"فاو":استمرار الصراع بسوريا يزيد خطر التراجع الحاد لمحاصيل الحبوب

الخميس، 15 مايو 2014 12:26 م
"فاو":استمرار الصراع بسوريا يزيد خطر التراجع الحاد لمحاصيل الحبوب الفاو ـ صورة أرشيفية
روما (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" اليوم من أن ظروف الجفاف مقرونة باستمرار الصراع تفاقم من الضغوط الواقعة على وضعية الأمن الغذائى المتردية فى سوريا، وتزيد من احتمالات الانخفاض الحاد فى إنتاج القمح والشعير بالمناطق الزراعية الرئيسية، فضلا عن تنامى احتياجات الواردات الغذائية وارتفاع الأسعار فى عام 2014.

ويشكل القمح والشعير أهم المحاصيل الغذائية فى سوريا، حيث يبلغ إجمالى تراجع المساحة المزروعة بالقمح نحو 15%، فيما تقدر "فاو" الإنتاج المتوقع لهذا المحصول الأساسى عام 2014 بكمية 1.97 مليون طن، أى ما يأتى دون المتوسط السنوى لفترة السنوات العشر السابقة 2001 - 2010 بنسبة تقرب من 52%.

وأصدرت منظمة "فاو" أحدث توقعاتها بالنسبة للأمن الغذائى فى سوريا من خلال نظامها العالمى للمعلومات والإنذار المبكر (GIEWS)، بينما يتأهب المزارعون لحصاد حبوب الشتاء خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ويستند الموجز القطرى الصادر عن النظام حول الوضع السائد فى سوريا إلى بيانات صور التوابع الفضائية، والتقارير الميدانية، والمعلومات التى قدمتها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعى السورية ومصادر أخرى.

ويبين الموجز القطرى أن الأمطار تحسنت فى مارس وأوائل إبريل بينما بلغت المحاصيل الشتوية مرحلة النضج، إلا أن فترة يناير وفبراير التى جاءت جافة على نحو استثنائى أثرت على المحاصيل فى المراحل الحاسمة للغرس والنمو، وفى الوقت ذاته فإن عجزا كبيرا فى هطول الأمطار بما تراوحت نسبته بين 55 - 85% فى بعض المناطق خلال الفترة من أكتوبر 2013 إلى نهاية إبريل 2014 أدى إلى خفض كمية هطول الأمطار التراكمية إلى أقل بكثير من متوسطها الموسمى، مما أثر سلبيا إلى حد بعيد على توقعات المحاصيل وأحوال المراعى فى مناطق زراعية شاسعة بشمال غرب البلاد.

ولفت إلى أن الوضع بمحافظات (قنيطرة، والغاب، وطرطوس، واللاذقية، وإدلب) يظل فى طور "الإنذار" بالنسبة لمستويات الجفاف، مع سقوط أمطار تراكمية دون 50% مقارنة بالمتوسط الموسمى، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تؤدى الأحوال الجوية المتغيرة، علاوة على استمرار الصراع، إلى اتساع الفجوة بين الإنتاج المحلى والاحتياجات الغذائية الداخلية هذا العام، مما سيفاقم من تضخم أسعار المواد الغذائية، وفقدان فرص العمل، واضطراب الأسواق والأنشطة التجارية.

وقال الخبير إريكو هيبى ممثل منظمة "فاو" فى سوريا "إن الضغط لم ينفك يتصاعد على الأسر النازحة وغيرها من المزارعين الضعفاء، مما يهدد بعواقب بعيدة المدى على أمنهم الغذائى، وحالتهم الصحية، وقدرتهم على الصمود الاقتصادى".

ويفاقم سوء الأحوال الجوية من الحالة الهشة بالفعل للأمن الغذائى فى سوريا، والناجمة فى المقام الأول عن الصراع والدمار الذى حاق بسبل المعيشة، كما يعانى الإنتاج الزراعى تحت وطأة تناقص المدخلات الزراعية وارتفاع أسعارها والضرر والدمار الذى لحق بالبنية التحتية للرى والمعدات الزراعية والمرافق بما فى ذلك مستودعات التخزين، إلى جانب تعطل الأسواق والتخلى عن الأراضى الزراعية؛ ونقص الطاقة الكهربائية، وانقطاع أو غياب غير ذلك من الخدمات والموارد.

وكشف هيبى أن "فاو" وشركاءها ظل بمقدورهم تقديم الدعم للأسر فى القطاع الزراعى، لاستعادة سبل المعيشة، فيما يمكن أن يساعد ذلك على توفير الغذاء والدخل اللذين تمس إليهما الحاجة على نحو مستيئس، مؤكدا على الحاجة للعمل مع المزارعين والحكومة والشركاء الآخرين من أصحاب الشأن لبذل جهود أكثر بكثير بل والتحرك بسرعة أكبر.
وتأتى توقعات الغلة المحصولية الصادرة عن منظمة "فاو" أقل بفارق كبير من التقديرات الحكومية، إلا أن مجموعتى الأرقام الصادرة فى الحالتين تظهر تراجعا حادا متوقعا فى الانتاج، وتشير تقديرات المنظمة لكميات الغلة بالاستناد إلى بيانات الاستشعار عن بعد ومؤشر الإجهاد الزراعى (ASI) إلى مستوى غلال بحدود 1.5 طن للهكتار، أى دون المتوسط الاعتيادى البالغ 2.4 طن بفارق ملحوظ فى تقديرات أخرى.
يشار إلى أن "فاو" وزعت بذور القمح والشعير فى صفوف ما يقرب من 29 ألف أسرة مزارعة فى محافظات (إدلب، وحلب، والحسكة، وحماه) لدعم العمليات الأولية لموسم زراعة المحاصيل الشتوية للفترة 2013 / 2014، وتتأهب "فاو" لإنتاج الحبوب فى فصل الشتاء المقبل بهدف مساعدة 50 ألفا من أسر صغار المزارعين الذين يعيشون فى المناطق المتضررة مباشرة بالأزمة، وذلك لزراعة هكتار واحد على الأقل لكل منها، ومن شأن هذا الإجراء أن يمكن الأسر من تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية لمدة 12 شهرا وإنتاج فائض صغير لبيعه فى السوق.

ونظرا إلى الضرر الشديد الذى لحق بقطاع تربية الماشية بما لذلك من أثر سلبى بالغ على أنشطة الزراعة وموارد الدخل، تعكف منظمة "فاو" على توفير علف الماشية والمساعدة البيطرية، جنبا إلى جنب مع دعم أنشطة تربية الدواجن وإنتاج الخضروات فى الفناء الخلفى لزيادة كمية الأغذية المتوافرة ودعم التغذية المتردية.

وسجل اعتبارا من أوائل الشهر الجارى ما يقرب من 2.7 مليون لاجئ على امتداد منطقة تشمل مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا، وقدر عدد المشردين داخليا بنحو 6.5 مليون نسمة فى نهاية عام 2013.
وفى إطار خطة الاستجابة الإنسانية لمساعدة سوريا (SHARP) عام 2014، تتوقع "فاو" استقطاب تمويل بمقدار 43.6 مليون دولار أمريكى لنجدة 135 ألف أسرة زراعية وتمكينها من إنتاج الغذاء ذاتيا من الحبوب والثروة الحيوانية، وتنويع سبل معيشتها، وتحسين فرص مستقبلها..







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة