تجسد الفنانة الفلسطينية ديما حورانى فى عملها الفنى الجديد (الفعل الماضى المستمر) بعض أحداث النكبة التى رحل خلالها أو أجبر على الرحيل مئات الآلاف من الفلسطينيين عن منازلهم فى عام 1948.
شاركت ديما بعمل فنى مركب ينتمى إلى مدرسة التشكيل فى الفراغ، حيث استخدمت شاحنة قديمة يرجع تاريخ صناعتها إلى ما قبل عام 1948 طلتها باللون الرمادى ووضعت على متنها مجموعة من الرجال والنساء والأطفال صبغوا بذات اللون حتى بدوا كأنهم فى فيلم سينمائى باللونين الأبيض والأسود أثناء مشاركتهم فى مسيرة لإحياء ذكرى النكبة وسط مدينة رام الله.
وقالت ديما لرويترز اليوم الخميس خلال مشاركتها فى أحياء الذكرى السادسة والستين للنكبة بعملها الفنى "اخترت اليوم لتقديم هذا العمل الذى يشارك فيه 18 شخصا يمثلون ثلاثة نماذج للعائلات الفلسطينية البدوية والفلاحة والمدنية التى أجبرت على الرحيل عن منازلها عام 1948 بذات السيارة التى نقلت عددا منهم فى تلك الفترة."
وتزاحم العشرات لالتقاط صور تذكارية لهم إلى جانب الشاحنة، وأوضحت ديما أنها وضعت على متن الشاحنة ما حمله اللاجئون معهم من أمتعة وأغراض، وأضافت: "إن هذا العمل الفنى صورة طبق الأصل لما حدث فى العام 1948 ومازال فعله مستمر إلى يومنا هذا."
وتشير الإحصائيات الفلسطينية الموثقة إلى أن "الاسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطينى خلال فترة النكبة."
وذكر الموقع الرسمى لجهاز الإحصاء الفلسطينى "أن عدد الفلسطينيين عام 1948 قد بلغ 1.4 مليون نسمة وقد قدر عددهم بنهاية العام 2013 بحوالى 11.8 مليون نسمة"، وأضاف الجهاز على موقعه "عدد الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 قدر بحوالى 154 ألف فلسطينى."
وأحيا الفلسطينيون ذكرى النكبة اليوم الخميس بمسيرة وسط مدينة رام الله شاركت فيها مجموعات كبيرة من فرق الكشافة وطلبة المدارس والمواطنيين وهم يرفعون الإعلام الفلسطينية ومجمسات كبيرة لمفاتيح المنازل إضافة للافتات كتبت عليها أسماء مدنهم وقراهم التى رحل أو أجبر أهلهم على الرحيل عنها.
وتوجه عدد من المشاركين بعد المسيرة إلى نقاط تماس مع الجيش الإسرائيلى غرب وشرق مدينة رام الله، وقالت مصادر طبية إن شخصا أصيب بالرصاص الحى خلال مواجهات بالقرب من سجن عوفر غرب رام الله وصفت إصابته بالخطيرة.
ووجه الرئيس الفلسطينى محمود عباس أمس الأربعاء كلمة بهذه المناسبة قال فيها إنه يريد "حل قضية اللاجئين حلا عادلا حسب ما نصت عليه مبادرة السلام العربية" التى تبنت القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة، وتعهد عباس فى كلمته التى بثتها الوكالة الرسمية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال "بفخر واعتزار وثقة بالنفس نقول اليوم إننا أثبتنا وسوف نثبت إعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا دولة مستقلة سيدة على أرضها بعاصمتها القدس الشرقية زهرة المدائن مدينة الأنبياء والرسل حاضنة الأقصى وكنيسة القيامة.