إن الذى يقلب فى الأوضاع العربية الراهنة، ويفتش فى دفتر أحوالها، سوف يكتشف مباشرة أننا فى وضع صعب، لأن الأمة تعانى من أمراض مزمنة وأزمات طارئة، فهى من أكثر مناطق العالم استهدافاً، حيث تسعى القوى المختلفة إلى النهش فى عظامها وتمزيق وحدتها، كما تلعب الدولة الإسرائيلية دور الرافض المباشر لكل ما يؤدى إلى استقرار المنطقة، ونهوض الشعوب العربية خصوصاً الدول المحيطة بها، ولا بد أن المسؤول الإسرائيلى يفرك يديه فى سعادة، وهو يرى حالة الوضع العربى العام ويتصفح دفتر أحواله، فالانقسام واضح والعنف مسيطر والقلاقل والاضطرابات تسود المنطقة ويبدو الأمن القومى العربى فى حالة متردية، وتكاد بعض الدول العربية أن تتحول إلى «كانتونات» متفرقة وممزقة مع طوفانٍ وافد من التطرف الأعمى الذى يعتنق العنف أسلوباً، لتغيير الأوضاع لصالحه، لأن فئة منا خرجت علينا وأساءت إلينا.
إننا نمر بظرفٍ تاريخى عصيب يكاد يطيح بالشخصية القومية، ويحيل المنطقة إلى أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل الحرب العالمية الأولى، ويكفى أن نلقى نظرة حولنا لندرك أن هناك محاولات مستميتة لتقويض العمد الرئيسية لعدد من الدول العربية، وأن روح التآمر تفوح حولنا من كل اتجاه، ولقد أصبح من المتعين علينا أن نواجه الحقائق بشكل مختلف، تسود فيه روح التضامن وتتأكد معه مشاعر الندية التى تجعل الموقف العربى منسجماً ولا تسمح لمن يريدون التغريد خارج السرب، أن يفعلوا ذلك فى كل وقت، إننا أمام أوضاع غير مسبوقة، تقتضى منا مواقف غير تقليدية لأننا نريد أن ننظر إلى الظواهر من «خارج الصندوق»، بدلاً من أن نظل أسرى أطر تقليدية لا جدوى منها، ولعلى لا أتجاوز الواقع إذا قلت إننا بحاجة إلى صحوة حقيقية.
د مصطفى الفقى يكتب: الوضع العربى اليوم بالغ الصعوبة..الأمة تعانى من أمراض مزمنة وقوى مختلفة تنهش فى عظامها.. نمر بظرف تاريخى عصيب يكاد يعصف بالشخصية القومية
الخميس، 15 مايو 2014 08:02 ص