اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية تنظيم قطر لحدث رياضى مثل كأس العالم، هو ما فتح عليها باب الانتقادات بشأن معاملتها للعاملين هناك..مشيرة إلى أن الضغط المتواصل بهذا الشأن هو ما أجبرها على إجراء تعديلات على نظام الكفالة لديها.
وذكرت الصحيفة- فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم "الخميس" - أنه بالرغم من التجهيزات الضخمة التى تعمل عليها قطر، والتى بدأت الاستعداد لها منذ 2012 بمجرد اقتناصها شرف تنظيم كأس العالم2022، والتى تبلغ تكلفتها 220 مليار دولار، إلا أنه على النقيض من ذلك، هاجم العديد من منظمات حقوق الإنسان والبرلمان الأوروبى والإعلام العالمى هذه الإمارة الخليجية لطريقة معاملتها لأكثر من 1.3 مليون عامل مهاجر.. ولإدراك قطر أن قوتها تعتمد على الدعاية أكثر من قوة العضلات، عملت قطر بكل ما أوتيت من قوة لإنقاذ سمعتها.
وأضافت أن إعلان قطر اليوم جاء بعد عدد من المبادرات على مدار الأشهر الأخيرة، إذ أن قطر قدمت عدة مبادئ توجيهية جديدة، تعمل على النهوض بالظروف التى يعيشها العمال هناك من الظلم الحالك لأخرى لامعة ومشرقة، والتى وصفها عدد من ناشطى حقوق الإنسان بالخطوة الصغيرة فى الاتجاه الصحيح، وأنه لا يوجد أى ضمان لتنفيذها، وأن معايير السلامة ما زال أمامها الكثير لتنفيذها.
وبينت الصحيفة أن استضافة الخليج لمثل هذه الأحداث الرياضية، سواء تنظيم قطر لكأس العالم 2022 أو تنظيم الإمارات لمعرض إكسبو الدولى 2020 هو ما وضع دول الخليج فى دائرة الضوء، حيث قال مدير برنامج الدراسات الخليجية بجامعة الدوحة عبد الله بابوود "أعتقد أنه شئ جيد، حيث ستفرض على صناع القرار فى دول الخليج الاستيقاظ والإدراك أنه إذا لم نفعل شئ سنفقد ما كنا نطمح إليه".
وأردفت أنه بالرغم من أن قطر يحكمها قادة قريبيون جدا من بعضهم لبعض، وهو الأمر الذى يجعلهم يمتازون بخفة الحركة من أجل إجراء إصلاحات شاملة، إلا أن جهودهم تتصف بالعمى نوعا ما، وهو الأمر الذى يجعل الكثير منهم مترددين بخصوص ما قد يحدث من تغيير من جانب قادة الدولة، وأنه بمواجهة الحكومة حملة تشهير دولية كبيرة، وشعور سكانها المحليين وكأنهم محاصرون، جعل الحكومة راغبة فى تنفيذ تغيير حكومى حقيقي
وتابعت "كريستيان ساينس مونيتور"، بعيدا عن أفق قطر الرائع، فإنه يوجد عدد كبير من العمال يعيشون ظروفا حياتية صعبة، يغادر الكثير منهم فى الـ 5 صباحا لمدة 13 ساعة- من أجل أجور تتراوح فى المتوسط ( 220$- 360$)، والكثير منهم مدين لشركات التوظيف، الذين اتوا من خلالها، وبأجور أقل من التى تم وعدهم بها
واستطردت أنه بالرغم من تقرير الاتحاد الكونفيدرالى للتجارة الدولية الذى قدر فيه أنه من المتوقع أن يتوفى حوالى 4000 عامل بحلول كأس العالم 2022، إلا أنه لم يمت حتى الآن عامل واحد من العاملين فى مشروعات التحضير لكأس العالم.
واختتمت الصحيفة بالقول لأن المبادئ التوجيهية تطبق فقط على مواقع التحضيرات لكأس العالم، ولأن العمل على الاستادات لا يزال فى بدايته، فإنه أقل من 200 عامل سيتم تطبيق عليهم هذه المعايير، حيث قالت رئيسة لجنة رعاية العمال التابعة للجنة العليا للمشاريع والإرث فرح المفتاح " يوجد عدد من الاجتماعات حاليا من أجل وضع معايير مشتركة من شانها أن تطبق بشكل أوسع، وذلك لتغطية عدد هائل من العمال العاملين فى مواقع كأس العالم والبنية التحتية للبلاد"
صحيفة أمريكية : كأس العالم يفرض على قطر إصلاحات واسعة لنظام العمالة
الخميس، 15 مايو 2014 05:28 م