محمد على سليمان يكتب: المقاطعون.. فليهدهم الله

الأربعاء، 14 مايو 2014 08:06 م
محمد على سليمان يكتب: المقاطعون.. فليهدهم الله صندوق انتخابات - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت قد قررت النزول للإدلاء بصوتك لأحد المرشحين، فيكفى ما قرأته من المقال وتوقف عن قراءة بقية المقال، فحديثى موجه للمقاطعين، الذى قرروا عدم الإدلاء بأصواتهم، والمقاطعون ثلاثة أنواع، والنوع الأول يرون 30 يونيه انقلابًا ومازالوا يحلمون بعودة الرئيس المعزول.

أما النوع الثانى فإنهم يرون أن الانتخابات فرصة لقضاء إجازة ممتعه كما كانوا يفعلون أيام الرئيس المخلوع.

والنوع الثالث يرون أنها مسرحية هزلية.

وحديثى موجه للنوع الثالث هؤلاء الذين يؤمنون بثورة 25 يناير، وقد يكونون مشتركين فيها، كما أنهم يرون أن 30 يونيه ثورة وقد اشتركوا فيها أيضًا، وأعتقد أن هؤلاء يستطيعون أن يحدثوا الفارق إذا وقفوا بجانب أحد المرشحين، وأعتقد أن قد نسوا بعض الأحداث الماضية التى كان للشعب فى خروجه القرار الأول وإحداث التغيير.

ففى البداية أرى أن خروج الجماهير بكثافة فى 25 يناير، التى لم يكن يحلم بها أشد المتفائلين، قد أحدث التغيير الجذرى فى مسارى البلد، كما أن خروج الجماهير فى أحداث محمد محمود قد مكن الشعب من إنفاذ كلمته بإلزام المجلس العسكرى بتحديد موعد الانتخابات الرئاسية وتسليم السلطة مبكرًا.

وأرى أن المقاطعين ينطبق عليهم قول مارتن لوثر كينج " أسوء مكان فى الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد فى أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة "، وأرى أن المقاطعة يأس ورده لزمن كان فيه كل شىء لا يفرق مع غالبية الشعب، اعلم أن لديك تخوف من عودة النظام الأسبق، اعلم أنك لديك اعتراضات على بعض مسارات الدولة بعد 30 يونيه.

أرى أن ما فات لا لوقت لمناقشته، وأرى أن بنزولك واشتراكك فى الانتخابات للإدلاء بصوتك خطوة لتحسين الواقع الذى نعيشه، وبارقة أمل لمستقبل أفضل نتطلع له، فليس معنى أننا لا نرى نهاية السلم أننا لا نصعد أول درجاته، أن مقاطعتك تعطى فرصة لنظام فى غرفة الإنعاش ينتظر صدمة كهربائية لتدب فيه الحياة، فلا تكن أنت هذه الصدمة التى تعيده للحياة.

من يظن أن الثورة 18 يومًا لتغيير ماض، ظل طيلة أكثر من أربعين سنه فهو مخطئ، إن الثورات مثل البحر وبها مد وجذر، وفى بعض الأحيان يعلو فيها الموج ليحطم كل شىء فى طريقه، فلننتهز هذه الفرصة لتكون تعبيرًا عن جيل أراد التغير وسلك كل الطرق السلمية والشرعية لأجل هذا التغيير، إن المقاطعه هروب وتسليم بواقع مر ومستقبل أكثر مرارة.

وأخيرًا أرجو أن تجد كلماتى صدى لدى المقاطعين وأدعو الله لهم بالهداية، وأن يقرروا ما فى مصلحة ما مات من أجله الشهداء.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة