رحاب عبداللاه تكتب: اتفاق درية شرف الدين و"شويرى" باطل ويؤثر على الهوية الوطنية.. مصر وريادتها الإعلامية تباع بقروش فى سوق الحيتان الكبيرة.. والوزيرة تسلم التلفزيون على المفتاح لرجل أعمال أجنبى
الأحد، 18 مايو 2014 07:59 م
درية شرف الدين
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام، وقعت مع قنوات MBC اتفاق تعاون يتيح تبادل المحتوى بين التلفزيون المصرى وقنوات MBC، رغم أن قناة MBC خاصة وتعد قناة تجارية فى المقام الأول، وتمولها الإعلانات، ومحتواها منوعات وتسلية وليس لديها رسالة إعلامية حقيقية، والتلفزيون المصرى مؤسسة قومية وعامة تقدم محتوى يتعلق بتشكيل الهوية المصرية، ووعى المواطن.
ليس لدى أى علاقة بموضوع الإعلانات وملاحظتى أكبر من ذلك فحسب نص الاتفاق بين MBC والتلفزيون المصرى والذى سيسمح بتبادل المحتوى البرامجى بين الاثنين، ومعنى ذلك أن التليفزيون المصرى سيأخذ برامج الفورمات العالمية وبرامج المسابقات مثل برنامجىThe Voice, وArab Idol من قناة MBC ليذيعها على التلفزيون المصرى. والسؤال هنا، هل هذا النوع من البرامج الذى تريد أن يقدمه التلفزيون المصرى بعد ثورتين متتاليتين؟ وإذا كنا نقبل الاستخفاف والاستظراف والألفاظ القبيحة على قنوات خاصة فكيف سنقبله على التلفزيون المصرى؟
محتوى MBC لا يتناسب مع تطلعات الشعب المصرى مع إعلام رسمى صاحب رسالة تنموية وهادفة وإعلام تجارى دخل فى منافسة رخيصة لمزيد من المنافسين بصرف النظر عن طبيعة المحتوى, ولو أحد أدعى أن المحتوى سيكون قاصرا على تبادل المسلسلات التلفزيونية, فكان من الممكن أن يتعاون التلفزيون المصرى مع أى قناة خاصة مصرية وكفى الله المؤمنين شر القتال.
النقطة الثانية وهى الأخطر، هذا النوع من البرامج الذى تقدمه MBC من "الفورمات" يعتمد على التصويت من خلال الهاتف والذى تجنى منه MBC مليارات الدولارات وأكرر مليارات الدولارات, فيكفى أن تعرف أنه فى حالة طرح مسابقة يدخل فيها كود مثل التصويت للمتسابقين فى برنامج مثل The Voice ونحو 55 مليون شخص يحملون موبايلات فى مصر لو أجرى كل واحد منهم 3 مكالمات فقط لمرشحهم, وسعر الدقيقة لا يقل بأى حال عن جنيه ونصف لأنها تتم بأرقام كودية من جزر الكاريبى فذلك يعنى مكسب نحو 525 مليون جنيه أى نصف مليار جنيه حصيلة وسيلة تسويقية استفزازية فى بلد يقول مرشحوها، إنهم يريدون التقشف وتشجيع الادخار.
وإن كنا نقبل بالتسويق الرخيص الذى يعتمد على استفزاز الحس القومى والنعرات القبلية بأن صوتوا للمصرى والفلسطينى والعراقى على الفضائيات الخاصة، فلن نقبل أن تنفذ شاشة MBC على الإعلام الرسمى وتحصد نحو مليار جنيه شهريا نزيفا من المال المصرى على برامج مثل الحلم وأراب أيدول, وأضف إلى ذلك أن كل هذه المليارات لا يدخل أى منها البنوك المصرية ولا ينتفع بها الاقتصاد المصرى وكل هذا الاتفاق خارج الرقابة والإدارة المصرية وخارج المحاسبة والإدارية وخارج سلطان الدولة المصرية.
ثم الأخطر.. ما هى الهوية الثقافية التى يريد أن يقدمها الإعلام الرسمى؟, هل تريدونا أن نسمع لأحلام وهى تدير معركة من أجل كنتاكى؟ أو الاستمتاع بمعركة بين صابر الرباعى وحسن الشافعى؟ أو أن يقدم التلفزيون المصرى رسالته بأن الرقص يعلو على أى شىء وأن الأمل كل الأمل أن تفوز فى مسابقة؟.. هل هذا ما تريد درية شرف الدين أن تدير المحتوى المصرى حوله؟
ثم من حقنا أن نسأل من يدير هذه المسابقات؟ وما يدرينا من هو الفائز الحقيقى؟ وهل يذهب أحد لإدارة MBC ليحقق فى مدى مصداقية هذه النتائج؟ وكم عدد المصوتين؟ أم أنها تديرها وفقا لمعاييرها التجارية الخاصة؟
ولن أتحدث عن دور رجل الأعمال اللبنانى "شويرى" فى السيطرة على الإعلام المصرى وتلك الأموال التى لن تذهب للبنوك المصرية وتذهب لبنوك الأجنبية وتستنزف أموال المصريين من أجل حساب مال لبنانى فلا تعنينى هذه القضية من قريب أو من بعيد؟, ولكن ما يعنينى فعلا هو ما الذى ستستفيده قنوات MBC فى المقابل, فالأخطر أن معنى هذا الاتفاق أننا وضعنا يد MBC على كل المحتوى التراثى الذى يملكه التلفزيون المصرى القادر أن يبنى عشرات القنوات الفضائية ولا ينتفع به التلفزيون المصرى بسبب سوء الإدارة.
وسؤالى هنا للدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام من أين تريدين الأوسمة والنياشين؟ من أن تحصلى على اتفاق تجارى لأهداف وقتية رخيصة ثم تبيعين مصر وهويتها والرسالة السامية التى من المفترض أن يقدمها الإعلام المصرى؟ ثم الأغرب هو الطريقة الملتوية التى فسرت بها الوزيرة هذا الاتفاق واعتبار قرارها يساوى نفس قرار التعاون مع المؤسسة البريطانية BBC, فالسيدة الوزيرة ساوت بين القناة التى تكتسب من الغناء والفن والرقص وبرامج التسلية, وبين مؤسسة BBC هيئة الإذاعة البريطانية غير الهادفة للربح والتى تمول من أموال دافعى الضرائب البريطانيين والتى تعد من أكبر المؤسسات الإعلامية فى العالم ويمنع بها الإعلانات التجارية وتقدم رسالة هادفة وقيم سامية تصدرها للعالم, فكيف تساويين أيتها الوزيرة بين هذا النبل الإعلامى وذاك الرخص وإنتاج الرقص والعرى وقمصان النوم, كيف تخوضين يا سيادة الوزيرة حربا بهذا التدنى وتقبلى بهذا المحتوى أن ينفذ لشاشات البيوت المصرية؟
أيتها الوزيرة استمتعى بإعلاناتك وسلمى التلفزيون المصرى وهوية مصر جسدا مشوها لصالح إعلام غريب عن هويتنا ولكنكى ستكونين وزيرة القضاء على الهوية المصرية , فأفيقى يرحمك الله.
ولا أعرف ما الذى سيقوله لنا المرشح الرئاسى لتولى رئاسة مصر عن المليارات الضائعة وهوية مصر وكيف تساوى سمعة مصر أمام العالم عندما تنحنى أمام القروش الصغيرة التى ترميها لنا الحيتان الكبيرة فى إعلام بيزنس ابتزاز فقراء مصر.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
ليه لا
عدد الردود 0
بواسطة:
مالكش دعوة
كوسة
الموضوع ركيك جداً .. بس اللي ليه واسطة