جمال المتولى جمعة يكتب: الهدف الأسمى

مصر تزخر بموارد طبيعية غير متوفرة فى أى دولة فى العالم, وطاقات بشرية هائلة وعقول مبدعة، إن دولاً كانت أقل منا مثل اليابان وكوريا والصين والهند البرازيل وماليزيا وتركيا أحدثت ثورة علمية وتكنولوجية غير مسبوقة، وأصبحت فى مصاف الدول المتقدمة بفضل الإدارة العلمية الحديثة والنخبة السياسية الراشدة والديمقراطية الحقيقية التى تتمتع بها.

إن مصر بها مقومات اقتصادية: خامات تعدينية, وآبار جوفية, وطاقة شمسية,و ثروة سمكية هائلة. وأراضٍ قابلة للزراعة, ومزارات سياحية إذا أحسن استغلالها كان لمصر شأن عظيم، كما بها المحافظات الصحراوية للوادى الجديد والبحر الأحمر وسيناء ومطروح تمثل 90% من مساحة مصر لم تجد من يستطيع أن يضعها فى مسارها الصحيح وينطلق منها إلى آفاق المستقبل.

نحن عانينا ثلاثين عامًا من عدم وجود إستراتيجية عامة للتنمية والبحث العلمى فى مصر وسيطرة أصحاب المصالح الخاصة على مقدرات الدولة فنحن فى حاجة إلى أن نرى توجهًا آخر وهو لم يتحقق حتى الآن بسبب الصراع السياسى فعلينا أن نعيد اكتشاف مواردنا المحلية من أجل تنمية الاقتصاد، وأن نوجه فكرنا لإيجاد صيغة جديدة للتصنيع واستخدام تلك الخامات المحلية فى إطار الرؤية النى نختارها نحن للتنمية والتحديث ولهذا دعونا نأخذ من الغرب التقنيات والعلم ونطبقها بأساليبنا وفكرنا على مواردنا المحلية بدلاً من أن نهدر مواردنا الخامة ونصدرها إلى الصين وفرنسا وتركيا وغيرها من الدول الأخرى بكميات كبيرة وبأسعار منخفضة ثم نقوم باستيرادها بعد تصنيعها بالعملة الصعبة وبأسعار مرتفعة أى أننا نساعد الدول الأخرى على النمو الاقتصادى بمواردنا على حساب اقتصادنا فقد حبانا الله بموارد طبيعية نادرة وثروات طبيعية ومعدنية وزراعية فمتى نهتم بها إذا أردنا نموًا اقتصاديًا حقيقيًا فهل يفعلها الرئيس القادم؟.

إن العلم والتكنولوجيا هما مستقبل مصر وبدونهما لا يكون التقدم إلى الأمام، مصر الآن فى حاجة إلى خبراء اقتصاديين وسياسيين يقدمون بدائل اقتصادية وسياسية لأوضاعنا الداخلية المتأزمة ويضعون البلاد على أول الطريق الصحيح، دعونا الآن من الانقسامات، والصراعات، والتخوين، التى نعيشها الآن فى مصر تعالوا بنا نحن شعب مصر صاحب أعظم الحضارات فى التاريخ نتجاوز الخلافات وليكون الهدف الأسمى هو النهوض بالوطن فى سبيل التقدم والرقى ليكون لنا المكانة اللائقة بين الامم المتقدمة.

أتمنى من الرئيس القادم أن يتبنى رؤية وطنية لإعادة التوافق والتصالح بين أبناء الشعب الواحد وأن يعيد النظر فى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أملاً فى تحقيق مستقبل أفضل للتنمية.