قال الروائى محمود الوردانى إن رواية "ليل مدريد" رغم أنها معتمة ومحبطة ووصلت لحد كبير من الكأبة، إلا أنها معبرة جدا عن الواقع، مؤكدا أنه لو كان كتب رواية عن مثل هذه البطلة "هناء" التى أحاطت بها أزمات عدة وحاول أن يجعلها مبهجة ربما ستكون مفتعلة.
وأكد الوردانى خلال حفل توقيع رواية "ليل مدريد" للناقد الدكتور سيد البحراوى والصادرة عن دار التجليات مساء أمس بمكتبة البلد، أن طريقة عرض الرواية أيضا كانت متفردة، حيث استخدم ضمير الأنا، مشيرا إلى أن هذه الطريقة فى الكتابة تجعل الكاتب محددا فى أنه لا يمكن له الحكى عن أى شىء لم يحدث للراوى، أى الحكى عن مواقف أخرى أو بلسان أشخاص آخرين.
وأضاف الوردانى فى حديثه عن الرواية أن ضمير الأنا الذى استخدمه الكاتب عكس كل ما يُكتب، مشيرا إلى أن أغلب الروايات التى تكتب بهذه الطريقة دائما ما يتماهى فيها الكاتب مع شخصيته كمثقف، وضرب مثالا بروايات الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، ولكن البحراوى كان الأمر بالنسبة له أصعب لأنه كان يكتب عن فتاة وليست رجلا، ولكنه استطاع أن يعرفها ويأتى بأدق تفاصيل حياتها، وبالتالى كانت غير نمطية.
وأعلن الناقد الدكتور سيد البحراوى عن اعتذاره أمام الجميع لأصدقائه وصديقاته، وذلك لما تسببت لهم الرواية فى جرح وصل بهم حد مقاطعته حسبما قال، مؤكدا أن هذا الأمر أثبت له أن الرواية نجحت ورسالتها وصلت.
وأوضح البحراوى أن من قرأ الرواية وعايش أزمة البطلة "هناء" وأثرت فيه يؤكد لى أن ما روته يمثل عقدة عميقة عند أغلب الفتيات بل والشباب أيضا، مشيرا إلى أن عنوان الرواية فيه نوع من التورية.
وقال قحطان الفرج الله وهو المدير الفنى لدار التجليات الصادرة عنها الرواية إن نهايات الروايات دائما ما تكون غير معلومة بالنسبة للكاتب ولا تحمل أى صور لديه، مشيرا إلى أن البحراوى ترك النهاية مفتوحة فى هذه الرواية، وجعلنا نفكر فى الحياة بشكل مختلف، حيث جعل القارئ الذى كان يبحث عن البهجة فى حياة "هناء" أن يفكر لها فى حل لأزمتها، وبالتالى نجد الكاتب نجح فى إشراك القارئ فى معايشة روايته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة