إن «لبنان» ذلك البلد الراقى الجميل بؤرة «الشام» المزهرة، و«سويسرا» الشرق كما يقولون، ودرة المشرق العربى تعرض فى العقود الأخيرة لما تعرض له من خطوب وندوب وأزمات، وظل شعبه بطوائفه وفئاته صامدا يواجه كل التحديات حيث تتجدد فيه الرغبة الدائمة فى الحياة، «فلبنان» يسقط ليقف فى الحال ويصنع من متاعبه وآلامه روحا جديدة تدفعه إلى الأمام ويدفع الثمن الباهظ لكل كوارث المنطقة ونكباتها، فهو ملاذ «اللاجئين الفلسطينيين» وملتقى «اللاجئين السوريين» ومعبر التجارة ونقطة الجذب السياحى فى ذات الوقت، ولا نستطيع أن نقول إن التوزيع الطائفى لسلطة الحكم وفقاً «لميثاق 1943» ثم «اتفاق الطائف» منذ عقدين قد أضر بـ«لبنان» لأنه أعطاها صيغة للحياة والتعايش المشترك لا نكاد نجد لها بديلاً ناجحاً فى المنطقة كلها.
إن «لبنان» «جبران خليل جبران» و «ميخائيل نعيمة» و«فيروز» و«الصافى»، إن «لبنان» الجبل والمدينة قد تحمل دائماً فواتير جيرانه ويكفى أن نتذكر الحرب الأهلية التى امتدت منذ عام 1975 حتى عام 1989 تقريبا وحصدت الأخضر واليابس ولكن «لبنان» قام من جديد، وهاهو اليوم يواجه ظروفا صعبة وهو يحاول اختيار رئيسه الثالث عشر منذ الاستقلال فى ظل ملابسات شديدة الحساسية بالغة التعقيد، إنه «لبنان» ذاته الذى تأثر بالحركة الناصرية للخروج من حكم «كميل شمعون» ووصول الجنرال «فؤاد شهاب» إلى السلطة ومن بعده الرئيس الهادئ «شارل حلو»، ثم جاءت الحقبة السعودية التى حاولت دعم «لبنان»» سياسيا وماديا وكان أبرز رموزها رئيس الوزراء الراحل «رفيق الحريرى»، إن الحالة اللبنانية التى تتميز بالفرادة السياسية والتألق الجغرافى والوهج التاريخى تقدم لنا نموذجا يجب الحفاظ عليه، وينبغى أن نتذكر أن «عبدالناصر» قال (فلنحافظ على خصوصية «لبنان») وأن «السادات» قال (ارفعوا أيديكم عن «لبنان»!).
د. مصطفى الفقى يكتب: لبنان تواجه ظروفًا بالغة الصعوبة وهى تحاول اختيار رئيسها الجديد.. هذا البلد الراقى يقدم للمنطقة حالة متميزة يجب الحفاظ عليها.. وبيروت تدفع ثمنًا باهظًا لكل كوراث المنطقة
الثلاثاء، 13 مايو 2014 07:56 ص
د. مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة