم المصرى.. مأكولاتنا وحيواناتنا ووسائل تنقلنا من أيام الفراعنة وحتى الآن.
يدفع السياح عشرات وأحيانا مئات الدولارات لعبور بواباتها ومشاهدة كنوزها، لكن الجنسية المصرية التى نحملها تكفل لنا "فرجة" زهيدة الثمن لا تتجاوز جنيهات قليلة، ومع ذلك تعانى مصر المعروضة فى المتاحف من البوار وغياب الخطاب والزوار، الذين لا يطرقون أبوابها إلا فى الرحلات التعليمية التى تنظمها المدارس والجامعات أو من أجل إقامة أبحاث تاريخية إلا فيما ندر.
فى اليوم العالمى للمتاحف تفتح مصر متاحفها للزوار المصريين بالمجان لكى يشاهدوا تراثها وتاريخها ومعالم حضارتها؛ فبين أروقة المتحف الزراعى فى حى الدقى يتجسد المجتمع الريفى التراثى بأزيائه الزاهية وأفراحه الشعبية التى تزف فيها العروس بفرق الطبل البلدى والمزمار من قرية إلى قرية داخل هودج يحمله الجمل فى حضور أقاربها كما يحكى "محمد مصطفى حلمى" أحد مرشدى المتحف، شارحا بقية كنوزه: "المتحف يعرض تماثيل مجسمة لكل صناعات القرية الريفية كالسجاد والكليم والسلال والزجاج الملون، كما يضم بائع حلاوة المولد وقارئة الودع وراوى حكايات صندوق الدنيا، حتى المقاهى الشعبية بروادها وألعابها من طاولة ودمينو مجسدة فى المتحف".
أبرز معالم حضارة 7 آلاف عام التى قامت على الزراعة يحتضنها المتحف الفرعونى، الذى يحكى لنا كيف كان الفراعنة يحرثون الأرض ويخزنون الغلال وكيف كانت مأكولاتهم التى تماثل كثيرا من مأكولاتنا كما تقول "أسماء عادل" إحدى مرشدات المتحف: "كان لديهم مخبوزات تشبه "الفينو" و"الكيزر" كما كانوا يحشون أرغفة الخبز باللحم ليصنعوا "الحواوشى".
من أقدم وسيلة نقل فى التاريخ إلى اختراع القطارات وصولا للطائرات، كلها قصص يرويها متحف "السكة الحديد" فى ميدان رمسيس، تذكر "نادية فاروق" رئيسة المتحف ملامح منها: "عمليات النقل أيام الفراعنة كانت تتم عن طريق الأشخاص اللى كانوا يحملوا الآلهة على أكتافهم ويجروا التماثيل والأحجار الضخمة بالحبال، أما أول قطار عمل فى مصر كان سنة 1854 وانتقل من الإسكندرية إلى القاهرة، كما يعرض المتحف كل مراحل تطور القطارات البخارية مرورا بعصر المازوت والسولار وصولا للديزل".
يحكى متحف "البهو العربى السورى" الذى تم تأسيسه أيام الجمهورية العربية السورية عن قصة الوحدة مع سوريا.














