إسلام عبد الناصر يكتب: فتاوى القهاوى

من المؤكد أنه ليس كل من حفظ مجموعة من الأحاديث أو بعض آيات القرآن الكريم صار عالماً فى الدين أو يرتقى لمرتبة داعية إسلامى أو يتجه إلى الإفتاء مثلا, حيث أصبحت الكثير من الوجوه التى أطلت علينا فى الفترة الآخيرة مرتدية ثياب الإفتاء فى الدين, وكأنها جالسة على مقهى يتداولون فيه الحديث عن الأمور بشتى صورها.

حيث خرجت علينا فى الآونة الآخيرة وجوه لم نعتد عليها فى مسألة الفتوى, ومن هذه الوجوه هو "ياسر برهامى", الذى قذفنا فى وجوهنا فجأة بفتوى غريبة لا تمت بصلة للدين, حين قال برهامى أن الزوج لا حرج عليه أن يترك زوجته فى أيدى مغتصبيها ويدير ظهره لها حفاظا على نفسه من القتل, أليس الرسول صلى الله عليه وسلم قال فى حديثه الصحيح؟ "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد".

صدقت يا رسول الله, ومعنى من قتل دون أهله فهو شهيد أى أنه من قتل مدافعا على أهله وعرضه وشرفه فهو شهيد, أين أنت يا برهامى من هذا الحديث, فهذه فتوى الدين الإسلامى بكل تأكيد برىء منها حيث إن ديننا يحث على الأخلاق الكريمة ويحث على الغيرة على الأهل والعرض والشرف كما جاء فى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث". والديوث هو من لا يغار على محارمه.

رسالة إلى برهامى والكثير من أمثاله.. الفتاوى التى تطلقونها ما هى إلا آراء شخصية لا تمت للإفتاء فى الدين بصلة لأنكم بكل بساطة ليس أهلاً لها.. اتركوا الفتوى لأهل الاختصاص وهى دار الإفتاء والأزهر الشريف.