"المصرى الديمقراطى" يواجه استقالات أعضائه بضم قيادات حزبية وشخصيات عامة.. الأمين العام: نكن للمستقيلين كل احترام وتقدير.. ولجنة "الانضباط" تقرر منع نشر تصريحات تخص الحزب دون الرجوع إلى "الإعلامية"

تفاقمت الخلافات بين أعضاء الحزب المصرى الديمقراطى، بعد قرار الهيئة العليا بعدم دعم أى مرشح رئاسى وترك الحرية للأعضاء، الأمر الذى أدى إلى توالى مسلسل استقالات القيادات وأعضاء الهيئة العليا من الحزب، والتى كان آخرها استقالة 20 عضوًا من أمانة محافظة الإسكندرية، وإعلان 28 عضوًا آخرين انضمامهم إلى حزب "المصريين الأحرار" صباح اليوم.

واحتل الخلاف السياسى بين أعضاء الحزب واستقالات بعضهم، المركز الأول فى اجتماع المكتب التنفيذى للحزب الذى انعقد خلال الأيام الماضية، حيث كشف مصدر مطلع بالحزب المصرى الديمقراطى، عن أن المكتب التنفيذى المنعقد اتخذ عدة إجراءات لازمة من أجل الحفاظ على بنيان الحزب من التفكك، والتى جاء فى مقدمتها التصدى للتردى البالغ فى مستوى الاحترام والحوار بين أعضاء الحزب، وبين الزملاء فى العمل السياسى والتمسك بمكانة وكرامة كل أعضاء الحزب، من خلال اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك، والتوصية بإدخال التعديلات اللازمة فى لائحة الحزب لضمان سلامة لغة الحوار بين الأعضاء.

وأضاف المصدر، أن المكتب التنفيذى قرر البدء فى اتخاذ إجراءات عقد مؤتمر عادى للحزب بتشكيله الحالى خلال النصف الثانى من شهر يونيو القادم من أجل إقرار ما يأتى:
(١) التعديلات المقترحة على اللائحة وعلى الهيكل التنظيمى.
(٢) ميثاق شرف التعامل بين الأعضاء.
(٣) ورقة الموقف السياسى الراهن.
(٤) ورقة الخط السياسى للحزب وتأكيد مبادئ الديمقراطية الاجتماعية.
(٥) لائحة منظمة شباب الحزب
(٦) تشكيل لجنة الانتخابات.
(٧) اعتماد القوائم المالية للعام السابق.
على أن تكون الأوراق محل النقاش متاحة لأمانات الحزب قبل موعد عقد المؤتمر العام بأسبوعين.

كما قرر المكتب التنفيذى العمل على حشد جهود الحزب لخوض المعركة الانتخابية البرلمانية من الآن حتى انتهائها، والترتيب لعقد مؤتمر عام ثان للحزب قبل نهاية العام وفى أعقاب انتهاء الانتخابات البرلمانية على أن يسبقه انتخابات حزبية من القاعدة إلى القمة وفقًا للائحة الجديدة.

وتابع المصدر، أن الاجتماع كان تضمن شكاوى البعض، من عدم اتخاذ لجنة الانضباط التى يرأسها الدكتور محمد نور فرحات، أى إجراءات لازمة لحل الخلافات الأخيرة بين أعضاء الحزب.

وقال حسن أبو السعود، عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى، وأحد أعضاء لجنة الانضباط المنبثقة من الحزب للالتزام باللائحة الحزبية وقرارات المكتب السياسى، إن اللجنة أصدرت قرارًا بخصوص الخلافات الأخيرة بالحزب بسبب اختلاف البعض على موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية، موضحًا أن اللجنة أرسلت القرار إلى المكتب التنفيذى تطالبه بمنع نشر أى تصريحات بخصوص الحزب وموقفه من الانتخابات الرئاسية، على صفحات الحزب الرسمية دون الرجوع إلى المكتب الإعلامى.

وأضاف أبو السعود فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، اليوم الأحد، أن اللجنة حريصة على التزام الأعضاء بالنوايا والقرارات المقررة باللائحة الحزبية، لافتًا إلى أنه خلال فترة الانتخابات الرئاسية عرض على "الانضباط" شكاوى عديدة من الأعضاء بخصوص قرار الحزب من الانتخابات الرئاسية وعد التزام البعض به، مؤكدًا أن اللجنة بدورها حاولت ضبط بعض الشكاوى، ولكن دون إجراء لائحى.

وأشار عضو الهيئة العليا بالحزب المصرى الديمقراطى، إلى أن المخالفات التى رصدتها اللجنة أغلبها سياسية، ولا تقع عقوبتها ضمن عقوبات اللائحة الحزبية للمصرى الديمقراطى، مؤكدًا أن حلها يقع على عاتق أعضاء المكتب السياسى والهيئة العليا.

وقال الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطى، أحمد فوزى، إن الحزب يكن كل تقدير واحترام إلى الأعضاء الذين تقدموا باستقالاتهم مؤخرًا من الحزب، والذين أعلنوا نيتهم فى الانضمام إلى حزب المصريين الأحرار، مؤكدًا أنه لن يسيء لأى أحد منهم حتى لو صدر منهم إساءة فى حقه أو فى حق الحزب.

وأضاف فوزى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، اليوم الأحد، أن الأحزاب منظمات طوعية يخرج منها المواطن ويدخل فيها دون سؤاله عن أسباب موقفه، معتبرًا موقف حزب المصريين الأحرار بعقد مؤتمر للإعلان عن الأعضاء المنضمين إليهم من "المصرى الديمقراطى" شبيه بموقف فرق الكرة التى تتباهى بصفقات شراء وبيع اللاعبين.

كما أوضح أن "المصرى الديمقراطى" أنضم إليه مؤخرًا عددًا من قيادات "الدستور" و"العدل"، وعددًا من الشخصيات العامة، لافتًا إلى أن هذا لا يقلل من شأن هذه الأحزاب ولا يميز المصرى الديمقراطى عن غيره إلا بتوافق أيديولوجياته مع هؤلاء.

وتابع الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطى، أن بعض الأعضاء لم يشعروا بالرضاء عن موقف الحزب من انتخابات الرئاسة بعد دعم أى مرشح، موضحًا أن اعتراضهم ظنًا منهم أن عدم التأييد يبعد الحزب عن المشهد.

وتابع: "سيحكم التاريخ على صحة موقف كل منا، كما أنه لا يعيب زملاؤنا المستقيلون ولا يعيب حزبنا اختيارهم للحزب الذى نقدره ونحترمه وهو المصريين الأحرار لكن بمنتهى الصراحة نحن حزب يحمل قيمًا وأفكارًا مختلفة سنظل نحافظ عليها".