ودخل محمد بديع، مرشد الإخوان، إلى قفص الاتهام عقب وصوله، وتم إيداعه قفص الاتهام بعد إيداع جميع المتهمين وظل المتهمون يهتفون ويرددون الأناشيد الدينية من داخل القفص، وعلا صوت المتهمين مرة واحدة، وتبين أن بديع فى طريقه للدخول إلى القفص ماشيا كرؤساء الدول حتى وصوله إلى القفص ملوحا بيده فقط.
ولم يتحدث "بديع" بكلمة اليوم ودخل قفص الاتهام وظل يلوح بيده إلى المتهمين بالقفص، وبعدها ردد المتهمون تكبيرات العيد لـ"بديع"، وهتف متهم لـ"محمد البلتاجى" قائلا "يا بلتاجى ويا بديع احنا معاكم مش هنضيع"، ليطالب كل من بديع والبلتاجى بالتحدث لهيئة المحكمة ويضيف "حجازى" من قفص الاتهام عاوزين نتكلم ليرد القاضى "أنا هعملكم اللى انتوا عاوزينه" ورد آخر: "واحنا عاوزين نروح الحمام" ليقرر القاضى إخراجهم.
وبإخراج محمد بديع مرشد جماعة الإخوان من القفص تحدث أمام المحكمة، قائلا "إن جماعة الإخوان لم ولن ترفع السلاح يوما فى وجه مصرى، وأنها رفعت السلاح فقط فى وجه اليهود ونحن الجماعة الوحيدة التى شاركت فى حرب 48".
وأضاف قائلا: "آخر تقرير صدر فى 2013 من مركز بحثى إستراتيجى إسرائيلى يؤكد أن الإخوان هم أشد أعداء إسرائيل".
وأشار بديع إلى أن هذا المشهد مصور فى الملأ الأعلى ليعاد الأمر إلى الله حتى نحصل على حقوقنا، لأن موازين القسط والعدل لن تقوم فى الدنيا، وأن جماعة الإخوان عمرها 85 عامًا لم تستخدم خلالها العنف أبدا، ولن تستخدمه"، على حد قوله.
وأوضح أنه خدم طيلة خمسين عاما فى الجامعات المصرية والعربية، ولم يحدث منه عنف لفظى، وأن جماعة الإخوان قضى أنصارها حوالى 15 ألف سنة فى السجون منذ نشأة الجماعة".
وأضاف "بديع" خلال كلمته أمام القاضى: "نحن أمام عدلكم وقد حُرق لنا 28 مقرا لحزب الحرية والعدالة، وكنا فى ذلك الوقت نسعى للخير لشعب مصر، وقد شاركنا فى حرب فلسطين، وهناك مركز يعمل فى مجال الدراسات وهو مركز إسرائيلى قال إن جماعة الإخوان هم أعدى أعدائنا حول العالم".
وتابع "مرشد الإخوان": تاريخنا ناصع وحكم مبارك لم يقدمنا إلى المحكمة المدنية، ولكن قدمنا إلى المحكمة العسكرية، وهذا الأمر لم يحدث فى التاريخ، ونحن ماضون فى طريقنا بكل سلمية لحرية الشعب المصرى، ولقد حملنا أمانة، ويعلم الله أننا براء من هذه الاتهامات لأن الله يدافع عن الذين آمنوا".
كما أمر المستشار حسن فريد رئيس محكمة جنايات أمن الدولة بكفر الشيخ إخراج الدكتور محمد البلتاجى والداعية صفوت حجازى من القفص، وذلك خلال نظر محاكمتهم والدكتور محمد بديع وآخرين من قيادات الإخوان فى قضية قطع طريق قليوب.
وتحدث الداعية صفوت حجازى أمام القاضى بعد إلقائه التحية، فقاطعه القاضى قائلا "ليك دقيقتين وبلاش سلام زى ما قال مجلس القضاء"، فرد حجازى"إن الله عز وجل قال حييوا بالتحية".
وقال حجازى "أنا بشكر حضرتك انك سمحتلى بالكلام، ونحن نكن كل احترام وتقدير لهذه الدائرة الموقرة، ونحن نحاكم هنا لأمرين أولهما لأننى شاركت فى ثورة 25 يناير، ولم تحرك النيابة العامة دعوى ضدنا لأننا تظاهرنا بميدان التحرير وقمنا بتعطيل الحركة المرورية والمدارس".
وأضاف حجازى "أن الأمر الآخر، هو أن الأمن الوطنى خصم لنا فى هذه القضايا، وهم يحاكمون الثورة بطريقة أخرى وليس أشخاص، ومحاضر التحريات التى جاءت منه تقول ذلك".
وأشار حجازى "إلى أن القضاء لا يقبل شهادة خصم ضد خصم آخر، وأنا شرف لى أن أدافع عن الثورة، وإذا خرجت من هنا سوف أذهب إلى ميدان رابعة مرة أخرى، ولا يهمنى حكم المحكمة".
كما استمعت المحكمة إلى مرافعة هيئة دفاع بديع وقيادات جماعة الإخوان فى اتهامهم بقطع طريق قليوب، حيث قال أحد أعضاء هيئة الدفاع: "إننى سوف ابدأ بما قاله الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وانتهى به ولقد قرأت رسالة كتبها بن الخطاب إلى أبى موسى الأشعرى تتحدث عن العدل، والجلوس بين الناس فى القضاء".
وأضاف الدفاع أنه يدفع بعدم دستورية المواد 231، و232,و234، والمادة 235، كما دفع بالمادة 89 من قانون العقوبات، وتلك المواد تتعارض مع المواد الثانية من الدستور.
كما دفع ببطلان التحقيقات التى تمت مع المتهمين، وانتفاء جميع الأركان المادية والمعنوية لجميع التهم الموجهة إلى المتهمين.
ودفع خالد بدوى دفاع المتهم الخامس، بتضارب أقوال تحريات الأمن الوطنى والشهود، مؤكدا أن الذين يقتلون من الإخوان لا دية لهم، واستشهد الدفاع بقضية سيارة ترحيلات أبو زعبل والتى راح ضحيتها 37 قتيلا.
وأضاف أن المتهمين تم الاعتداء عليهم بالضرب والنيابة لم تقدم متهما واحدا ولم تفتح أى تحقيق، وطالب ببراءة المتهمين، ودفع ببطلان التحريات والقبض والتفتيش ورفض الدعوى المدنية لعدم وجود دليل جنائى.
كما طالب دفاع المتهمين أمام المحكمة بإخلاء سبيل المتهمين، مؤكدا أن الإجراءات التى اتخذت وصدرت من قبل المتهمين كانت مستمدة من ظروف سياسية وانتفاء جميع أركان الاتهام، وتناقض أقوال الشهود وعدم رؤية أى من شهود الإثبات لمتهمين، ودفع بعدم وجود أى مضبوطات مع المتهمين وأيضا بطلان قرار الإحالة بالنسبة للمتهمين أسامة ياسين وباسم عودة لأنهما وزيران.
وأشار الدفاع، إلى أن مرشد جماعة الإخوان محمد بديع وهو من حفظة القرآن وأستاذ فى الجامعة فقد فلذة كبده ولم يتم التحقيق فى الواقعة، وأثناء مرافعته قال أبيات شعر دفع المتهمين للتصفيق له، وأضاف الدفاع أنه ليس من المنطق أن يوجه هذه الاتهامات لعلماء وأساتذة جامعة يربون أجيالا.
ودفع دفاع المتهمين ببطلان القبض لانتفاء حالة التلبس، ولمخالفة نص المادة 37من قانون الإجراءات الجنائية، كما دفع ببطلان الإذن الصادر من النيابة العام وانتفاء أركان جريمة التجمهر وانتفاء أركان جريمة البلطجة، وانتفاء جريمة القتل والقصد الجنائى، والمتمثل فى عدم وجود نية لإزهاق الروح وانتفاء جريمة الشروع فى القتل وانتفاء جريمة تعطيل المواصلات والطريق الزراعى، وانتفاء جريمة التخريب والانضمام لعصابة مسلحة، أو الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، ودفع بانتفاء حيازة سلاح وتخريب سيارة أحد المجنى عليهم.
وأضاف الدفاع أن أحد المتهمين كان فى طريقه للإفطار عند شقيقته، وعقب نزوله من السيارة قام البلطجية بإلقاء القبض عليه والاعتداء عليه، بسبب أنه ملتحٍ.
وأكد أسامة الحلو دفاع المتهمين، أمام المحكمة أن القضية انتقامية الغرض منها الزج برموز ثورة 25 يناير فى السجون، مضيفا أن التحريات تساند فى بناء الدليل ضد المتهمين وليست هى دليل بحد ذاته، وقال: "إننا أمام قضية تمت فى ظروف استثنائية"، ودفع ببطلان المحاكمة وما يترتب على ذلك من إجراءات المحاكمة، وأيضا بطلان جميع التحقيقات التى أجريت مع المتهمين، ثم الدفع ببطلان استجواب المتهمين لعدم حضور محامى فى التحقيق.
وأكد دفاع المتهمين فى قضية قطع طريق قليوب، أن مرشد الإخوان محمد بديع يعد من أهم 100 عالم فى تخصصه، قائلا: "محمد البلتاجى يسمى داخل جماعة الإخوان "محمد مرمرة" وذلك لأنه كان فى سلاح المظلات خلال حرب أكتوبر، وواجه رصاص المظلات الإسرائيلية بصدره".
بينما قال محامى بهيئة الدفاع "إن دفتر الإشارة الخاص بقسم قليوب عن يوم 22 يوليو، تم تمزيقه وهو ما يوحى بكيدية الاتهام الموجه إلى المتهمين، لافتا أن دفتر السلاح لا يوجد بها إطلاق أعيرة نارية فى الأحداث التى وقعت، فقام المتهمون بالتصفيق ورددوا "الله أكبر".
وأوضح أن دفتر أحوال مستشفى النيل كان به 520 مصابا، لم يتم الزج بهم فى القضية، وتم الزج بهؤلاء المتهمين الموجودين بالقفص، كما قدم حافظة مستندات.























