لا يمكن لأحد أن ينكر دلالة الإقبال الكثيف للمصريين على انتخابات الرئاسة بالخارج، فالشعب المصرى يكرر موقفه فى 30 يونيو و3 يوليو، بإعلان رفضه حكم الإخوان، وتسلط الإخوان، واستبداد الإخوان، وإرهاب الإخوان، وينتظر أى مناسبة ليؤكد ما أعلنه سابقًا، لكن بعض المغرضين فى آذانهم وقر، وفى قلوبهم مرض، وعلى أعينهم غشاوة، فهم لا يسمعون ولا يبصرون ولا يعقلون.
فرحة ما بعدها فرحة، تجلت فى الطوابير الطويلة للمصريين المغتربين الذين خرجوا من بلادهم بحثًا عن لقمة العيش، والحياة الأفضل ماديًا، والتى لم يجدوها فى بلدهم، وهم بحكم اغترابهم عازفون عن المشاركة والتفاعل، لكنهم خرجوا عن عاداتهم ومواقفهم فى انتخابات الرئاسة، ليأكدوا أنهم على مستوى الحدث الذى تنتظره بلادهم، وراغبون فى المشاركة، بل فرحون بها، ويقدمونها على كل ما يشغلهم.
المصريون راغبون فى دولة حقيقية، وليست عصابة وجماعة تختطف المؤسسات، ويتطلعون إلى رئيس مسؤول وليس «شماشرجى» أو خيال ضل، أو عروسة ماريونت يحركها الرجل الخفى من وراء الستار.. يعرفون أن دولتهم لابد أن تحمى مصالحها الاستراتيجية العليا وأمنها الإقليمى وثرواتها، وأن رئيسهم المنشود لابد أن يكون قادرًا على الاضطلاع بمهامه كقائد، ينتشل البلاد من ظروفها الاقتصادية الصعبة، ويكسر شوكة الإرهاب، ويتحدى المؤامرات التى تهدف إلى تركيع البلد وتقسيمه وإفقاره، بل إدخاله فى حرب أهلية لصالح الأعداء والأقزام.
لكل ذلك خرج المصريون فى الخارج باشتياق وفرحة، ليدلوا بأصواتهم، وهم يعلمون أن أصواتهم هى التى تضع دولتهم المنشودة، وتأتى برئيسهم القائد القادر على تغيير المصير من الغرق إلى النجاة، ومن الفقر إلى التنمية والوفرة، ولكل ذلك أيضا سيخرج المصريون فى الداخل ليعلنوها عالية خفاقة: نريد دولتنا مستقرة غنية كبرى، ونريد رئيسًا للدولة، لا رئيس عصابة أو عضوًا بجماعة مشبوهة.. والله المستعان.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة