سعيد الشحات يكتب.. فى 18 مايو 1956 إعدام الجاسوس "إيلى كوهين" بدمشق بعد سنوات من صداقته بالرئيس السورى أمين الحافظ

الأحد، 18 مايو 2014 09:39 ص
سعيد الشحات يكتب.. فى 18 مايو 1956 إعدام الجاسوس "إيلى كوهين" بدمشق بعد سنوات من صداقته بالرئيس السورى أمين الحافظ إيلى كوهين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذهب الرئيس السورى "أمين الحافظ" بنفسه إلى السجن العسكرى ليلتقى صديقه الذى تم اكتشافه جاسوسا لإسرائيل، لم تستغرق المقابلة أكثر من دقيقة، سأله فيها: "من أنت؟"، فأجاب: "إيلى كوهين من تل أبيب".

استرجع "الرئيس" سنوات الصداقة التى جمعتهما وقت أن كان فيها "إيلى كوهين" هو "كامل أمين ثابت"، وبين الأصل والحقيقة دارت قصة هذا الجاسوس فى أربع دول، مصر التى ولد فيها بالحى اليهودى بالإسكندرية يوم 18 ديسمبر 1924، وإسرائيل التى هاجر إليها فى ديسمبر 1956، والأرجنتين التى سافر إليها فى مارس 1961، وسوريا التى أُعدم فيها فى مثل هذا اليوم "18 مايو 1956".

وفى كتابه "سنوات الانفجار" يأتى الكاتب الصحفى "محمد حسنين هيكل" بالقصة فى سياق حديثه عن حرب الجواسيس بين العرب وإسرائيل، والتى شهدت ذروتها فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى.

كان "إيلى كوهين" ابنا لأبوين هاجرا من حلب إلى مصر، ودرس فى مدرسة "الليسيه الفرنسية"، وتعلم الفرنسية والعبرية، واقترب من النشاط الصهيونى السياسى فى مصر التى غادرها نهائيا بتأشيرة "سفر بلا عودة" فى ديسمبر 1956، فى أعقاب العدوان الثلاثى على مصر، وصل إلى نابولى بإيطاليا، ومنها إلى "حيفا" فى فلسطين المحتلة، وفيها التقطه جهاز الموساد، وأعد خطة لزرعه فى سوريا، وتم تأهيله لكى يصبح مليونيرا مغتربا من أصل سورى على أن يعود إلى وطنه.

سافر إلى الأرجنتين بجواز سفر سورى وباسم "كامل أمين ثابت"، وهناك اندمج فى الجاليتين السورية واللبنانية، وأصبحت له شركة ملاحة وحسابات متعددة فى بنوك سويسرا والأرجنتين، وتكونت صداقة بينه وبين العقيد "أمين حافظ" الملحق العسكرى لسوريا فى الأرجنتين، والذى أصبح فيما بعد رئيسا لسوريا على أثر انقلاب عسكرى، وبعد أن تولى الرئاسة جاءه من الأرجنتين ليهنئه، وعرض "الحافظ" عليه أن يعود إلى سوريا ليستثمر فيها، ونصحه "الموساد" أن يبدى تردده قبل موافقته، وخلال فترة تردده كان يزور سوريا بانتظام.

عبر علاقته بـ"أمين الحافظ" كانت كل الأبواب المغلقة تفتح له، وزار مع الرئيس السورى الجبهة الأمامية، وقصة الكشف عنه، يكتبها "هيكل" ورواها لى "فتحى الديب" أحد مؤسسى جهاز المخابرات المصرية، وهى أن المخابرات المصرية وصلتها صور لزيارة أمين الحافظ إلى الجبهة، ولفت نظر ضابط مخابرات وجه شخص غريب فيها، وتم البحث عن حقيقته حتى توصل ضابط مخابرات فى مجال مكافحة الصهيونية إلى أنه "إيلى كوهين" الذى كان مراقبا فى مصر قبل خروجه منها، وعلى الفور سافر ضابط مخابرات مصرى رفيع إلى دمشق، ومعه ملف كامل بالموضوع، وعرض القصة كلها على العميد "أحمد سويدانى" قائد الأمن الداخلى بسوريا، ليتم القبض على الجاسوس والحكم عليه بالإعدام علنا فى ساحة "المرجة" بدمشق، وظلت جثته متدلية من الفجر حتى العاشرة صباحا.

اعتبرته إسرائيل بطلا قوميا، وحاولت الحصول على رفاته لكن سوريا رفضت.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة