الكل بارك وهلل لخطوة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، حينما اختار أفريقيا لتكون مقصده فى بداية جولاته الخارجية، بادئًا من تشاد ثم تنزانيا، قبل أن يزور غينيا الاستوائية فى زيارة وصفت بالتاريخية، وبدأ الحديث يتداول هنا وهناك حول أننا استعدنا أفريقيا.. عدنا بمصر إلى الحضن الأفريقى الدافئ، دون أن نكلف أنفسنا عناء البحث عما يدور حولنا لنحدد موقعنا بالضبط داخل القارة السمراء، حينما كنا نتباهى بزيارة رئيس الوزراء لتشاد وتنزانيا، كانت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تستضيف مفاوضات السلام لحل أزمة جنوب السودان، ويتوافد عليها عدد من مسؤولى الدول المهتمة بالوضع فى الجنوب السودانى، سواء من داخل القارة أو من خارجها، وحينما تبحث عن مصر تجدها غائبة عن هذه المحادثات، رغم أن جوبا هى امتداد طبيعى لأمننا القومى، ويبدو أننا مازلنا نكرر الخطأ السابق، حينما ابتعدت مصر عن مفاوضات السلام السودانية بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان، وانتهى الأمر إلى أننا أصبحنا صفرًا فى المعادلة السودانية. وبينما كان محلب فى مالابو كانت نيجيريا على شفا الانفجار، بعدما اختطف متطرفو «بوكو حرام» أكثر من مائتى فتاة، وعرضوا على الحكومة النيجيرية التفاوض حول عدد من المطالب، ورأينا كيف انتفضت دول كثيرة ضد ما تشهده نيجيريا من إرهاب وعنف وتطرف تقوم به «بوكو حرام»، ورأينا بكل أسى- للأسف- أن إسرائيل تعرض على نيجيريا المساعدة فى البحث عن المختطفات، وأن الحكومة النيجيرية توافق على العرض الإسرائيلى، لكى ترسل تل أبيب فرقة من مكافحة الإرهاب لتساعد نيجيريا فى عمليات البحث عن المختطفات.. يحدث هذا فى وقت أصابنا الصمت المطبق، هل بعد موقفنا المخزى مما يحدث فى جنوب السودان ونيجيريا أمل فى أن نستعيد أفريقيا كما يقولون؟.. أعتقد أن الإجابة ستكون صادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة