وسط سخونة وتتابع الأحداث على الساحة المصرية ونحن مقبلون على الاستحقاق الأهم فى خارطة الطريق وهو الانتخابات الرئاسية، ويلية الاستحقاق الأخطر وهو الانتخابات البرلمانية لإعادة تشكيل الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة.
يجب أن نضع نصب اعيننا الصورة الكاملة والواضحة بغير لبس أو غموض بداية من يناير 2011 وصولا لهذه الأيام.
اعلم مسبقا أن الوعى الشعبى المصرى أدرك واستوعب وحدد واختار من سيضع اسمه فى الصندوق لقيادة البلاد فى المرحلة القادمة.
ولكن دعونا نذكر أنفسنا ونقول لهؤلاء وللآخرين من الحائرين الذين قد يغيب عن أذهانهم كل ما مر بمصر وما عاشته من أحداث حتى لا تصيبنا آفة النسيان التى قد تصيب البعض جراء توالى وتسارع الأحداث.
إن استدعاء أحداث يناير 2011 أمام الذاكرة المصرية بكل ما شابها من مخططات واستغلال لحالة الغضب الشعبى وثورة الشباب لتوظيفها لتحقيق أغراض من اتفقوا على هدم الوطن داخليا وخارجيا. نستدعى أيضا كل ما مر بمصر من أحداث لتأليب الشارع المصرى، بدءا من أحداث العمرانية والقديسين وماسبيرو لكسب ود وتعاطف الشارع القبطى وحشد الشباب القبطى واستقطابهم لنزولهم إلى الشارع ليكونوا جزءا من المشهد الأكثر استغلالا لتحقيق الأهداف المخطط لها مسبقا، نستدعى كيف مرت بنا أول تجربة برلمانية بعد 25 يناير ومشهد مجلس كندهار "آنذاك" الشعب سابقا نستدعى كل محاولات خطف وتشويه تاريخ ورموز وطن لصالح جماعة ولصالح بعض من تحالفت أحزابهم مع الجماعة فى قوائم واحدة وتقدم هذه الأحزاب ذاتها الآن مرشح لرئاسة الجمهورية!! يتحدث أنه ممثل الشباب وممثل الثورة.
نستدعى كيف تم حصار المحكمة الدستورية العليا من الأذناب والأتباع المغيبين عن الواقع لتشكيل حالة من الضغط على قادتها الشرفاء. نستدعى أجواء الانتخابات الرئاسية السابقة بين مرشحين أشبعونا متاجرة بدماء الشهداء والقصاص ومعسول الكلام من الأفاقين وتجار الأوطان.
نستدعى مشهد عصر الليمون المعروف إعلاميا بفيرمونت وهو (الأقبح) فى تاريخ مصر وكأنهم يزايدون على (العروس البكر) لمن يدفع الثمن تحت غطاء الشعارات العفنة والبالية.
نتذكر كيف اكتشفنا أن مشروع النهضة هو مشروع الفنكوش، نتذكر مشاهد محاصرة مشيخة الأزهر منارة الأسلام فى العالم نتذكر مشاهد الاعتداء على الكاتدرائية رمز أعرق كنائس العالم.
نفرق جيدا بين من يستغل أحلام المصريين وواقعهم ليبيع لهم الوهم بمصطلحات من كتب التربية الوطنية عفى عليها الزمن مازال يتغنى بها حتى الآن بكلام لا يفرق كثيرا عما تحدث به المعزول ورفاقه.
نعرف جيدا الفارق بين رجل الدولة الحقيقى، ورجل الشعارات بعيدا تماما عن "دولة الرجل الواحد" التى أسقطها المصريون لن ولم تعود مرة أخرى وراجعوا الدستور المصرى جيدا لتتأكدوا من ذلك وتستوعبوه.
أثق جيدا فى ذكاء المصريين الفطرى فى الاختيار ما بين من سلاحه سواعد المصريين وإرادتهم ومن سلاحه الأصوات الحنجورية واصطياد الآخر.
بين من يدرك العلاقة الخاصة بين الشعب المصرى وجيشه ومن لا يزال يتحدث عن العسكرة والعسكر.
يجب أن نذكر أنفسنا جميعا أننا نحتاج رئيسا قويا يعيد هيبة الدولة المصرية وليتنحى الآخرون جانبا ويجب ألا ننسى ما فعله السفهاء منا وكدنا ندفع ثمنه غاليا .. تحيا مصر .
