أرسلت (...) إلى افتح قلبك تقول: أنا فتاة عمرى 33 سنة، جامعية، موظفة، وعلى خلق والحمد لله، وكما ذكرت أنى فتاة، أى أنى لم أتزوج حتى الآن، وليست هذه هى المشكلة التى أرسل إليكى من أجلها، فهذه رغبتى التى توصلت إلى معرفتها مع العمر.
فأنا نشأت فى أسرة مفككة جدا، يسيطر عليها أب ظالم، لا يراعى الله فى زوجته ولا فى أولاده بأى شكل من الأشكال، كما أنه (مفترى) لا يستطيع أحد الوقوف بوجهه، فحتى أهل أمى والذين يعرفون حجم معاناتها قد تخلوا عنا، وقطعوا كل علاقتهم بها وبنا تجنبا للمشاكل.
أصبحت أكره الزواج، وأكره الرجال، وأخاف أن أقع أسيرة بين يدى رجل مثل أبى، وأخاف أن أنجب أولادا يعيشون حياة معذبة كتلك التى عشتها، وحتى لو كان زوجى شخصا جيدا، أصبحت أخاف من نفسى ومن عقدى عليه، فأنا وبكل صراحة لم أعد أصلح أن أكون زوجة، فقررت ألا أضع نفسى فى هذا الموقف أبدا، خاصة وأنى ولله الحمد أعمل وأعول نفسى منذ فترة طويلة، ولا أحتاج لأى دعم مادى من أحد.
مشكلتى الآن هى الناس، لماذا لا يتركونى وشأنى؟، لماذا يحاصروننى بنظرات الشفقة المؤلمة؟، وبكلمات الحسرة القاتلة؟، ألا يمكنهم تفهم أنى أنا من اخترت ذلك، وأنى راضية بقدرى؟، ألا يمكنهم منحى حق الاختيار؟، فقد قررت أن أضع كل طاقتى فى عملى وفى رسالتى التى أتمنى أن يوفقنى الله فيها، بدلا من الارتباط وظلم نفسى أو ظلم رجل آخر معى.. فما شأنهم هم؟..
أعرف أن مشكلتى حلها ليس فى يدك، ولكنى أرجو أن تهتمى برسالتى، وأن تردى عليها قريبا.
وإليكى أقول: فى البداية أحييكى على شجاعتك فى اتخاذ القرار، وعلى قدرتك على التعبير عن رأيك بصراحة بالرغم من أنه ضد التيار فى مجتمع مثل مجتمعنا بكل تأكيد، وإن كنت أعتقد أنك جزمتى بما هو غير مؤكد، وهو أنك سترتبطين برجل ظالم، وأنه سيعذبك أنت وأولادك، وأنك ستكونين بئس الزوجة والأم.. أين حسن ظنك بالله يا حبيبتى؟، فلو كلنا فكرنا بهذا المنطق، ما كان هناك أمل للمريض أن يشفى، وللفقير أن يرزق، وللشقى أن يسعد فى يوم من الأيام، فدوام الحال من المحال يا صديقتى، والتغيير هو سنة الكون، ومن أدراكى أن حياتك السابقة كانت ابتلاء يريد الله أن يعوضك عنه فى المستقبل بزوج تقر به عينك، وتكونين قرة عين له؟.. على كل حال، أنت سيدة قرارك بالطبع، وأنا لا أحاول أن أؤثر عليكى أو حتى أشكك فى تفكيرك، أنت أدرى الناس بحالك، وأنت من ستعيشين حياتك وتتحملين مسئوليتها.
مع كل حبنا للتواصل، ومع عدم قدرتنا على العيش بمفردنا، ومع شدة احتياجنا للناس وللاجتماعيات ننسى شيئا غاية فى الأهمية، وهو أن الناس (أذى)، وأن منهم من هم فتنة، وأنهم خلقوا لنختبر فى قدرتنا على تحملهم، وعلى التعامل معهم بالرغم ما بهم من نقص، نعم يا حبيبتى.. الناس ناقصون، وأولهم نحن، ولكننا نتعب ونحزن ونشقى عندما ننسى هذا، ونعتقد أنهم كاملون، وأننا يمكننا الاعتماد عليهم، وطلب العون والدعم منهم.
أحمد الله أنك لست من الفتيات (الضائعات) الخاويات، اللواتى يعشن حياتهن بلا هدف أو غاية غير الزواج والارتباط، فأنت لست كذلك، فأنت لك رسالة، ولك رؤية واضحة فى الحياة، وهو الأمر الذى يفتقده الكثير والكثير من الناس، لهذا فأنت مميزة بحق، وكل ما هو مطلوب منك أن تستحضرى هدفك، وغايتك تلك فى ذهنك طوال الوقت، وأنت تستعينى بالله على تحقيقها، وأن تستعينى به أيضا أن يكفيكى شر وأذى من حولك، ولتدعى فى كل يوم وكل حين (اللهم أكفينيهم بما شئت وكيف شئت أنك على كل شىء قدير)، وأنسى أمرهم، فهم أيضا سيملون فى يوم من الأيام، عندما يجدون غيرك يتحدثون عنه.
ولو شئتى يمكنك تجهيز جمل وعبارات محدده فى ذهنك تردين بها على كل متطفل أو متدخل فى شأنك، بحيث تخرسيهم لكن بهدوء ودون انفعال منك، فعندما تنفعلين تبدين ضعيفة، ويبدون وكأنهم قد لمسوا (وجيعتك)، بينما إذا أتاهم الرد هادئ ومرتب، وبابتسامة عريضة أيضا، ستصلهم الرسالة، والتى هى أنك لست الشخص المناسب لتلقى عبارات الشفقة والتندر و(مصمصة) الشفاة.
للتواصل مع د. هبه وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com
د. هبة ياسين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
باراك الله فيكى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
الى كاتبة الرسالة
عدد الردود 0
بواسطة:
نها
استيقظي قبل فوات الاوان
عدد الردود 0
بواسطة:
هدى
ربنا معاكي
عدد الردود 0
بواسطة:
نها
استيقظي قبل فوات الاوان 2
عدد الردود 0
بواسطة:
المواطن مصرى
فقدان الاحساس بالحياة يساوى الموت
عدد الردود 0
بواسطة:
منى محمد
تفائلوا فى الخير تجدوه
عدد الردود 0
بواسطة:
منى محمد
تفائلوا فى الخير تجدوه
عدد الردود 0
بواسطة:
منى محمد
تفائلوا فى الخير تجدوه
عدد الردود 0
بواسطة:
منى محمد
تفائلوا فى الخير تجدوه