أبوبكر الديب يكتب: من ذاق عرف

السبت، 17 مايو 2014 08:09 ص
أبوبكر الديب يكتب: من ذاق عرف المسجد الأزهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قديما قالوا "قلوب العارفين لها دليل.. ترى ما لا يراه الناظرون.. أجنحة تطير بغير ريش إلى ملكوت رب العالمين" .. وهذه الأبيات الشعرية تشير إلى صفاء النفس المؤمنة والمخلصة، وكيف إذا نقت وصفت استشفت - ما شاء الله - من الحكمة وهكذا حال الصالحين ولنا فى سيدنا عمر رضى الله عنه القدوة الحسنة عندما نادى - من فوق منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة - على "سارية" قائد جيشه الذى كان يقاتل فى بلاد الشام قائلا: "يا سارية الجبل الجبل"، ورغم بعد المسافة بين المدينة والشام - والتى يستحيل معها انتقال الصوت البشرى - وصل الصوت وانتبه "ساريه" له .

وليس لذلك من تفسير إلا أن النفوس عندما تخلص لله تؤتى من نعم الله التى تكسر نواميس الكون وقوانين الطبيعة.. وما أحلى عودة الإنسان إلى فطرته الصالحة، بعدما يتجرد من غبار الدنيا ومطامعها وزينتها الخادعة إلى صفاء النفس، وسيجدها أفضل وأجمل بكثير من الانغماس فى ملذات الدنيا، وقد قالت الصوفية "من ذاق عرف".

هذه ليست دعوة لترك الدنيا والانصراف عن السعى فيها، فنحن مأمورون بعمران الأرض والسعى فى العمل والإنتاج، وخدمة الغير، ولكن هذا لا يمنع ولا يناقض ذاك، فلابد من العمل والجد، وذلك بإخلاص وصدق نية دون مظالم أو ملأ القلب بحب الدنيا.. القضية تحتاج منا إلى تدريب وقراءة قصص الصالحين والأولياء ومن قبلهم رسل الله وصحابتهم.

الاطمئنان والصلاح والسكينة كلها مفردات تجعل القلب آمنا مطمئنا حامدا شاكرا لأنعم ربه، سعيدا بحياته راضيا بقضاء الله، وهو ما يعطى صحة للبدن وسلامة من الأمراض العضوية والنفسية.. والحمد لله رب العالمين.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة