قال الفنان التشكيلى الدكتور طه حسين، أنه عقب تخرجه من كلية الفنون التطبيقية عام 1951م، عمل معيدًا بها لمدة عام كامل بدون مرتب، مضيفًا أنه حصل على أول جائزة فى حياته عام 1952م، عقب تخرجه من الكلية، عن تمثال نحته يمثل مصر تمزق ورقة، إذ أن موضوع المسابقة كان عن إلغاء معاهد 1936م.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها مركز الجزيرة للفنون، للحديث حول تجربة الفنان التشكيلى طه حسين، وبحضور الفنان عز الدين نجيب، والفنان فرغللى عبد الحفيظ، ويدريها الفنان محمد طه حسين.
وأكد "حسين" على أن سنة 1953م، تعتبر من أهم مراحل حياته، موضحًا أنها سنة التحاقه بكلية التربية الفنية، بعد تخرجه من الفنون التطبيقية، حيث التقى بأساتذة الفن التشكيلى بالكلية آنذاك، ومنهم يوسف العفيفى، وحمدى خميس، مشيرًا إلى أنه تعلم معنى الفن التجريدى الحقيقى على يد هؤلاء.
وأضاف "حسين" أنه يعتبر أساتذته الحقيقيون هم من درس على يدهم فى كلية التربية الفنية، أضافوا له الكثير فى مفهوم الفن الحديث، حيث كانوا ينظرون للفن بمفهوم أكبر وأعمق.
وقال الناقد التشكيلى عز الدين نجيب، أن الفنان طه حسين هضم كل ما تلقاه من الثقافة الأوربية، باعتبارها تراث انسانى، ومزجه مع التراث المصرى، واستلهم من بيئته الشعبية كثير من تجاربه الفنية، فأصبح فناًنا طليعيًا، ومشاغب، يصنع فنًا خارج عن المألوف، ويشتبك مع الواقع، إذ استطاع تكييفه على عويته الخاصة، فمزج العام بالخاص.
وأضاف "نجيب" أن الفنان طه حسين ورث خلاصة ما تعلمه جيل الرواد الأول أمثال محمود مختار، ومحمد سعيد، وغيرهم، أصحاب المعادلة الفنية الصعبة، الذين استطاعوا المزج بين الأصالة والمعاصرة، فصار طه حسين مثلهم، ومزج بين ثقافة الغرب، والحضارة المصرية.
وأشار "نجيب" إلى أن مسيرة الفنان طه حسين بدأت فى زهوة الحركة الفنية فى الخمسينيات، موضحًا أن لنشأته فى حى الجمالية، وهى منبع الحياة الشعبية، جعلته يترعرع على عشق الفنون الشعبية المصرية.
هذا وقال الفنان فرغلى عبد الحفيظ، إن طه حسين علامة مهمة فى جيل الستينيات، حيث كانت هذه فترة الفوران الفنى، وكانت فترة التلاحم بين الأجيال، ولذلك نجد الفنان طه حسين يحرص على التواصل بين الأجيال، وعدم انفصالها على بعضها.
وأكد "فرغلى" على أن الفنان طه حسين يتمتع برؤية خيالية كبيرة، ويستطيع التمرد على الواقع، وجرئ فى أعماله الفنية، بالإضافة إلى أن الجزء العاطفى فى أعماله واضح وبارز، ويتجلى فيه الجزء الإنسانى والروحانى، وهذا ما لم نعد نلمسه هذه الأيام.