فاز "مكنز الفلكلور" الذى أصدرته مكتبة الإسكندرية بجائزة التراث العربى التى تمنحها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وهو من تأليف الدكتور مصطفى جاد.
ويأتى الكتاب ليمثل حجر الأساس لأرشيف الفولكلور القومى على أسس علمية وتقنية تساير الاتجاهات العالمية الحديثة، ولقد سجلت حركة الفولكلور العربى خلال هذه الفترة أيضاً ظهور جانب مهم فى إطار توثيق البحث الفولكلورى، وهو الجانب الببليوجرافى؛ حيث صدرت أربع ببليوجرافيات أساسية فى مجال علم الفولكلور تسهم جميعها فى تدعيم وبناء أرشيف الفولكلور العربى.
وقال الدكتور مصطفى جاد "نأمل أن يخدم المكنز، الذى يستوعب حوالى 8000 واصفة، تكشيف المادة الفولكلورية بوسائطها المتعددة، وبذلك نكون قد بدأنا الخطوات الأولى فى إعداد نواة علمية لقاعدة معلومات قوية للمأثورات الشعبية العربية، كما يمكننا أن نبدأ بخطوات راسخة فى مشروع أرشيف الفولكلور الوطنى".
وقد بدأ الشروع فى إعداد هذا المكنز عندما تقدم الدكتور مصطفى جاد، بخطة عمل إلى مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى التابع لمكتبة الإسكندرية.
وتعد أكثر التعريفات تداولاً وشهرة بين المتخصصين فى علم المعلومات لمفهوم المكنز هو التعريف الذى اعتمدته المنظمة الدولية للتوحيد القياسى، والذى يشير إلى أن "المكنز من حيث الوظيفة هو وسيلة ضبط للمصطلحات، وتستخدم للترجمة من اللغة الطبيعية للوثائق من قبل المكشفين أو المستفيدين إلى "لغة نظام" أكثر تقييداً (لغة توثيق، لغة معلومات)، والمكنز من حيث البناء هو لغة مضبوطة وديناميكية تتكون من المصطلحات المتصلة ببعضها البعض دلاليا وهرميا وتغطى أحد حقول المعرفة.
ونستطيع فى هذا الإطار أن نقف على مجموعة من المحاور الأساسية التى تكشف لنا مراحل إعداد مكنز الفولكلور، ومراحل تطوره، والاستفادة من بعض التجارب العربية والعالمية فى بناء هذا المكنز حتى أصبح فى هيئته الحالية، الغرض من إنشاء المكنز، خصائص لغة الاسترجاع، مكنز الإثنوفوتو الفرنسي، الفولكلور فى المكانز وخطط التصنيف ورؤوس الموضوعات، جمع مصطلحات مكنز الفولكلور، تصنيف وتسجيل الواصفات، القسم المصنف والقسم الرئيسى للمكنز، الرموز المستخدمة، التحرير والمراجعة، اختبار المكنز، والإنتاج واستخدام الحاسب الآلي.
وحدد تاريخ حركة الفولكلور العربى بصفة عامة والمصرى بصفة خاصة، المجال الموضوعى لعلم الفولكلور، وإن اختلفت طرائق التصنيف للموضوعات المختلفة، غير أن المجال الموضوعى لم يخرج عن الموضوعات الأربعة التالية، المعتقدات والمعارف الشعبية – العادات والتقاليد الشعبية – الأدب الشعبى – الفنون الشعبية.
وأنشئ هذا المكنز بحيث يغطى أوعية المعلومات، المكتوبة والمسموعة والمرئية والمصورة وإيجاد العلاقات المنطقية بينها، وهو طموح مشروع فى ظل الإمكانيات التكنولوجية المطروحة الآن، فضلا عن طبيعة المادة الفولكلورية ذات الوسائط المتعددة.
وإذا كان موضوع الفولكلور يمثل فرعا موضوعيا ضمن تصنيفات المعرفة العشرة، فإن هذا التحديد أو التضييق الموضوعى يؤكد أيضا على مشروعية التوسع فى أوعية المعلومات التى نتعامل معها، ومن ثم فإن مكنز الفولكلور يغطى الأوعية التالية .. الأوعية المسموعة، الأوعية المصورة، الأوعية المرئيـة، والأوعية المدونــة.
وتعتمد جميع الواصفات مباشرة على الحاسب الآلى فى عمليات الإضافة والرصد، وهو وسيط لا بديل له فى الوقت الراهن.
ولا جدال فى أن استخدام الحاسب فى إعداد المكنز قد وفر عمليات كتابية وروتينية كثيرة، كما أنه قلل من الأخطاء إلى حد كبير، وتم بالتعاون مع فريق العمل بقسم التراث الشعبى بالمركز القومى لتوثيق التراث الحضارى والطبيعى التابع لمكتبة الإسكندرية، بتصميم برنامج متخصص يحوى واصفات المكنز لإتاحة تطبيقه؛ بحيث يتسنى إخراج هذا البرنامج على أقراص ممغنطة (سى دى)، يمكن لأية مؤسسة متخصصة فى مصر أن تستخدمه فى عمل أرشيفها الخاص. ومن ثم يكون لدينا نظام موحد فى التكشيف الرقمى لاستدعاء المعلومات الفولكلورية.
وسيقوم المركز بنشر البرنامج مع المجلد الثانى من المكنز مع شرح لطريقة استخدامه، كما سيقوم بالمبادرة الأولى فى تطبيق هذا المكنز، بحيث يختبر باستخدام حواسب إلكترونية ذات قدرات عالية وفائقة السرعة مثل برنامج Oracle 9I الذى يتيح استيعاب ملايين العناصر المدونة والمصورة والمرئية، واسترجاع المادة الفولكلورية من جميع الأوجه (الموضوع – المكان – الزمان – جامع المادة – الإخبارى ..إلخ)، فضلاً عن إنشاء موقع متخصص على شبكة الإنترنت يتيح للمستخدمين فى أى مكان فى العالم الاستفادة من المادة الفولكلورية، كما يتيح لهم تزويد المكنز ببعض المواد أو الواصفات التى يرغبون فى التعامل معها.