هل تُعد الصحة خارج حسابات مرشحى الرئاسة؟.. سؤال يفرض نفسه بعد ظهور كل من المشير عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى بعدد من اللقاءات التليفزيونية، واستعراضهما لملامح برامجهم الانتخابية دون التطرق بشكل مباشر وواضح إلى خططهما لرفع مستوى الرعاية الصحية فى مصر، وهو القطاع الذى يعانى من مشكلات ضخمة ومتراكمة لسنوات طويلة.
وعلى الرغم من أن القضايا السياسية والأمنية تُعَد هى القضايا الملحة والأكثر حضورا بالوقت الحالى، إلا أن قضايا الصحة والتعليم تعد فى حياة كل مواطن مصرى، لمسها الحياة المعيشية بشكل مباشر، حتى فى ظل تدهور الوضع الأمنى، وهو الأمر الذى يجب وضعه فى الاعتبار من قِبَل مرشحى الرئاسة.
واللافت للنظر فى اللقاءات التليفزيونية، التى أجراها المشير عبد الفتاح السيسى مؤخرا، سيطرة القضايا الأمنية والاقتصادية على مجرى الحوارين، فى الوقت الذى لم يتم فيه التطرق للقضايا الصحية ورؤية المرشح فى تطوير القطاع الصحى والمستشفيات، بالشكل المطلوب، على الرغم من تناول المرشح لقضية التعليم بشكل سريع بالحوار الأول، والذى أجراه معه كل من الإعلامى إبراهيم عيسى والإعلامية لميس الحديدى.
وعلى الرغم من عدم إعلان البرنامج الانتخابى للمشير السيسى، بشكلٍ مُفَصَّل حتى الآن، إلا أن الموقع الرسمى للحملة أشار إلى القضايا الصحية، داخل باب "ملامح المستقبل"، فى جملة واحدة، وهى "السيسى: تحسين الخدمات الصحية بما يلبى طموح الشعب المصرى"، وهى ما تعد إشارة مقتضبة لقضية ملحة ومن أهم القضايا التى تشغل بال المواطن المصرى.
وفيما يتعلق بالمرشح حمدين صباحى، فطغت القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية أيضا على حواراته التليفزيونية الأخيرة، إلا أن نشر البرنامج الانتخابى بالكامل للمرشح على الموقع الرسمى للحملة الخاصة به، أعطى فكرة تفصيلية عن رؤية المرشح لتطوير القطاع الصحى.
وتتمثل رؤية المرشح فى هذا المجال فى البدء الفورى بتطبيق نظام التأمين الصحى الشامل، ورفع مخصصات الصحة إلى 3% من الناتج القومى تتصاعد تدريجيا للوصول إلى المعدلات العالمية، وفقا للدستور المصرى، كذلك تطوير المستشفيات العاملة والمركزية ورفع مستوى الرعاية العامة والتخصصية بها، بحيث لا يحتاج المريض للسفر بهدف تلقى العلاج، بجانب تطوير المستشفيات الحكومية بأقسامها المختلفة، على رأسها أقسام الطوارئ، وتكوين فِرَق متخصصة بالمحافظات ليكونوا قادرين على تأهيل المستشفيات وإدارتها، مع وضع برنامج وطنى لبناء الكوادر العاملة بالمستشفيات الحكومية.
ومن أهم النقاط التى ينص عليه برنامج صباحى الانتخابى بمجال الصحة، فصل الجهاز المنظم للشئون الدوائية عن وزارة الصحة، وإنشاء "الهيئة العامة لشئون الصيدلة"، على أن تكون تابعة إلى مجلس الوزراء مباشرة، وتعتبر تلك الهيئة معنية بكل ما يخص المنظومة الدوائية من تصنيع وتوزيع وبيع، مع ربط منظومة الدواء بالتأمين الصحى، وحل مشكلات الصيادلة الحكوميين.
ويعد الجزء الخاص بالصحة فى البرنامج الانتخابى، والذى أشرف عليه الدكتور عمرو حلمى وزير الصحة الأسبق، أكثر شمولا من تناول قضايا الصحة ببرنامج صباحى الانتخابى لعام 2012، والذى تناول الصحة بشكل مقتضب فى إحدى فقراته، وهى "حق العلاج: توفير الرعاية الصحية المناسبة فى كل المحافظات، وتغطية التأمين الشامل لكل المواطنين وتتحمل الدولة تكلفة التأمين للمندرجين فى فئة الفقر المدقع وتدعم التأمين للفقراء فى المستويات الأخرى".
"الصحة خارج حسابات مرشحى الرئاسة".. سيطرة القضايا السياسية والأمنية على لقاءات المرشحين التليفزيونية.. وغياب تام لرؤيتهما فى تطوير القطاع الصحى
الأربعاء، 14 مايو 2014 05:17 ص