يومان من الآن ويستيقظ أكثر من تسعمائة ألف فلسطينى على واقع تهجيرهم، وطردهم من قراهم ومدنهم فى مدن وقرى "فلسطين" التاريخية، والتى احتلتها يد الاحتلال الغاشمة فى الخامس عشر من مايو عام 1948.
وفى كل عام من ذات التاريخ يحيى الفلسطينيون ذكرى تلك "النكبة"، وتاريخها أمام أرقامٍ تكبر وتزداد قسوة، فمن هجروا فى عام 1948 والبالغ عددهم 957 ألف فلسطينى حسب تقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ارتفعت أرقامهم بعد ستة عقود لتصل إلى 5.3 مليون لاجئ.
وقالت "أونروا" فى بيان أصدرته أمس الاثنين، إن عدد اللاجئين الفلسطينيين، يمثل العدد الأكبر من لاجئى العالم.
لكن الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى، يؤكد أن عدد اللاجئين أكبر من العدد الذى ذكرته "أونروا"، وقال الجهاز فى إحصائية صدرت مساء أمس الاثنين، فى الذكرى الـ"66" للنكبة "إنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى نهاية العام الماضى 2013، وصل إلى 5.9 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يبلغ عدد اللاجئين إلى 7.2 مليون لاجئ وذلك بحلول نهاية عام 2020".
وبرر المركز ارتفاع الرقم الذى أورده، عن إحصائيات "أونروا"، بوجود لاجئين غير مسجلين لدى الوكالة.
ويعيش اللاجئون الفلسطينيون فى 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات فى الأردن، و9 مخيمات فى سوريا، و12 مخيما فى لبنان، و19 مخيما فى الضفة الغربية، و8 مخيمات فى قطاع غزة.
وقد أنشأت الأمم المتحدة وكالة خاصة لـ"إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين فى تلك المخيمات.
ويقول الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى، إن خمسة ملايين لاجئ فى الدول العربية (أكثر من مليونين فى الأردن، و520 ألف فى سوريا، ونحو 450 ألفا فى لبنان، وأكثر من 850 ألفا فى الضفة الغربية، و1.2 مليون فى قطاع غزة.
إلى جانب مئات آلاف الأشخاص فى العالم خاصة فى أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وغيرها قدرتهم بيانات المسح الفلسطينى بـ"655 ألف شخص".
ويؤكد الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى أن 66% من الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون فى فلسطين عام 1948 تم تهجيرهم.
وذكر جهاز الإحصاء، أنه بناء على تقديرات الأمم المتحدة عام 1950، فقد "شرد وطرد نحو 957 ألف عربى فلسطينى من الأراضى الفلسطينية التى سيطرت عليها إسرائيل عشية حرب عام 1948".
وشكّل اللاجئون الفلسطينيون المقيمون فى الضفة الغربية والمسجلون لدى وكالة الغوث بداية عام 2012 ما نسبته 17.1% من إجمالى اللاجئين المسجلين لدى الوكالة، مقابل 23.8% فى قطاع غزة.
أما على مستوى الدول العربية، فبلغت نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الغوث فى الأردن حوالى 40% من إجمالى اللاجئين الفلسطينيين، فى حين بلغت النسبة فى 9.1% وفى سوريا 10%.
ويعرف الميثاق الوطنى الفلسطينى اللاجئين الفلسطينيين على أنهم: (المواطنون العرب الذين كانوا يقيمون إقامة عادية فى فلسطين عام 1947، سواء أخرجوا منها أو بقوا فيها، وكلّ من ولد لأب عربى فلسطينى بعد هذا التاريخ داخل فلسطين أو خارجها، هو فلسطينى).
فيما ينص التعريف الصادر عن وكالة الغوث(أنروا) للاجئين الفلسطينيين على أنهم: "كل شخص كان مكان سكنه الأصلى ما بين حزيران 1946 وأيار 1948 فلسطين، وفقد مسكنة ووسائل العيش والرزق نتيجة للوضع القائم ما بين العرب والإسرائيليين، وهاجر إلى إحدى البلدان المجاورة التى تقدّم فيها أونروا خدماتها، وتنسحب الاستفادة من هذه الخدمات على نسل هذا اللاجئ".
ووفقا لتعريف "أونروا"، فإن المخيم هو عبارة عن قطعة من الأرض تم وضعها تحت تصرف الوكالة من قبل الحكومة المضيفة بهدف إسكان اللاجئين الفلسطينيين وبناء المنشآت للاعتناء بحاجاتهم.
وتمتاز الأوضاع فى المخيمات بالفقر وبالكثافة السكانية وبظروف الحياة القاسية المكبلة وبنية تحتية غير ملائمة كالشوارع والصرف الصحى.
وتوفر أونروا المساعدة لما يزيد عن 5.27 مليون لاجئ فلسطينى مسجلين فى قطاع غزة، وسوريا والأردن ولبنان والضفة الغربية.
ويعيش فى غزة أكثر من مليون لاجئ مسجل لدى "أونروا"، يعيش نصفهم تقريبا فى المخيمات الثمانية فى القطاع (الشاطئ، البريج، دير البلح ، جباليا ,خانيونس، رفح,المغازى ، النصيرات).
وتعد مخيمات اللاجئين فى غزة واحدة من أكثر الأماكن فى العالم اكتظاظا بالسكان.
أما الضفة الغربية فتحتضن نحو 850 ألف لاجئ مسجل، يعيش حوالى الربع منهم فى 19 مخيما رسميا، بينما يعيش الباقون فى مدن وقرى الضفة الغربية.
وتقع بعض المخيمات بالقرب من المدن الرئيسة فيما يقع البعض الآخر منها فى المناطق الريفية.. وفى لبنان هناك 450 ألف مسجل لدى "أونروا"، والعديد منهم يعيش فى المخيمات الـ"12" الموجودة فى البلاد.
ويشكل اللاجئون الفلسطينيون ما نسبته عشر سكان لبنان، ولا يتمتع اللاجئون هناك بحقوق مدنية أو اجتماعية.. وتعانى كافة المخيمات الـ"12" فى لبنان من مشاكل خطيرة فى مقدمتها: "الفقر، والبطالة والاكتظاظ".
ومن بين كافة أقاليم عمليات "أونروا"، فإن لبنان لديها أعلى نسبة من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون فى فقر مدقع.
وفى الأردن يعيش أكثر من 2 مليون لاجئ، ويتمتع كافة اللاجئين الفلسطينيين فى الأردن بالمواطنة الأردنية الكاملة، باستثناء حوالى 140 ألف لاجئ أصلهم من قطاع غزة الذى كان حتى العام 1967 يتبع للإدارة المصرية، وهم يحملون جوازات سفر أردنية مؤقتة لا تخولهم حق المواطنة الكاملة كحق التصويت وحق التوظيف فى الدوائر الحكومية.
وفى سوريا يعيش ما يزيد عن 520 ألف لاجئ فلسطينى فى تسعة مخيمات، ويحظى اللاجئون الفلسطينيون فى سوريا على نفس الحقوق والامتيازات الممنوحة للمواطنين السوريين، باستثناء حصولهم على المواطنة.
ويعيش اللاجئون فى سوريا أوضاعا قاسية فى الوقت الراهن فى ظل الأحداث الدامية والدائرة هناك، فبحسب العديد من المراكز الحقوقية والإنسانية، فإن المخيمات الفلسطينية فى سوريا تتعرض لاستهداف كبير فى ظل معترك الحرب الدائرة بين النظام السورى، وقوات المعارضة، وهو الأمر الذى خلف أكثر من ألف قتيل، وآلاف الجرحى، إلى جانب نزوح عشرات الآلاف من اللاجئين داخل سوريا والبلدان المجاورة، وتقدرهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بـ"270" ألف نازح، منهم 80 ألفا فروا خارج البلاد.
فى الذكرى الـ"66" لنكبة العرب وفلسطين: 5.9 مليون لاجئ فلسطينى مشردين حول العالم.. الفلسطينيون يعيشون فى 58 مخيما منهم 10 فى الأردن و9 فى سوريا و12 فى لبنان و19 فى الضفة الغربية و8 فى غزة
الثلاثاء، 13 مايو 2014 01:06 م
لاجئون فلسطينيون – أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة