بالفيديو.."اليوم السابع" يلتقى بناة السد العالى فى الذكرى الـ50 لتحويل مجرى النيل..أهالى أسوان: بنينا مصر الجديدة وتسابقنا على الموت..ويؤكدون: سنبايع السيسى لأنه يحمل صورة "ناصر" ونطالب بتكريم لائق

الأربعاء، 14 مايو 2014 02:05 م
بالفيديو.."اليوم السابع" يلتقى بناة السد العالى فى الذكرى الـ50 لتحويل مجرى النيل..أهالى أسوان: بنينا مصر الجديدة وتسابقنا على الموت..ويؤكدون: سنبايع السيسى لأنه يحمل صورة "ناصر" ونطالب بتكريم لائق الرئيس جمال عبد الرناصر وافتتاح السد العالى
تحقيق – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"بشيخوخة العمر وهمة الشباب" بدأ بناة السد العالى الحقيقيون فى الحديث عن قصصهم مع ذكرى تحويل مجرى مياه نهر النيل، والذى تحتفل به جمهورية مصر العربية بالتعاون مع روسيا يوم الخامس عشر من مايو الجارى، والتى أعلن وقتها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أنه سيبنى السد العالى بإرادة الشعب وتضحياته، بعد قرار البنك الدولى "بتوصيات أمريكية" برفض تمويل مشروع السد, ليساهم الاتحاد السوفييتى وقتها فى إكمال المشروع وإقامة المشروعات الصناعية التى وصلت إلى ما يزيد عن ألف مصنع فى مجالات الحديد والصلب والنسيج, والصناعات الغذائية, وصناعة الأسمنت وغيرها.




ويعد الخامس عشر من مايو عام 1964, يوم تحويل مجرى النيل ذكرى هامة يستقبلها المصريين والعرب بفرحة وسعادة غامرة، وحضره حينها رئيس وزراء الاتحاد السوفييتى نيكيتا خروشوف، واستقبلت الجماهير فى أسوان الزعيم جمال عبد الناصر, الذى حقق حلم الجماهير بإرادة الشعب الذى أحبه، وبدأ الاستعمار بأداته التنفيذية (إسرائيل) بإعداد العدة لحرب جديدة على مصر, وكانت حرب عام 1967, لكن عبد الناصر لم يتسلل اليأس إلى قلبه, واستمر فى معركة بناء السد.


وبعد مرور 50 عاماً على الذكرى، انتقل "اليوم السابع" مع بناة السد العالى إلى المنطقة التى شهدت العمل آنذاك أمام جسم السد، لمعايشة صناع التاريخ فى ذكرياتهم مع العمل والنهضة، وبناء تاريخ مستقبل جديد لمصر، ليكشف هؤلاء الصناع عن معاناتهم وشدائدهم، وأيضاً رأيهم فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وموقفهم من الرئيس القادم.



"نجيب حنا" ميكانيكى أول ورئيس مجموعة، يتحدث عن ذكرى تحويل مجرى نهر النيل، قائلاً "بدأت على مدار ثلاثة أيام وهى 13 و14 و15 مايو من عام 1964م العمل فى السد العالى فعلياً، وكانت هذه الأيام الثلاثة بمثابة الأعياد والفرحة التى تأتى بعد عناء وتعب شديد.



ويضيف حنا، "إن الوزير السابق "محمد صدقى سليمان" وزير السد العالى آنذاك، كان يقيم بجوار السد بصفة دائمة حتى يباشر أعمال البناء، وفى إحدى المرات كان يتفقد مواقع العمل برفقة سائقه "أمين الشريف"، وبعد أن انتهى من تفقد موقع معين رجع الوزير إلى سيارته ليجد سائقه قد لقى ربه على كرسى القيادة، وكرم شهيد العمل، وتم منحه رتبة اللواء، وأطلق اسمه على مجموعة من المدارس بمحافظات الجمهورية ومسجد شهير بمحافظة أسوان.



ويروى "أحمد النوبى" فنى هيدرولجيا فى السد العالى بالمعاش (60 عاما)، إن التجهيزات لتحويل مجرى النيل استمرت لمدة ثلاثة متتالية، حيث تم التمهيد لغلق المجرى المائى نهائيا عن طريق وضع كميات كبيرة من الصخور والأتربة بواسطة سيارات النقل، وتم ترك فتحة عرضها 50 مترا فقط لمرور المياه، وفى يوم الاحتفالية تم ردم هذه الفتحة بالكامل وتحويل مجرى النيل عقب تفجير السد الرملى أمام وخلف السد العالى، موضحاً أن تحويل مجرى نهر النيل بدأ فى الساعة الثانية إلا الثلث ظهراً، حيث تم إغلاق المجرى نهائيا وتحويل المياه إلى القناة الأمامية للسد العالى بطول 1950 مترا مرورا بستة أنفاق رئيسية بطول 282 متراً وقطر 15 متراً للنفق الواحد، ليتم بذلك تغيير مجرى نهر النيل، ولتنتهى المرحلة الأولى من إنشاء السد العالى والتى بدأت فى 9 يناير 1960 حتى 15 مايو 1964م.


وأوضح "شوقى على" سائق بلدوزر بالمعاش، أن محافظة أسوان غنية برمالها الذهبية وصخورها الماسية، وأن المهندسين اتجهوا شرقاً وغرباً وصولاً إلى المكان الأفضل لموقع السد العالى، وكانوا ينقلون الرمال والصخور التى يتم من خلالها ردم المجرى القديم ليبدأ العمل بالمجرى الجديد للسد، وكانت الأرواح تزهق أسفل هذه الصخور العملاقة وأثناء عمليات التفجير.



وأردف "كنا نكمل العمل بحماس وصدق وكنا نشعر بأن ما نبنيه ليس سد مياه فقط، ولكنا كنا نشعر بفخر بناء حضارة ونهضة حقيقية لمستقبل هذا البلد، ووصلت بنا درجات التفانى فى العمل إلى أن بعض زملائنا كانوا يتبولون فى مكانهم ولا يستطيعون أن يغادروا موقعهم حرصاً على مواصلة العمل.



وأشار "عز عبد السلام" ميكانيكى بالمعاش، إلى أن فى اليوم الثالث والأخير فى تحويل مجرى النيل، استيقظ جميع العمال للاستعداد للاحتفال وكأنه يوم عيد للمصريين، وفى الصباح وقبل بدأ التفجير أخلى جميع العاملين فى السد موقع التفجير، وقام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالمرور على العمال وإعطاء التحية لهم كأبطال حقيقيين، واصطف الجميع ينتظر اللحظة الحاسمة، فالعمال فى الجانب الشرقى، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبرفقته وزراء الاتحاد السوفييتى نيكيتا خروشوف، والرئيس العراقى عبد السلام عارف والرئيس اليمنى عبد الله السلال، ضغطوا على زر تحويل مجرى نهر النيل لأول مرة فى التاريخ إلى قناة التحويل وإقفال مجرى النيل القديم والبدء فى تخزين المياه ببحيرة ناصر، ودوى صوت الانفجار كطلقة الاحتفال .



وأضاف "على ترك محمد" فنى تركيبات بالمعاش، "من أجمل اللقطات فى الذكرى تسابق العمال من الجهتين الشرقية والغربية لنهر النيل أثناء عملية ردم المجرى القديم وقبل تفجير المجرى الجديد، حتى يكون أحدهم أول شخص يعبر على جسم السد، وتحول شكل الصخور إلى غمامة من العمال الذين تسابقوا لنيل هذا الشرف العظيم، مضيفاً بأنه عقب تحويل مجرى النيل تم تمهيد الطريق ليعبر موكب الرؤساء والملوك من شرق النيل إلى الغرب فى يوم مشهود للغاية، لأنه كان يعكس مدى قدرة المصريين على تحدى الصعاب.



واستكمل "محمد عبد اللطيف" ميكانيكى أنفاق بالمعاش، أنه قبل وقت تفجير المجرى الجديد لمياه نهر النيل، تم إخلاء موقع العمل قبلها من جميع المهندسين والعمال، ولم يتبق سوى رجال الحماية المدنية الذين وقفوا على مسافة ليست بالبعيدة من الأنفاق المعدة لمرور مياه النيل فيها، حتى يتم إنقاذ الموقف لو حدثت كارثة وقت التفجير، وفى هذه الأثناء وبعد عملية التفجير، فوجئ رجال الحماية المدنية بكميات المياه قادمة نحوهم حتى صعد أحدهم فوق سارية العلم المصرى بعد ارتفاع منسوب المياه، وتردد أن شخص غرق خلال هذه العملية، مشيراً إلى أن وفاة زملائهم فى العمل كان بمثابة الشهادة والشرف الذى يفتخر به أنسابهم وقتها، ويزيد زملائهم حماسة وإصرار على مواصلة المشوار.



ولفت "صالح أحمد صالح" إلى أن هذا اليوم شهد إقامة حفل ضخم لأضواء المدينة، وأحياها مشاهير الفنانين والمطربين ومن بينهم العندليب عبد الحليم حافظ والفنانة شادية، وكانت الاحتفالية على مدار يومين، وكان اليوم الأول مخصص للعائلات والثانى مخصص للشباب وغير المتزوجين.



واستكمل "أبو الوفا محمد أبو زيد"، الحديث قائلاً " هيئة السد العالى كانت توزع العديد من الهدايا على العاملين فى السنوات الأولى لذكرى بناء السد العالى مثل اللحوم والألبان والأقمشة ابتهاجا بتحويل مجرى النيل، وتم تصميم نموذج يوضح مراحل إنشاء السد العالى، ولكنه مغلق حالياً أمام الزوار وكان يتردد عليه جميع زوار السد، وتم إغلاقه بدون أسباب فى السنوات الماضية".



واستطرد "عبده محمود يوسف" من بناة السد العالى، أن الرئيس جمال عبد الناصر منح العاملين فى مشروع السد العالى العديد من الأنواط والميداليات والشهادات بمناسبة مشاركتهم فى تحويل مجرى نهر النيل وإنجاز المرحلة الأولى من السد العالى، ومازال العاملون فى المشروع محتفظين بهذه الشهادات والميداليات حتى الآن، لافتا إلى أنه على الرغم من التكريم الذى حصل عليه بناة السد العالى فى فترة الستينيات إلا أن هيئة السد وخزان أسوان تلاحقهم قضائيا حاليا وترسل لهم إنذارات بالطرد من السكن الإدارى فى مستعمرة السد العالى شرق جنوب أسوان، مطالباً بتمليك المنازل فى مستعمرة السد العالى شرق لبناة السد العالى، خاصة أنهم أفنوا عمرهم وضحوا بالكثير من أجل إنشاء هذا المشروع القومى العملاق.

ونوه "حسين الدردير عمر" بضرورة تكريم بناة السد العالى من جانب الدولة بشكل حقيقى والنظرة إليهم مثلما تنظر الدولة وتكرم الفنانين والمتفوقين.

وعلى الجانب الأخر، أعلن بناة السد العالى بأسوان، تأييدهم الكامل للمرشح المشير عبد الفتاح السيسى خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدين بأنهم سينزلون إلى لجان الاقتراع ويدعون الناس إلى تأييد المشير، مؤكدين أنهم يرون فيه صورة الزعيم جمال عبد الناصر.

وحمل بناة السد العالى رسالة إلى الرئيس القادم يطالبونه فيها بالعمل على توفير التعليم والصحة والنهوض بالاقتصاد والسير على درب الزعيم جمال عبد الناصر، فى تأسيس مشروع قومى حقيقى يلتف حوله المصريون لبناء نهضة جديدة تحتاجها مصر من فترة لأخرى، حتى تنهض بين الأمم، وبعيداً عن المشاريع الزائفة التى جاءت بها أنظمة مستبدة – على حد قولهم – مثل مشروع النهضة الإخوانى وغيره.

من جانبها تنظم محافظة أسوان احتفالية كبرى بمناسبة اليوبيل الذهبى لمرور 50 عاماً على تحويل مجرى نهر النيل عام 1964 والذى تزامن مع بدء العمل فى إنشاء السد العالى، حيث تشمل الفاعليات تنظيم احتفالية مساء اليوم بدار الأوبرا المصرية، فى حين تنظم احتفالية أخرى غدا بمدينة أسوان أمام رمز الصداقة المصرية الروسية بمنطقة السد العالى بعد الانتهاء من تطويره .

وأكد المهندس محمد مصطفى سكرتير عام المحافظة أن الفعاليات ستكون تحت رعاية محافظ أسوان مصطفى يسرى والسفير الروسى بمصر سيرجى كيربيتشينكو وسيشارك فيها بعض الوزراء والشخصيات العامة منهم الدكتورة هدى عبد الناصر، بالإضافة إلى يورى أميلتشينكو 75 عاماً المهندس الروسى الذى قام بتصميم رمز الصداقة المصرية الروسية الذى تم إنشاؤه فى عام 1974حيث سيتم تكريمه فى هذه الاحتفالية، موضحا أن فاعليات الاحتفال باليوبيل الذهبى بتحويل مجرى نهر النيل يأتى تجسيداً حياً للعلاقات الوطيدة والصداقة الراسخة بين الشعبيين المصرى والروسى، وهو الذى ظهر جلياً فى التلاحم خلال إنشاء السد العالى الذى كان ومازال رمزاً خالداً للصمود والإرادة المصرية التى تثبت دائماً قدرتها فى المواقف الصعبة.

وتابع مصطفى أن فاعليات الاحتفالية ستشهد تكريم عدد من صناع هذا المشروع العملاق سواء من المهندسين المصريين أو الروس والذين سيحضرون خصيصاً من روسيا للمشاركة فى الاحتفالية طبقاً لتأكيدات ألكسندر بالينكو مدير المركز الثقافى الروسى بالقاهرة، والذى يعتبر ضمن الجهات المنظمة لهذا الحدث الكبير بالتعاون مع الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية والسوفيتية وأيضاً مجلة أنباء روسيا وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، بجانب محافظة أسوان.

وواصل أن الفعاليات تشهد أيضاً عرض فيلم تسجيلى مصرى روسى بعنوان"الانتصار العظيم" يحكى تجربة تحويل مجرى نهر النيل، بجانب تقديم عروض فنية تعكس الموروثات الثقافية للشعبين المصرى والروسى، بالإضافة إلى تنظيم معرض صور فوتوغرافى لمراحل تنفيذ مشروع السد العالى، وخاصة الافتتاح الأسطورى لتحويل مجرى نهر النيل والذى حضره الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر ونيكيتا خرشوف.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة