حذارِ من الكبارى!

قال سعد الجيوشى رئيس هيئة الطرق والكبارى إن من 40% إلى 50% من كبارى مصر غير صالحة وتحتاج إلى صيانة عاجلة وفقا لما ذكره موقع اليوم السابع صباح أمس السبت، الأمر الذى ينذر بكارثة إذا لم تشرع الحكومة فوراً فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لصيانة هذه الكبارى.
من أهم هذه الكبارى – كما جاء فى التقرير - تلك المتفرعة عن الطريق الدائرى وعددها 150 كوبرى، وكوبرى إمبابة وكوبرى الساحل وكوبرى عباس (أسس عام 1908)، وكوبرى غمرة وكوبرى التونسى عند السيدة عائشة وعدد كبير للغاية يقع داخل المحليات.
واضح تمامًا أن مأساة الكبارى فى مصر تعود إلى غياب الصيانة، وهى إحدى الكوارث التى أفرزها نظام مبارك، فقد أصبحت ثقافة الصيانة لدينا فى خبر كان، بعد أن كان الإنسان المصرى يضرب به المثل فى إتقان العمل ومتابعته ورعايته فى زمن سابق.
تأمل من فضلك أى مبنى أو وزارة أو مؤسسة، فباستثناء مكتب الوزير أو الرجل الأول، فكل المبنى غارق فى بؤس وارتباك من أول دورات المياه العفنة حتى المكاتب التى يحشر فيها الموظفون حشراً، فالجميع بات يتعامل مع القبح والقذارة والفوضى كأنها من ضرورات الحياة، وكأننا لا يمكننا العيش خارج منظومة التعاسة هذه.
فى كل مجتمع يتحمل النظام السياسى القائم المسؤولية الأولى عن التردى الذى وصل إليه حال هذا البلد، لأنه يملك السلطة والمال، ويستطيع، لو أراد، أن يصدر قرارات قابلة للتنفيذ مادام سيوفر لها المال المطلوب، فلا تقل لى – رجاء – إن الشعب لا يعرف النظام، وإننا نحن المصريين مغرمون بالفوضى، فهذا غير صحيح بالمرة، لأن الذى أوصل الملايين إلى هذه الحال من اللامبالاة والتكيف مع الخراب هو الحكومات المتتابعة التى أهملت واجبها وتركت حشرة الفساد تنهش أحشاء المجتمع برعاية من نظام حكم طماع ومستبد وغشيم.
لا أعرف كيف سيواجه الرئيس الجديد مشكلة الكبارى، ولا مدى سرعته فى اتخاذ قرارات عاجلة تنقذ الناس من كارثة إذا لم تتم صيانة 850 كوبرى فوراً، لأن عدد كبارى مصر كلها 1704!
سلم لى على نظام مبارك!