المشير السيسى هو مرشح موفور الحظ، ويتمتع بشعبية كاسحة، ولديه مكانة حب جمّة فى نفوس الشعب المصرى، والشعب المصرى حينما طالبه بالترشح لم يكن ينتوى أى مصالح شخصية لنفسه، ولكن الشعب طالبه بالترشح من أجل مصلحة الوطن أجمع.
ولكن حينما نتحدث سياسياً، فالواقع يكون مختلفاً تماماً، الأحزاب حينما تدعم مرشحاً، تسعى لتحقيق مصالح خاصة أو فئوية تعود عليها فوراً فور فوز المرشح، وألا تنتقل هى إلى المعارضة بمجرد عدم تحقق المصالح.
من وجهة نظرى الشخصية: السلفيون يعلمون أنهم لا يزالون أصحاب خبرة سياسية ضعيفة وبسيطة، ولكن الطموح لديهم بالغ، ويريدون أن يصبحوا فى الغد القريب أصحاب نفوذ وسلطة، ولكنهم يعلمون أنهم أن هذا لن يتحقق قريباً، لذا هم يريدون على الأقل المشاركة فى المشهد السياسى بصورة تصنع لهم شعبية تستطيعون منها الانطلاق لاحقاً.
السلفيون من وجهة نظرى الشخصية أيضاً لا يطمحون الآن فى السلطة سوى بتولى وزير أو اثنين "سلفيين" لوزارة أو اثنتين فى الحكومة القادمة التى سيختارها الرئيس القادم، لذا هم "يقدمون السبت" كما نقول.
ولكن هل علم السلفيون أن الحكومة القادمة ستكون حكومة عمل وجهد وتنفيذ، وليست حكومة خطب وترهيب ومحاباة؟
هل لدى السلفيون كادر قوى فعلاً ومؤهل يصلح لتولى وزارة بمهامها الجارفة والشاقة؟ أم أنتهم سيتولونها رغبةً فى التولى فقط؟
هل لدى السلفيون برنامج تنموى واضح يضعونه أمام الرئيس القادم للمشاركة الفعالة والفعلية فى تقدم هذا الوطن؟ أم أنهم يشاركون فقط لمجرد المشاركة ؟
السلفيون يعتقدون أن لديهم علماً سياسياً وإدارياً جماً، ولكن على أرض الواقع هم أبعد الناس عن السياسة وإدارة الدولة، أعلم أن السلفيين قرأوا كثيراً فى علوم الدين، وهناك منهم دعاة إلى الله تبتغى وجه الله ولكن هم قلة، وهذه هى مكانتهم الحقيقية فى الدعوة، وليس لهم دراية أو خبرة سياسية أو إدارية للدولة.
وسؤالى لهم "ماذا قدم السلفيون للوطن منذ نشأت أحزابهم؟"
محمد صبرى درويش يكتب: ماذا قدم السلفيون للوطن؟
الأربعاء، 14 مايو 2014 02:17 م
صورة أرشيفية