د. شادية خليل تكتب: الشباب المصرى بين الواقع والمُمكن

الجمعة، 16 مايو 2014 10:18 م
د. شادية خليل تكتب: الشباب المصرى بين الواقع والمُمكن صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشباب هم عماد المستقبل وأمل الوطن وهم الطاقة البشرية القادرة على رفعته والنهوض به، فهم الثروة الحقيقة للنهوض بأى أمة وبأى حضارة من الحضارات، لكن يجب أن يتم استغلال وإدارة هذه القدرات استغلالاً جيداً وإدارة صحيحة.

الآن، وليس الآن فقط، فقبل ذلك بكثير كانت المشكلة الأساسية والرئيسية التى تواجه الشباب وخصوصاً فى الدول النامية هو الحصول على فرصة عمل مناسبة لقدراته وإمكانياته العقلية والفكرية والجسدية، فلو كل مسئول حاول أن يوظف ويُدير هذه القدرات والإمكانات لدى هؤلاء الشباب لخرج بنتائج مُتميزة ومُثمرة ومُجدية، وأيضاً حمى هذه القدرات من الانخراط فى أعمال قد تكون غير مُرضية وخطيرة عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم.

إن استغلال هذه القدرات والطاقات بطريقة صحيحة يستطيع أن يجنب المجتمع مخاطر وكوارث هو فى غنى عنها، لأن الشباب هم قدرة وطاقة متحركة بهم تنمو الأمم والحضارات إلى أحسن حال، وبهم أيضاً تقع أمم وتسقط حضارات.

لذلك يجب على كل مسئول عن مُقدرات ومصائر هذه القوة الهائلة من الشباب النظر إليهم بعين الاعتبار من خلال توفير المناخ الملائم لوجود فرص عمل مناسبة لهم، وذلك من خلال التعزيز الإيجابى وإشعارهم بالأمان بإعادة هيكلة منظومة تكافؤ الفرص بينهم ؛ وتنمية المعايير والقيم الاجتماعية والأخلاقية، وتنمية روح المنافسة بينهم، وإعطائهم الفرصة لتحمل المسئولية، وتنمية واستغلال البيئة المحيطة بهم، وجذب العديد من الاستثمارات ليستفيد منها الفرد والمجتمع.

وخيرُ مثال على ذلك دولة اليابان فكثيراً ما تعرضت لكوارث طبيعية وغير طبيعية مؤلمة وآخرها إعصار وزلزال تسونامى فى 2011م، وبالرغم من ذلك استطاعت بقوة شبابها أن تُعطى درساً للعالم كله بقدرتها على التعافى السريع من هذه الكوارث والنهوض مرة أخرى فى أقل من عام.

وأخيراً وليس آخراً، إن الدافع للإنجاز ليس فى توفير الموارد الاقتصادية أو الطبيعية فقط، وإنما تتوفر فى الإيمان بقدرة الإنسان على الإبداع والابتكار والإنجاز وحُسن إدارة الطاقات البشرية بما يتلاءم مع كفاءتها، إن إيمان الفرد بقدراته وطاقاته ونظرته المستشرقة بالمستقبل تعطيه القدرة على الإنجاز والعمل والتغلب على الصعوبات ويستطيع أن يغير حاله من حال إلى حال آخر مُغاير أفضل، وذلك من خلال إحياء القيم الإيجابية فى ذاتهم وتشجيعهم على تنمية قدراتهم وإمكاناتهم العقلية والفكرية والجسدية، فلا يوجد شىء فى الكون اسمه مستحيل، لكن يوجد شىء جميل فى حياتنا هو "الممكن"ـ وأخيراً آخر دعواى اللهم أحفظ شبابنا وأحميهم من كل شر وسوء وقدر لهم الخير حيثُما كان.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة