كشف صحيفة السفير اللبنانية عن أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" توسطت لتوطيد العلاقة بين طهران وأنقرة، وتم عقد لقاءات عديدة بعيدا عن الإعلام، وشكلت الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان الى طهران أحد عناوينها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولى حركة حماس قولهم إنه لا نية لإنشاء محور يجمع البلدين يكون موجهاً الى محور آخر، بل هو حلف لإعادة لمّ الشمل والخروج «من حالة الاستنزاف التى تعيشها الامة». حسب مانقلته السفير.
وذكرت صحيفة السفير أن حماس عقدت لقاءات أيضا مع قياديين مركزيين إيرانيين خارج إيران، وفى أكثر من بلد، فى إطار حوار شامل على قاعدة ترميم العلاقة وتحييد الملف السورى وصولا الى إيجاد حلف عربى إسلامى جديد عنوانه دعم القضية الفلسطينية فى ظل المحاولات الأميركية الإسرائيلية لتصفيتها.
وبالنسبة للعلاقة بين حزب الله وحماس التى توترت بسبب الحرب السورية.. قال الصحيفة إن العلاقة بين «حزب الله» و«حماس» فى لبنان اليوم تحافظ على ثوابتها، برغم تأثرها، بشكل أو بآخر، بالأحداث السورية التى دفعت كلاً من الطرفين الى اصطفاف سياسى وطائفى حاد فى الأزمة.
ولف تقرير للسفير إلى عدم مجاراة «حماس» الحملة على حزب الله التى تتّخذ طابعاً مذهبياً، وهى التى تدرك أكثر من غيرها أن الحزب تعاطى مع القضية الفلسطينية ببعد وطنى انطلاقاً من فكرة المقاومة. على حد قول الصحيفة
وأقرّ مسؤول الملف الفلسطينى فى الحزب، حسن حب الله، بأن صورة «حزب الله» اليوم لدى شرائح فى العالمين العربى والإسلامى، ليست كما هى قبل اندلاع الأحداث السورية، وهى لا يمكن مقارنتها بالشعبية الكبيرة للحزب بعد عدوان إسرائيل على لبنان فى يوليو عام 2006، على سبيل المثال.
وأعرب عن قلق الحزب فى الفترة الماضية، من انتقال الصراع والقتال المذهبى فى المنطقة، الى الساحة اللبنانية. وكان ثمة من يعمل على قاعدة استدراج الحزب الى ذلك المستنقع، مستفيدا مما يحصل فى سوريا، مشوّهاً صورة المقاومة».
وأشارت السفير إلى أنه كان من حسن حظ البلاد أيضا ان جرى تحييدها دوليا وإقليميا، فكان التوافق الداخلى الذى تم بموجبه توحيد الجهود لوأد فتنة من شأنها توريط الجميع فى لبنان».
ونقلت صحيفة السفير عن أوساط مطلعة، بأن هناك شعورا لدى بعض الجهات الإقليمية بأن لا أمل بإحداث نوع من التوازن مع «حزب الله» فى لبنان، سوى باستدراج العامل الفلسطينى بوجهه، وهو أمر ظهر فى فترات متعددة فى المرحلة الماضية.
ولفت هؤلاء النظر الى ما حملته أحداث عبرا من دلائل، اذ جرت محاولة لتوريط الشباب الفلسطينى فى المعارك، كما حدثت حالة تعبئة فى المخيمات، ظهر جزء منها فى منطقة تعمير عين الحلوة بموازاة قتال الشيخ السلفى أحمد الأسير للجيش اللبنانى العام الماضي.
