"المصريون يتقنون الهروب" جملة أكد على صحتها الأطباء، مؤكدين أن المصرى قادر على الهروب والتخلص من آلامه النفسية بهذه الطريقة، دون النظر خلفه أو وضع حلول جذرية لمشكلاته ليقتلعها من جذورها بل يدير ظهره لها، ويبحث عن طريقه سهلة للهروب، لذا أسهل الطرق لديه هى تعاطيه لكل ما يمكن أن ينسيه آلامه، كالحبوب المهدئة، والمخدرات بأنواعها، والأدوية التى تساعد على النوم، وغيرها.
المصرى "ضعيف النفسية"
"المصرى هش النفسية" بهذه الكلمات، أكد الدكتور محمد سليم أخصائى الأمراض النفسية والعصبية على أن المصرى يعرف بهاشة نفسيته، وقلة قدرته على المواجهة فهو يخاف ويهاب المواجهة ولا يمكنه الصمود فى أرض المعركة كثيرا، خاصة إذا كانت المعركة نفسية مع ذاته، فهو صعب الإصلاح لذاته، لا يقف أمام عيوبه ويفضل الهروب عن المواجهة والحل، ويفضل تناسى مشكلاته عن التفكير فيها، فهو يتقن ويبدع فى الهروب بكل أشكاله ويلجأ لكل الأساليب التى تجعله خارج دائرة المسئولية.
وأضاف أخصائى النفسية، أن المصرى لا يمتلك قدرات حقيقة تمكنه من التخلص من مشكلاته وآلامه النفسية، فهذه الآلام تسيطر عليه وتجعله مكبلا بها من كل ناحية، ويمكنها هزيمته بمنتهى السهولة لهشاشة نفسيته وعدم صموده أمامها، ولذا يكون هروبه هو الحل الواقعى والوحيد من وجهة نظره فى هذه اللحظة.
الهروب سمته الأساسية ومهارته الوحيدة
وفى نفس السياق أكد الدكتور محمود عبد الرحيم أستاذ علم النفس والاجتماع بجامعة القاهرة سابقا، أن المصرى يبرع فى الهروب، فهى مهارته التى يبدع فيها ويتقنها، ويحاول تنميتها، وذلك بدلا من البحث فى حقائق المشكلات ومحاولة حلها من جذورها، وهذا هو سبب كل آلام ومشكلات النفسية والاجتماعية التى يعانى منها المصريون فى الوقت الحالى.
الهروب هو حل سهل بسيط، يجده الإنسان الانهزامى الضعيف سيبل الخروج والنجاة له من كل أزمة، فيتمسك به ويصبح هدفه الوحيد وغايته، وعندما يصل له يتوقف عند هذا الحد ولا ينظر خلفه ولا لمشكلاته ويظل قابعا فى منطقة "الهروب" طوال حياته إلى أن يدمنها.
المصرى مدمن "هروب" و"أدوية"
لم يقف خطر هروب المصرى من آلامه ومشكلاته النفسية عند حد أذى النفس، بل يمتد إلى أذى الصحة، فهو يؤذى صحته بكل ما أوتى من قوة، فقد أكد الدكتور "محمود" أن المصرى تتلخص وسائل هروبه من مشكلاته النفسية فى بضعة حلول انهزامية دوائية، لا تتعدى الأقراص المنومة والمهدئة والمخدرة وغيرها، ولذا يقبل المصريون بشكل كبير على مثل هذه النوعيات من الدواء بشكل لا مثيل له من قبل خاصة فى تلك الفترة التى نعيشها والتى تمتلئ بالاضطرابات السياسية والاجتماعية.
ويؤذى الإنسان نفسه بمثل هذه العقاقير التى تودى بحياة أعصابة وتؤدى إلى تهالكها، وتجعله أكثر هشاشة نفسيا وصحيا، وبالرغم من أن الشخص على علم هذه المخاطر إلا أنه يظل مصرا على الهرب من مشكلاته النفسية بهذه الطرق المدمرة.
الألم..الضعف..التهالك النفسى..أسباب الأزمة
لا شك أن "المصرى" أيضا يمر – خاصة فى الفترة الحالية – بكثير من التوترات والقلاقل كما لم يشهد من قبل، فالتوترات السياسية وتغير خريطة المجتمع أثر بشكل قوى على تغيير نفسية المصريين، ومس نفسيتهم وسلامتهم العصبية بشكل مباشر، جعلهم أكثر خوفا من الواقع المرعب، ويفتقرون فى حياتهم اليومية للأمان النفسى والركون والهدوء العصبى والعاطفى.
وهذه الآلام والمشكلات المتوالية أثرت بشكل كبير وسببت أزمة نفسية كبيرة، لم يتحملها الكثيرون لهشاشة نفسية أغلبهم، وعدم اعتيادهم على مواجهة الأزمات النفسية.
التفكير فى البدائل هو الحل
ومن جانبه قدم الدكتور محمد كريم أخصائى النفسية والعصبية بعض الحلول والمقترحات التى تفيد المصرى نفسيا، وتجعله أكثر تقبلا للحقائق وأكثر قدرة على المرونة معها، فالبحث عن بدائل للهروب، كتنمية الذات، وتصحيح مسار الشخصية، والبحث عن حلول للمشكلات الشخصية هى بداية جيدة للتعود على مواجهة المشكلات ومحاولة حلها، وتجعل الشخص يتخلى عن هروبه تدريجا وينغمس فى مشكلاته بشخصية أقوى، كذلك دعوة لآخرين لعدم اليأس والتشبث بالأمل يقوى إيمان الفرد بنفسه وبمن حوله.
أطباء نفسيون: المصريون ملوك "التنفيض" والهروب من المشاكل دون معالجة جذرية.. تزايد الإقبال على المخدرات بسبب الآلام ورفض الواقع.. وأخصائيو الاجتماع: ظروف المجتمع المتأرجحة جعلتنا نفقد الثقة فى التعافى
الثلاثاء، 13 مايو 2014 12:01 م