محمود السيد يكتب: حان الآن موعد العمل

الجمعة، 16 مايو 2014 01:13 ص
محمود السيد يكتب: حان الآن موعد العمل أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نثور ونغضب ونهدأ ونستقر، نتلفت حولنا ويمضى كل منا فى طريق، من البيت إلى المدرسة إلى الورشة إلى الوزارة إلى ما فى رؤوسنا من أفكار ومعتقدات، ويرتفع صوت المؤذن وتتحرك شفاهنا نردد ما يقول : الصلاة خير من النوم والحياة خير من الموت ونحن ماضون فيما نحن فيه، ومع الآذان يهرول أكثرنا.. يود لو أدرك جزءاً من الركعة الأخيرة، وتتعالى دقات أجراس الكنائس تدعو المؤمنين للقداس فالأنجيل والقرآن والوطن وطين الأرض يجمعنا، منه خلقنا وإليه نعود، ورغم ذلك يمضى كل منا فى طريق ! حتى إذا قضيت الصلاة انتشرنا فى الأرض يحمل كل منا رأسه على كتفه مع كثير من الكبرياء الزائف وصوت يتردد داخله بعنف كلما واجه من هو أضعف منه : ألا تعرف مع من تتحدث ؟ ونظل هكذا سنوات وعقود غرباء بفعل الكبرياء، الفاعل ليس مجهولا ً مكانه فى القلب والعقل والرأس تموج بأفكار رجعية معادية للتغيير، فالإنسان هو الكائن الحى الوحيد القادر على تغيير نفسه من مرحلة إلى أخرى إلى الأفضل من خلال تجاربه ومعارفه وعلومه التراكمية، فالتجربة خير معلم، لقد انتظرنا طويلا فى محيطنا العربى نتفرج على تجارب الشعوب ونضرب بها الأمثال ونبتسم ثم نتمادى فى الابتسام حتى نضحك وتعلو ضحكاتنا ونحن نضرب كفاً بكف، ونظل نعيد الكرة ونمعن النظر وندير رؤوسنا يميناً ويساراً ونواصل التعجب نعانى سكرات لحظة الاندهاش والأمم من حولنا تتقدم، ماليزيا وتايوان وسنغافورة ونحن نضحك ونصف الضعيف منا بأنه تايوانى لكن تايوان ماضية فى طريقها وتقدمها غير عابئة بنا متحالفة مع الزمن ومعها مجموعة دول الآسيان والمارد الصينى، أما نحن بناة الأهرامات والمقابر فلم تعد لدينا القدرة على الحياة ولا على الفعل ورد الفعل، مشغولون دائماً بأنفسنا عن أنفسنا حتى الثمالة وكأننا فى الرمق الأخير أو أن ما نحياه مجرد حلاوة روح وسط تهليل إعلامى والحديث عن أنفسنا فى المحافل بين الجوائز الفنية والمهرجانات السينمائية، هنالك نجد أنفسنا كثيراً، فلم نعد فى حاجة إلى المسابقات العلمية قدر حاجتنا إلى إحياء الرقص الشرقى بما يليق بحضارتنا العربية، يكفينا ما حصدناه من جوائز.. أحسن ممثل وأحسن دور ثان وأحسن مخرج، ماذا لو استنفرنا القوة الهائلة داخلنا نحو التغيير ( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) لن يغيرنا الله ما لم نغير أنفسنا حتى لو عشنا ألف عام، لنعلم أن المعرفة تراكمية والعلم التجريبى أيضا تراكمى ولدينا من العلوم والمخترعين الكثير، لا أريد أن أسأل : متى ننهض ؟ يكفى من يدير هذه الأمة والقائمين عليها أن يسأل نفسه سؤالاً : متى ننهض ؟ ويشرع فى النهوض ولو بخطوة تعقبها خطوات ينتج عنها قدر من التقدم، ومن التجربة والخطأ يحدث التطور وهو انتقال الإنسان من حال إلى حال أفضل خلال فترة زمنية محددة إلى أن يحدث طفرة فى حياته.. الحديث عن التقدم طال أكثر مما ينبغى والحديث عن التطور والازدهار نسمعه من أكثر من نصف قرن، كل شىء ينبع منا وبإرادتنا.. نكون أو لا نكون .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة