لبست جلابيتى
وشلت همومى على كتفى
ولفِّيت العمِّة والشال
وقصدت الفتاح..
ويا دوب خطِّيت أول خطوة
إلا ونادت عليا ستى أصيلة بت المصرى
وقالت: هوُّ الواد فين راح؟!
قلت لها: أنا لسه يا ستى
هالم قرايبى
وهانروح نهدر بالصوت العالى
ونبايع الأسد المصرى
الغالى علينا عبد الفتاح..
راحت رفعت راسها
وهشت فى الخلا هزيمتين
ومحت كرمشة من ع الوش
بقالها سنين
وهللت وقالت:
عبد الفتاح مين؟
قلت لها: اللى شال روحه على كفه
وخرج يقول:
نموت إحنا
وتعيشوا أنتو يا مصريين..
ف تفتح عيونها أكتر
وتزيد دهشتها وتكبر
وتقولى: مش دا الراجل الزين
اللى من القلب قريب
الشهم الطيب
الأسمر زيك
وزى أبوك
وعمامك وجدودك..
اللى ف عز الخونة ما كانوا بيبيعوا فيها
كان بيحمى حدودك؟!!
اتبسمت وقلت لها: أيوه
هوُّ هوُّ
اللى لما ضاقت بينا الدنيا
جانا بكل سباعة
وقال : مصر لكل المصريين
ومصر فيها رجالة .. أُمَّال؟!
ف هبشت فى الجو
واتسندت على عكازها
وباست إيدى
وقالت لى:
ربى يطوُّل عمرك يا حبيبى
خدنى معاك لحبيبى
عشان أشوفه زين..
قلت لها : يا ستى تروحى فين؟
دا بينا وبين أسيوط ساعتين؟!
قالت لى:
إشمعنا هوُّ لمّا نادينا عليه جالنا
من الجمالية..
قوم وقِّف لنا تكتك
أو هات لنا عربية..
وأنا أدفع لك أجرتها من تحويشة عمرى
قوم خلينى أشوفه قبل ما أدخل قبرى
ثانية ولا اتنين..
قوم خلينا نتلقَّاه على أول أسيوط
قوم خلينا نقول له:
أهلاً بيك يا جمال
نوُّرت بلدك يا نور العين
أهلاً بيك يا حر
وتسلم البطن اللى جابتك يا زين
وفضلت تلزلز فىَّ
وتقول لى: يالله
قلت لها : الدنيا ليالى
والخطِّيف شغال
والرصاص زى اللب
افتحى أنتى بس القلب
وقوليلى عايزة منه إيه
وأنا والله ل أقول له: يا ستى
قالت لى: هاقولك وكلامى أمانة
توصلها للأسد الحامى
قلت لها: قولى
صنت حبة
وحطِّت إيدها على طرحتها
وصلبت عودها قُدامى
وقالت:
(أول شى تقوله حافظ على أرضك
والتانية تقوله: ماترحمش أى نصاب وحرامى
والتالتة تقول له : الفقرا أمانة فى رقبتك
والرابعة تقول له: مش هانصدق إنك عادل
غير لما تعامل كل ولاد الشعب
وكأنهم ولدك
والخامسة: ماتوطيش قدام أيها حد
والساتة تقول له: علِّيها زى الجد
والسابعة: الواحد شبة أصحابه
ف ابعد عنك كل ولاد الكلب)..
وباست إيدى
واتكلت ع اللى خلقنى
ورحت..
وأول ما وصلت..
ما أعرفش إزاى لقيتها وسط الملايين
وسط ناس ولاد بلد
حلوين وطيبين وملاح..
بيهتفوا بعلو الصوت
نموت أحنا
وتعيش يا زعيم الشعب
يا عبد الفتاح ..
